حتى لا نضّيع اللبن في الصيف المقبل!

الدار البيضاء اليوم  -

حتى لا نضّيع اللبن في الصيف المقبل

عريب الرنتاوي
بقلم - عريب الرنتاوي

ليس لدي الوقت ولا القدرة، لرصد عدد المرات التي قال بها قادة السلطة والمنظمة بأن إسرائيل "قتلت حل الدولتين"، و"أطلقت رصاصة الرحمة عليه" أو "دقت المسمار الأخير في نعشه"...بل أنني لا أمتلك مثل هذه الطاقة، لرصد ما ورد على لسان الأخ صائب عريقات وحده في هذا المجال...منذ سنوات طوال، لا أعرف كم يبلغ عددها، ومع كل خطوة أو قرار إسرائيلي، استيطاني بالذات، يخرج علينا من بين قادة السلطة الكثر، من يذكرنا بأن إسرائيل "تقتل حل الدولتين".   كم مرة يتعين "قتل" حل الدولتين، لكي نفرغ منه، وننتبه إلى ما تبقى بين أيدينا من خيارات وحلول ... كم مرة يتعين فيها على هذا الحل، أن يموت، قبل أن نواريه الثرى ... كم رصاصة رحمة، يتعين إطلاقها لتمكين جثة "حل الدولتين" الهامدة، من "الموت الرحيم"...لقد بات "نعش حل الدولتين" كالغربال، لفرط ما دُقت فيه من مسامير، ودائما "أخيرة" ... لا نهاية لرصاص الرحمة ولا نهاية للمسامير الأخيرة.   إسرائيل طلبت، وواشنطن باركت ضم غور الأردن والمستوطنات وشمالي البحر الميت ... ونحن على موعد في الصيف القادم (حزيران، تموز) لإتمام المراسيم و"قوننة" الجريمة...الأمر لم يعد بحاجة للائحة اتهام جديدة بـ"قتل حل الدولتين"، ولا لمزيد من المسامير ورصاصات الرحمة الأخيرة...القتلة معلنون، وهم يفاخرون بجريمتهم، بل ويدعون المجتمع الدولي لأن يحذو حذوهم، ويضيف مزيد من المسامير ويطلق المزيد من الرصاصات، رشاً ودراكاً على صدر وظهر حل الدولتين.   ليس السؤال هو: هل قُتِلَ حل الدولتين أم لا؟ ...ولا السؤال عمّن قتله؟ ...من لديه "ذرة" إنصاف واحدة، ومن يرى بطرف عين واحدة، يعرف أن هذا الحل، لفظ أنفاسه الأخيرة منذ زمن، وأن جثته تعفنت بعد طول انتظار لمن يواريها الثرى، وأن إسرائيل مدعومة من إدارة ترامب، هما من تسبب بقتل حل الدولتين، وعن سبق الترصد والإصرار.   السؤال ماذا نحن فاعلون من الآن وحتى الصيف القادم؟ ...ماذا نحن فاعلون بعد ذلك؟ ...حتى لا ت تجد السلطة من يعيد على مسامعها عبارة: "في الصيف ضيّعت اللبن". من المفترض أن الإجابة على هذا السؤال، جاهزة على مكاتب القادة الفلسطينيين ... بل ومن المفترض أن يكون شوطاً كبيراً منها قد قُطِعَ، في ترجمتها ونقلها إلى حيز التنفيذ، أقله منذ أن بدأت التسريبات حول "صفقة القرن" تنتشر في الصحف ووسائل الإعلام...الخطة البديلة أو “Plan B”، ليس الآن أوان وضعها، أو حتى الشروع في تنفيذها، كان يجب أن يكون الوقت الحالي وقت جني ثمارها ... فالطريق إلى الهاوية، لم تتضح معالمه مؤخراً فحسب، وكل من يقول بخلاف ذلك، إما أعمى البصر والبصيرة، أو عاجز وقليل الحيلة، أو متواطئ يضمر استعداداً للقبول بأي حل وأي سيناريو، ومن على قاعدة: ليس بالإمكان أبدع مما كان.   السلطة قالت كلمتها، وعلى لسان رئيسها: سنخرج من كل الاتفاقات مع واشنطن وتل أبيب، إن وقع الضم ... هل سيفعلونها هذه المرة؟ ...وهل أعدوا العدة لخوض غمار مرحلة جديدة من الصراع؟ ...هل جرى تحضير الشعب الفلسطيني لمواجهة مختلف السيناريوهات والاحتمالات، بما فيها "انهيار السلطة" مالياً واقتصادياً وأمنياً؟ ...هل ثمة تفكير وتحضير، لخلق أطر قيادية رديفة في حال عجزت الأطر القائمة عن أداء وظائفها؟ ... هل جرى التفكير بسيناريو انتقال القيادة إلى الخارج، وعن أي خارج نتحدث، وهل ثمة "خارج" لتنتقل إليه أصلاً؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حتى لا نضّيع اللبن في الصيف المقبل حتى لا نضّيع اللبن في الصيف المقبل



GMT 19:04 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

الكتابات القديمة في المملكة العربية السعودية

GMT 18:58 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

كيف غيّر «كوفيد» ثقافة العمل؟

GMT 18:52 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

ليس بينها وبين النار إلاّ (ذراع)

GMT 18:21 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

لا تقودوا البوسطة مرّةً أخرى

GMT 18:00 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تبحث أمراً مالياً وتركز على بعض الاستثمارات

GMT 08:31 2018 الخميس ,20 أيلول / سبتمبر

سعر الدرهم المغربى مقابل اليورو الخميس

GMT 13:15 2015 الأحد ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

روماو يحدد قائمة لاعبي "الجيش" لمواجهة "المغرب الفاسي"

GMT 03:32 2017 الجمعة ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة توضح دور الخوف في عملية انقراض الحيوانات
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca