ليست صدفة!

الدار البيضاء اليوم  -

ليست صدفة

سليمان جودة
بقلم : سليمان جودة

فى زمن ما قبل ڤيروس كورونا، كان العالم يعرف شخصين اثنين تزيد ثروة كل واحد منهما على المائة مليار دولار، وكان كلاهما أمريكيًا.. فهل هذه مصادفة؟! كان أحدهما هو بيل جيتس، صاحب شركة مايكروسوفت الأمريكية، وكان الثانى هو جيف بيزوس، صاحب شركة أمازون، التى لا تزال الشركة الأشهر فى مجال التجارة الإلكترونية حول العالم!

وكان من الطبيعى أن يحظى نشاط «أمازون» برواج كبير فى زمن كورونا، وأن يتضاعف حجم عملها، وأن يزداد إقبال الناس عليها، وكان من الطبيعى أيضًا أن ينعكس هذا كله على ثروة صاحب الشركة، وأن نقرأ، قبل أيام، أن «بيزوس» كسب 13 مليار دولار فى نهار واحد!

وكان إقبال الناس عليها اضطرارًا لا طوعًا.. وهذه مسألة لابد أن تستوقفنا.. فلم يكن هناك بديل سوى «أمازون» فى أجواء الڤيروس القاتلة، وبمعنى آخر كان هناك بديل، ولكنها وحدها التى كسبت بشكل لافت للغاية.. وإذا كان الجميع قد خسروا بعد إطلالة كورونا فى عالمنا، فإن جيف بيزوس لم يكن من بين هؤلاء الذين خسروا ولا يزالون يخسرون، وإنما كان كل يوم ينقضى من أيام الوباء يضاعف من مكاسبه، ويضخم من ثروته، ويصب فى جيبه الكثير من المال!.. فهل كانت هذه مصادفة هى الأخرى؟! ثم جاء دور مارك زوكربرج، مؤسِّس موقع فيسبوك، الذى أعلنت وكالة بلومبرج للأخبار، قبل ساعات، أن زمن كورونا قد ارتفع به إلى سماء الثروات، وأنه جلس إلى جوار «جيتس» و«بيزوس»، للمرة الأولى، لأن ثروته قد تجاوزت المائة مليار دولار!

فهل كانت هذه مصادفة للمرة الثالثة؟!.. لقد بلغت مكاسب «زوكربرج» من وراء كورونا 22 مليار دولار، ولولا إطلالة الڤيروس علينا ما كان هذا قد حدث، وما كان هذا الشاب، البالغ من العمر 36 عامًا، يتربع على عرش الفلوس فى الدنيا جنبًا إلى جنب مع «بيزوس» و«جيتس»؟! لا شىء يأتى صدفة فى هذا العالم، ولا أحد فى إمكانه أن يقنعنا بأن ما طرأ على ثروات الثلاثة كان من قبيل المصادفات، ولا شىء يبرر أن تصل مكاسب «بيزوس» إلى هذا الحد، ثم لا تشاركه شركة على بابا الصينية شيئًا من مكاسبه، رغم أنها تعمل فى ذات المجال!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليست صدفة ليست صدفة



GMT 19:04 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

الكتابات القديمة في المملكة العربية السعودية

GMT 18:58 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

كيف غيّر «كوفيد» ثقافة العمل؟

GMT 18:52 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

ليس بينها وبين النار إلاّ (ذراع)

GMT 18:21 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

لا تقودوا البوسطة مرّةً أخرى

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 19:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 19:14 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 15:38 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

انفراجات ومصالحات خلال هذا الشهر

GMT 04:11 2016 الخميس ,20 تشرين الأول / أكتوبر

تقنية جديدة تظهر النصِّ المخفي في المخطوطات القديمة

GMT 13:52 2016 الأحد ,20 آذار/ مارس

كريم طبيعي مزيل لرائحة العرق

GMT 08:47 2016 الإثنين ,11 كانون الثاني / يناير

البامية للوقاية من الأمراض المستعصية والاكتئاب
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca