آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

"الغرباء" سينما الحب والحرب عن فلسطين العربية

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  -

دمشق - سانا

قصة حب تجمع بين شاب فلسطيني وفتاة فلسطينية في منتصف أربعينيات القرن الماضي قبيل النكبة هكذا يمكن تلخيص الفكرة الرئيسة لفيلم الغرباء الذي تناول القضية الفلسطينية من زاوية إنسانية بحتة حيث تؤدي سيطرة العصابات الإسرائيلية على أرض فلسطين الى تفريقهما عن بعضهما البعض كنتيجة حتمية للتهجير..ثم تسير أحداث الفيلم في دول الجوار حيث نطل من خلال كاميرا عباس رافعي مخرج الفيلم على واقع الشتات الفلسطيني لتتشعب الأحداث في الشريط الذي أنتجته شركة ريحانة غروب في لغة بصرية عالية المستوى. ويعرض الغرباء الذي افتتح أول عروضه أمس في سينما كندي دمشق قصة مؤثرة عن وحشية العدو الصهيوني وبربرية عصاباته بعيد نكبة 1948 وكيف ينتصر الحب على المأساة الجماعية فيمد أصحابها بالقوة والإصرار على متابعة النضال والوقوف في وجه المحتل ومقارعته حيث لعب أدوار البطولة في هذا الشريط ممثلون سوريون ولبنانيون كان أبرزهم مكسيم خليل محمد حداقي جمال العلي قصي خولي ليليا الأطرش ممدوح الأطرش بول سليمان وآخرون. وينحو مخرج الغرباء إلى نسخة سينمائية جديرة بالمتابعة عبر لقطات هادئة ومواربة أحياناً لتصوير قصته التي تذكرنا هنا بقصة غسان كنفاني "عائد إلى حيفا" في الفيلم الأيقونة "المتبقي" إلا أن كلا من شخصيتي حسام وليلى بطلي الفيلم يشكلان في الغرباء مضمونا لحكاية إنسانية بحتة تنقل الجمهور من نسخ مشابهة في ملامسة الجرح الفلسطيني إلى فرادة خطاب سينمائي هادئ ومتوازن بعيد عن الاستعراض البصري المجاني ومتفق مع مغزى سرد الصورة ودلالاتها. ويوغل الفيلم في تشريح بصري للطبقات الاجتماعية في المدينة الفلسطينية قبيل النكبة ومآلات هذه الشرائح في بلاد الشتات وعيشها المضني في مخيمات اللجوء وظهور طبقة جديدة فيما بعد من الشباب الفلسطيني الذي تبنى الكفاح المسلح لتحرير أرضه المغتصبة من رجس الاحتلال الإسرائيلي ليكون جمهور دمشق على موعد في الغرباء مع وثيقة عن حلم شعب انتزع من أرضه وتاريخه وما يزال يحلم بذلك اليوم الذي سيعود فيه إلى بيوته وأحيائه ومدنه المغتصبة. وينجز الغرباء ما يشبه قصة حب وحرب عن المأساة الفلسطينية تتوج بانتصار الحب على كل أنواع الطغيان المادي والمعنوي الذي يفرضه العدو على مفردات العيش الفلسطيني من قتل وتهجير ومصادرة أراض وسياسة استيطان ومحاولة طمس معالم الحياة العربية في المدن الفلسطينية كـ "يافا وحيفا والقدس وبيت لحم" لينجح عباس الرافعي في إدارة ممثليه وكتابة مشاهده بحساسية سينمائية لافتة. يذكر أن فيلم الغرباء مستمرة عروضه حتى نهاية الشهر الجاري يومياً في سينما كندي دمشق الساعة الرابعة مساء.

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الغرباء سينما الحب والحرب عن فلسطين العربية الغرباء سينما الحب والحرب عن فلسطين العربية



GMT 18:58 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 07:12 2017 الإثنين ,13 شباط / فبراير

نانسي عجرم تُطلّ بشكل جميل خلال حفلة عيد الحب

GMT 04:45 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أولمبيك خريبكة يكشف برنامجه التدريبي لهذا الأسبوع

GMT 14:37 2018 الخميس ,19 تموز / يوليو

توقعات بلقاء بين السيسي والعاهل المغربي

GMT 03:58 2017 الجمعة ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن هوية ضحية حادث إطلاق نار في مراكش

GMT 23:44 2016 الثلاثاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

حيوانات ذكية يمكنها فهم لغة البشر والتعامل معهم
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca