فوق الدار البيضاء لا تُحلّق كرة القدم

الدار البيضاء اليوم  -

فوق الدار البيضاء لا تُحلّق كرة القدم

محمد امين لكواحي

مدينة  مليونية كالدار البيضاء، لا تتوقف فيها الحركة ليل نهار، عاجزة اليوم أن توفر ملعبا واحدا لفريقي العاصمة الإقتصادية الوداد والرجاء، حقيقة يعجز العقل أن يستوعبها ويفهمها، مدينة تجتمع فيها كل متناقضات الحياة  سيارات "رويسريوس" و "مازيراتي" ودراجة "التك تك" بصيغتها المغربية!! مع العلم أن المدينة بها كثير من الملاعب التي يمكن أن تستقبل مقابلات الفريقين، لكن المجالس المنتخبة والسلطات المحلية، تصر أن تلفظ الغريمين مع جماهيرهما خارج "كازانيكرا".
"أزمة الملاعب"، أزمت فرق العاصمة وخاصة فريق الرجاء البيضاوي، الذي وضعته في فوهة أزمة مالية خانقة هددت بإفلاسه، لإضطرار الفريق خوض الكثير من المقابلات خارج الدار البيضاء محروما من جماهيره، وتحمل مصاريف إضافية قلصت من الإيرادات والعائدات المالية للفريق.وهي الوضعية التي كانت تتطلب التعجيل بإعادة تأهيل ملعب "دونور"، كما يحلوا للبيضاويين تسميته، وقبل أن يفكر مهندسونا الأفذاذ، في إغلاق ملعب محمد الخامس، كان عليهم التفكير سلفا في إيجاد بدائل لهاته المهزلة التدبيرية لملاعب البيضاء، وكان حريا بهم أن يباشروا تأهيل ملاعب أخرى على كثرتها بالمدينة من طرف "شركة التنمية المحليةالدار البيضاء" وهي الشركة المكلفة بتأهيل مركب محمد الخامس كملعب العربي الزاولي في الحي المحمدي، تيسيما، مولاي رشيد.
"أزمة الملاعب" ،تعيد النقاش حول الأوراش الكبيرة التي كانت قد دشنتها جامعة كرة القدم برئاسة السيد فوزي لقجع، بشراكة مع وزارة الشباب والرياضة وتنسيق مع المجالس المحلية المنتخبة، والتي تروم تطوير بطولتنا الكروية المعطوبة وجعلها بطولة إحترافية، يبدو أنها اليوم، قد فشلت فشلا ذريعا، ليس من باب خطاب التيئيس أو التشاؤم، ولكن من باب ما تعيشه كثير من الملاعب حاضرا، والتي خصصت لها ملايير  الدراهم، لإعادة تعشيبها وتأهيل مرافقها، وقد تحولت الأرضية العشبية بها إلى صورة كارثية، و التي لا يجد السيد "عبد المالك أبرون مول التلفزيون"، حرجًا في التشدق بأنها آخر ما توصلت له التكنولوجيا الألمانية في تعشيب الملاعب، ولنا مثال في أرضية ملعب المسيرة بأسفي الذي لم ينقضي على تدشينه أقل من ستة أشهر حتى تضررت كثير من أرضيته.
"أزمة الملاعب" ، في البيضاء والتغني بزمن الإحتراف المعطوب، لم يجد معه البيضاويون بدا من التنقل خارج مدينتهم، إن أرادوا متابعة مقابلات كرة القدم وتشجيع فريقهم المفضل، مع ما يكلف الفرق،  من تخصيص أموال ضخمة لكراء الملاعب وضمان مصاريف الصيانة والتنقل...هذا الواقع المأزوم اليوم، يفرض إعادة التفكير من لدن المكاتب المسيرة ورؤساء الأندية، الإستثمار في ملاعب خاصة بالفريق، والتفكير في أن شراء الملاعب التابعة للمجالس البلدية والمقاطعات المحلية، هو ربح ومكسب وليس خسارة؛ خصوصا إذا فكرت الأندية في أن هذا النوع من الإستثمار وتطويره، بأن يصبح للفريق ملعب خاص، يضم محلات تجارية ومقاهي ومطعم وفضاءات للتنزه وتخصيص مرافق خاصة بإنجازات وتاريخ النادي...قد يؤسس لثقافة ونوع جديد من الجماهير، وستعود كل عائدات ومداخيل المقابلات إلى خزينة النادي، دون أن تكون مضطرة أن تقتسم الأرباح مع المجالس البلدية المالكة للملعب.وربما كثير منا لا يعرف أن كل الفرق الإيطالية لا تتوفر على ملاعب خاصة بها وهي كلها تابعة للبلديات، مع ما تفرضه على هاته الأندية من حقوق الإستغلال، لكن ما فعله فريق السيدة العجوز جيفونتيس الإيطالي الذي بنى ملعبا خاصا به في ملكية النادي، وهو ماوفر له عائدات مالية ضخمة جعلته من أغني الأندية في العالم اليوم.
هذا النموذج يلزم رؤساء الأندية والمسيريين التوقف وإعادة التفكير في المستقبل، لبلورة مشروع مكتمل للإحتراف، وتسريع وثيرة الإشتغال على مشروع الفرق-الشركات المندمجة، والخروج من جلباب الجمعيات الرياضية الذي يضيع على الفرق، الكثير من الاستثمارات، فعيب أن لا تحلق الكرة فوق سماء البيضاء وهي المدينة التي يتنفس سكانها كرة القدم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فوق الدار البيضاء لا تُحلّق كرة القدم فوق الدار البيضاء لا تُحلّق كرة القدم



GMT 07:29 2017 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

عائلة الرئيس الليبي السابق معمر القذافي تقاضي قطر

GMT 22:15 2018 السبت ,24 شباط / فبراير

خنيفرة يحشد أنصاره قبل مواجهة الحسيمة

GMT 06:35 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تستخدم قناة "روسيا اليوم" للتأثير على الشعوب

GMT 02:30 2014 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إنشاء شبكة قطارات الـ TGV الفائقة السرعة قريبًا في الجزائر

GMT 16:55 2017 الجمعة ,01 أيلول / سبتمبر

"العين روتانا" من أفضل 5 فنادق في العين
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca