الزعيم الفنزويلي مادورو يُوجِّه صفعةً جديدةً لترامب بإحباطه أحدث المُؤامرات لخطفه ونَقلِه إلى واشنطن في قفصٍ

الدار البيضاء اليوم  -

الزعيم الفنزويلي مادورو يُوجِّه صفعةً جديدةً لترامب بإحباطه أحدث المُؤامرات لخطفه ونَقلِه إلى واشنطن في قفصٍ

عبد الباري عطوان
بقلم : عبد الباري عطوان

كثيرون هم القادة الذين يتمنّى الرئيس دونالد ترامب زوالهما من الوجود، ابتداءً من الزعيم الصيني تشي جين بينغ، وانتهاءً بالزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، ولكن يظلّ لاثنين آخرين، هُما المرشد الإيراني علي خامنئي، والرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو مكانةً بارزةً على هذه القائمة، لأنّهما يُجَسِّدان فشله ومُحاولاته العديدة لتَركيعهما، أو الإطاحة بِهما رُغم الحِصارات، والمُحاولات الانقلابيّة المُموّلة من قِبَل إدارته.

نَترُك المرشد الإيراني الأعلى جانبًا، ولو مُؤقّتًا، ونُركِّز على آخِر المُحاولات الانقلابيّة التي تورّطت فيها إدارة الرئيس ترامب، وبإشرافه شخصيًّا، للإطاحة بالرئيس مادورو، ومُنِيَت بفشلٍ ذريعٍ نتيجة اختراقها من رجل مُخابرات حليف للرئيس الفنزويلي الوطنيّ الشرعيّ وقتل ثمانية من المُرتزقة المتورّطين، واعتقل 11 آخرين بينهم جُنديّان أمريكيّان سابِقان حارَبا في العِراق وأفغانستان، أحدهما يُدعَى لوك دنمان.
***
بدأت المُؤامرة الانقلابيّة باجتماعٍ عقدته المُعارضة الفنزويليّة بحُضور قائدها خوان غوايدو في إحدى ناطحات السّحاب في ميامي لبحث خطّة وضعها جوردون غويرو، الضّابط السّابق في القوّات الخاصّة الأمريكيّة، وبات يُدير شركةَ خدماتٍ أمنيّةٍ مِن ضمن مهامها تُدير الانقِلابات وتُجنِّد المُرتزقة، حيث زعم أنّ تحت إدارته 800 مُرتزقًا، وأكّد قُدرته على الإطاحة بالرئيس مادورو وخَطفِه وإحضاره إلى الولايات المتحدة.
دنمان قائد العمليّة ذهب إلى كولومبيا في كانون الثاني (يناير) الماضي، ودرّب أكثر من 200 شخص من المُوالين لزعيم المُعارضة غوايدو، وبتوجيهاتٍ من رئيسه غويرو وبإشرافه، وتوجّهت المجموعة لتنفيذ مَهمّتها يوم أمس الأوّل إلى كاراكاس على ظهر أسطول من مراكب الصّيد تحت جُنح اللّيل، وأوّل أهدافها السّيطرة على مطار سيمون دي بوليفار، ثم التوجّه إلى مقرّ قيادة مادورو وخطفه، ووضعه على ظهر طائرة تقلّه إلى واشنطن.
المُتورِّطون في هذه المُؤامرة اعترفوا في أشرطةٍ مُسجّلةٍ بثّها التلفزيون الرسميّ أنّهم كانوا على اتّصالٍ بالسّلطات الأمريكيّة، ومايك بنس نائب الرئيس، وخوان غويدو زعيم المُعارضة، وكانوا يُريدون خطف مادورو، وتوقّعوا أن يستقبلهم الشّعب الفنزويلي بالورود والرّياحين، ولكنّهم فُوجِئوا بأنّ المُواطنين الفنزويليين تصدّوا لهم وقيّدوهم بالحِبال، ولولا وصول سيّارات الأمن ربّما لفتَكوا بهم.
الرئيس مادورو الذي خلَف الزعيم الفنزويلي العظيم هوغو شافيز، كان وما زال من أكثر الدّاعمين لقضيّة فِلسطين ومحور المُقاومة، وجعل من بلاده شوكةً مُؤلمةً في الخاصرة الأمريكيّة، وكرّس نفسه رئيسًا شرعيًّا مُنتَخبًا، ونجح في التصدّي لكُل المُؤامرات الأمريكيّة للإطاحة به بسبب التِفاف الجيش والشّعب حوله والدّفاع عن السّيادة والكرامة الفنزويليّة.
الذين يَقِفون في وجه الغُرور والاستِكبار الأمريكيّ وينتصرون للحق العربيّ والإسلاميّ ويَقِفون في خندقه هم الرّجال الرّجال، ومادورو على رأسهم، ولهذا يلتفّ حوله شعبه رُغم الحِصار والجُوع والمُؤامرات وانخِفاض أسعار النفط، ناهيك عن القُيود المفروضة على منع تصديره في حالةٍ مُشابهةٍ للحالة الإيرانيّة.
***
ترامب يعيش حالةً من الإحباط والسّأم من فشلِ الحِصار الخانق الذي فرضه طِوال السّنوات الماضية على فنزويلا، وعدم إعطائه ثِماره في تثوير الشّعب الفنزويلي بسبب الجُوع والحِرمان، والإطاحة بالرئيس مادورو مِثلَما كان يأمل، ولهذا أحيا تُراث الانقِلابات والخَطف والقرصنة الذي مارسته حُكومات بلاده للإطاحة بالأنظمة اليساريّة في جنوب أمريكا في فترةِ السّبعينات والثّمانينات مِن القرن الماضي، فجاءت النّتائج عكسيّةً.
صفعاتٌ جديدةٌ ومُؤلمةٌ لترامب ونِتنياهو وكوشنر وكُل محور العُدوان من شُرفاء فنزويلا، قادةً كانوا أو صيّادين بُسطاء تصدّوا للغزو الأمريكيّ القادِم من البحر، ولا نَستبعِد أن يَلجأ ترامب إلى السّيناريو نفسه، ويُحاول الإطاحة بالنّظام الإيرانيّ بعد فشل الحِصار، غزوًا مُباشِرًا، أو عبر المُرتزقة، وإذا جرّب، فإنّه سيَرتَكِب غلطة العُمر، وسيدفع وحُلفاؤه ثَمنًا باهِظًا.. والأيّام بيننا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الزعيم الفنزويلي مادورو يُوجِّه صفعةً جديدةً لترامب بإحباطه أحدث المُؤامرات لخطفه ونَقلِه إلى واشنطن في قفصٍ الزعيم الفنزويلي مادورو يُوجِّه صفعةً جديدةً لترامب بإحباطه أحدث المُؤامرات لخطفه ونَقلِه إلى واشنطن في قفصٍ



GMT 19:04 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

الكتابات القديمة في المملكة العربية السعودية

GMT 18:58 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

كيف غيّر «كوفيد» ثقافة العمل؟

GMT 18:52 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

ليس بينها وبين النار إلاّ (ذراع)

GMT 18:21 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

لا تقودوا البوسطة مرّةً أخرى

GMT 12:18 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف لقاءً مهماً أو معاودة لقاء يترك أثراً لديك

GMT 19:14 2019 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

يبدأ الشهر بالتخلص من بعض الحساسيات والنعرات

GMT 11:40 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 17:27 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 20:11 2019 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

تجنب الخيبات والارتباك وحافظ على رباطة جأشك

GMT 19:18 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 17:59 2019 الثلاثاء ,23 تموز / يوليو

تستاء من عدم تجاوب شخص تصبو إليه

GMT 11:31 2019 الجمعة ,29 آذار/ مارس

منع جمهور الرجاء من رفع "تيفو" أمام الترجي

GMT 08:41 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة وصادمة في حادث قتل الطفلة "إخلاص" في ميضار

GMT 06:39 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"بيكوربونات الصودا" حل طبيعي للتخفيف من كابوس الشعر الدهني

GMT 00:42 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

تعرف على أبرز صفات "أهل النار"

GMT 15:58 2018 الأحد ,08 إبريل / نيسان

"القرفة" لشعر صحي بلا مشاكل ولعلاج الصلع

GMT 11:49 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

توقيف صاحب ملهى ليلي معروف لإهانته رجل أمن

GMT 11:52 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

"زيت الخردل" لشعر صحي ناعم بلا مشاكل

GMT 11:06 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

سيرين عبد النور تتألق بمجوهرات بسيطة و أنيقة

GMT 05:34 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

لورد تلفت الأنظار إلى إطلالاتها المميزة باللون الأسود
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca