البحث العلمي والتنقيب الأثري في السعودية

الدار البيضاء اليوم  -

البحث العلمي والتنقيب الأثري في السعودية

زاهي حواس
زاهي حواس

من الأشياء الجميلة التي أراها خلال الاهتمام بالتراث ضمن رؤية المملكة العربية السعودية، أن هذا العمل العلمي قد بدأه الأمير سلطان بن سلمان عندما كان رئيساً للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وأكمل هذا العمل من بعده الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان آل سعود وزير الثقافة ومعه الدكتور جاسر الحربش رئيس هيئة التراث، وكان من أهم ما تم في هذا المجال هو تطوير البحث العلمي الأثري وتشجيع عمليات التنقيب عن الآثار بواسطة الآثاريين السعوديين بالتعاون مع المؤسسات العلمية العالمية المتخصصة في مجال الآثار والمهتمة بالتاريخ الحضاري للجزيرة العربية والعالم القديم.

لقد كان من أهم الأسس لتحقيق هذه الرؤية الإيمان بأن الأبحاث العلمية هي الخطوة الرئيسية الأولى لتطوير المواقع الأثرية من أجل خلق تنمية السياحة المستدامة، فمن دون فهم البعد الحضاري والثقافي للموارد الأثرية والتراثية لن تكون هناك نتائج وحقائق يمكن إظهارها، ومن دون الأبحاث ستبقى الموارد الأثرية والتراثية مختفية في باطن الأرض أو يشوبها الغموض والجهل بها.

وفي حقيقة الأمر فإنني أقف مع هذه الحملة المهمة التي تعطي لنا التصور الذي تسير عليه عملية البحث العلمي في المملكة والتي تقوم على فهم ورؤية علمية، إذ تم البدء في عمليات التطوير التي شاهدتها بنفسي في العديد من المواقع الأثرية، والقائمة على أسس قوية لتنفيذ هذه الاستراتيجية والمبنية على تكثيف الاكتشافات الأثرية والدراسات العلمية للمواقع الأثرية وتفعيل التعاون العلمي في مجال الآثار بين العلماء والباحثين السعوديين ونظرائهم على مستوى العالم، ووضع أنشطة ثقافية وأثرية للتعريف بأهمية صيانة التراث، والتي سيتم من خلالها جذب المواطن السعودي لمعرفة حضارته وتاريخه.

كما تم البدء أيضاً في عمل برنامج لعمليات التنقيب في المواقعالأثرية المهمة، الذي سبقه تنفيذ مشروع مسح أثري شامل لتسجيل وتوثيق المواقع الأثرية وحصرها على مستوى المملكة، ويتم نشر نتائج تلك الأبحاث والدراسات سواء عن طريق النشر العلمي أو إصدار كتيبات ونشرات تعريفية لكل شرائح المجتمع. كما أولت الهيئة اهتماماً كبيراً بالمتاحف باعتبارها إحدى أهم وسائل الحفظ والتعريف بالتراث الحضاري للمملكة لتكون لها رسالة ودور بارزان في نهضة المجتمع الثقافية.

وكان من أهم ما أثار انتباهي أيضاً الاهتمام الكبير بالتراث الثقافي المغمور بالمياه، وذلك بهدف تسجيل هذا التراث والمواقع المغمورة في المياه الإقليمية للمملكة العربية السعودية التي تنال اهتماماً عالمياً لأول مرة، وذلك عن طريق أعمال المسح والتنقيب الأثري تحت الماء.

والواضح أن هيئة التراث بوزارة الثقافة تخطط لعقد شراكات مع مراكز أبحاث علمية عالمية رصينة، لتكون شريكاً لها في هذا الملف المهم، بمشاركة كل الباحثين والعلماء في العالم للمساهمة في الأعمال الميدانية البحثية التي تخدم أهداف التراث الثقافي.

وأنا سعيد جداً بالاتفاق مع وزارة الثقافة بتوجيه من الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة والدكتور جاسر الحربش الرئيس التنفيذي لهيئة التراث لتنفيذ مشروع تعاون علمي في مجال الآثار بين المملكة ومصر، ليكون باكورة تعاون مشترك لعلماء ومتخصصي الآثار من البلدين الشقيقين لأول مرة في سبيل الأبحاث والدراسات الأثرية في كل التخصصات، لنبدأ معاً صفحة جديدة من التعاون الأثري.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البحث العلمي والتنقيب الأثري في السعودية البحث العلمي والتنقيب الأثري في السعودية



GMT 19:04 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

الكتابات القديمة في المملكة العربية السعودية

GMT 18:58 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

كيف غيّر «كوفيد» ثقافة العمل؟

GMT 18:52 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

ليس بينها وبين النار إلاّ (ذراع)

GMT 18:21 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

لا تقودوا البوسطة مرّةً أخرى

GMT 12:18 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف لقاءً مهماً أو معاودة لقاء يترك أثراً لديك

GMT 19:14 2019 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

يبدأ الشهر بالتخلص من بعض الحساسيات والنعرات

GMT 11:40 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 17:27 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 20:11 2019 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

تجنب الخيبات والارتباك وحافظ على رباطة جأشك

GMT 19:18 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 17:59 2019 الثلاثاء ,23 تموز / يوليو

تستاء من عدم تجاوب شخص تصبو إليه

GMT 11:31 2019 الجمعة ,29 آذار/ مارس

منع جمهور الرجاء من رفع "تيفو" أمام الترجي

GMT 08:41 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة وصادمة في حادث قتل الطفلة "إخلاص" في ميضار

GMT 06:39 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"بيكوربونات الصودا" حل طبيعي للتخفيف من كابوس الشعر الدهني
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca