ودخل الدبّ الروسي إلى الحديقة

الدار البيضاء اليوم  -

ودخل الدبّ الروسي إلى الحديقة

مشاري الذايدي
بقلم : مشاري الذايدي

جاء اليوم الموعود، ودخلت الدبابات الروسية إلى شرق أوكرانيا، وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بداية عملية عسكرية روسية هدفها، كما قال، نزع السلاح الأوكراني وإبعاد خطر «الناتو» عن روسيا وحماية الموالين لروسيا في إقليم الدونباس. ليس هذا وحسب، بل أطلق تهديداً صريحاً لمن يفكّر في التدخل من الخارج بأنه سيجابه ردّاً روسياً لم يشهد له التاريخ مثيلاً! ليس المهم هنا مناقشة الحق أو الباطل الروسي في هذه العملية المنتظرة منذ حين، ولكن، واستكمالاً للمقال السابق، رصد الارتباك والضياع الغربي... والبعض يرى أنه ليس ضياعاً بل قمة الدهاء في نصب الفخّ للدبّ الروسي! الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خرج لشعبه يعلن الدعوة للدفاع والحرب، ويبشّرهم بأنه للتو اتصل بالرئيس الأميركي بايدن ووعده بحشد المساعدة لأوكرانيا.

أريد فقط من حضراتكم التأمل في هذه اللقطات لمواقف قادة الغرب: ندّد الرئيس الأميركي جو بايدن، فجر أمس (الخميس)، بما وصفه بـ«الهجوم غير المبرر» من قبل روسيا ضد أوكرانيا، ودعا بايدن العالم للدعاء للأوكرانيين. وفي الوقت نفسه واعداً بردود قوية. كتب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون على «تويتر»: «لقد أفزعتني الأحداث المروعة في أوكرانيا، وقد تحدثت إلى الرئيس الأوكراني زيلينسكي لبحث الخطوات التالية».
رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال قالا في بيان مشترك:«في هذه الساعات العصيبة، قلوبنا مع أوكرانيا ومع النساء والرجال والأطفال الأبرياء».

المستشار الألماني، الجديد أولاف شولتس قال في بيان هو الآخر: «هذا يوم مروّع لأوكرانيا ويوم أسود لأوروبا». الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وجّه نداء اللحظة الأخيرة للرئيس بوتين لوقف الحرب «باسم الإنسانية»... واعترف بخطئه حينما اعتقد سابقاً أن لا شيء سيحدث على حدود أوكرانيا. هذا في ظل تدخل روسي خطير اعتبرت الخارجية الأوكرانية، في بيان لها، أن هدفه هو «تدمير الدولة الأوكرانية». وأضافت في بيانها: «استجابتنا المشتركة الآن مرهونة ليس فقط بحياة وأمن المواطنين الأوكرانيين فحسب، بل مرهونة أيضاً بأمن مواطني أوروبا ومستقبل النظام العالمي». روسيا مستنفرة وتعتبر أنها تدافع عن صميم أمنها القومي، وأن أوكرانيا تحولت لقاعدة تهديد غربي لعمق روسيا... هكذا ترى موسكو الأمور، وتتصرف على الأرض وفقاً لهذه الرؤية... لم تخفِ شيئاً.

في الطرف الآخر، لا نرى وضوحاً في الرؤية ولا عزيمة للفعل، رغم كل ثرثرات قادة الغرب. هل ذلك لأن المزاج الغربي خاصة الأميركي لا يحفل بهذه الحروب، فوفقاً لاستطلاع جديد أجراه مركز (أنورك) لأبحاث الشؤون العامة لصالح أسوشيتدبرس، يرى 52 في المائة أن واشنطن يجب أن يكون لها دور ثانوي، و20 في المائة يرون أنه لا ضرورة للقيام بأي دور أميركي أصلاً.ربما يلخّص تعليق المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، ذات اللسان الحادّ، طبيعة الفرق بين المعسكرين، حين سخرت من تهديد الحكومة البريطانية بتأديب روسيا ومساعدة أوكرانيا، كاتبة على حسابها بـ«تلغرام»: «وزارة الخارجية البريطانية: أوكرانيا ليست عضواً في الناتو، لكن نحن سوف نساعدها في الدفاع عن النفس. أنتم ساعدتموها... استريحوا».

قد يهمك أيضاً :

  والآن ماذا يفعل الغرب بروسيا؟

 الليبرالي «جداً» جاستن ترودو!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ودخل الدبّ الروسي إلى الحديقة ودخل الدبّ الروسي إلى الحديقة



GMT 19:04 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

الكتابات القديمة في المملكة العربية السعودية

GMT 18:58 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

كيف غيّر «كوفيد» ثقافة العمل؟

GMT 18:52 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

ليس بينها وبين النار إلاّ (ذراع)

GMT 18:21 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

لا تقودوا البوسطة مرّةً أخرى

GMT 12:18 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف لقاءً مهماً أو معاودة لقاء يترك أثراً لديك

GMT 19:14 2019 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

يبدأ الشهر بالتخلص من بعض الحساسيات والنعرات

GMT 11:40 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 17:27 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 20:11 2019 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

تجنب الخيبات والارتباك وحافظ على رباطة جأشك

GMT 19:18 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 17:59 2019 الثلاثاء ,23 تموز / يوليو

تستاء من عدم تجاوب شخص تصبو إليه

GMT 11:31 2019 الجمعة ,29 آذار/ مارس

منع جمهور الرجاء من رفع "تيفو" أمام الترجي

GMT 08:41 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة وصادمة في حادث قتل الطفلة "إخلاص" في ميضار

GMT 06:39 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"بيكوربونات الصودا" حل طبيعي للتخفيف من كابوس الشعر الدهني
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca