بعد الـ«كورونا» بنحكي...

الدار البيضاء اليوم  -

بعد الـ«كورونا» بنحكي

رامي مهداوي
بقلم : رامي مهداوي

في أي فعل، كان هناك من ينظر إلى الأمور بنظرة إيجابية، وكثيرون ينظرون من زاوية سلبية، والبعض برؤيا نقدية تطويرية، أيضاً في المحن والشدائد، هناك من يُشمر عن ذراعه ويعمل ضمن مسؤولية وهناك من يهرب من مسؤوليته ويختبئ ويحمل المسؤولية للآخرين.أخطر ما في أي أزمة يواجهها أي مجتمع كان، هو عدم مقدرته على توحيد صفوفه لمجابهتها، عدوى النزعة الفردية في الطبيعة الإنسانية تُسيطر على النزعة الجماعية، ما سيؤدي لإضعاف المؤسسات المتنوعة المكونة للدولة بمختلف القطاعات الحكومية، الخاصة، الأهلية وربما سيتم الاقتتال فيما بينهم إن لم يتم توحيد كافة الجهود لمواجهة الأزمة التي تعصف بهم جميعاً.

للأسف، وبحزن أقول مستنداً لمتابعتي المستمرة على الصعيد الإعلامي وأدوات التواصل الاجتماعي بكافة أشكاله، وأيضاً من خلال العمل ضمن المسؤولية الوطنية والمهنية التي تقع على عاتقي، إن عدوى السلبية والتدميرية هي التي تسيطر على روح نسبة ليست قليلة من المواطنين وتعاطيهم مع أزمة الطوارئ بسبب وباء فيروس كورونا، على الرغم من أن هناك العديد ..العديد من القصص التطوعية والإيجابية التي سطرها أبناء شعبنا ليس فقط اليوم، وإنما بأي نداء وطني مجتمعي.

هناك من يستسهل دور الناقد المشاهد لفعل من يعمل، وكما نعلم بأن من يعمل يخطئ، وجميعنا يعلم واقع إمكانياتنا البسيطة، أنا مع النقد البناء من قبل أصحاب الاختصاص والتجارب، لكن لا أقبل نهائياً نقداً ممن هم على فراشهم بالمنزل، ينقدون من يعمل بكل إخلاص واضعاً حياته فداء الوطن والمواطن.
الجميع في وقت الأزمة يتحمل مسؤولية، وبنسب مختلفة عن بعضنا البعض مهما كان موقعك فأنت تتحمل مسؤولية اتجاه المجتمع، فوجدنا أهل سلفيت يتبرعون بزيت الزيتون وأهل طوباس والأغوار يقدمون الخضراوات وأهل نابلس بالخبز، وفي أول طلب لي من أصدقاء لإعداد حملة توعوية للعامل الفلسطيني في مواجهة الفيروس لم تُقصر مطبعة في إعداد النشرات ومؤسسة أخرى في تنفيذ فيديو.
نعم، مثلما يوجد من هو سلبي حتى بما يشاهده أمام المرآة، هناك من يتواجد دون الطلب منه عندما يشعر بأن المجتمع بحاجة إلى تواجده بالفعل المراد والمتوقع منه، وبالرغم من ذلك، نحن بحاجة إلى الفعل وتطويره وربما تحسين الأداء والسياسات، لكن لا يجب تدمير الروح الإيجابية لمن يُقاتل بالميدان ضمن إمكانيات أشبه بالمعدومة.
بالتأكيد، هناك العديد من الملاحظات والدروس والاستخلاصات والعبر، والتي قد تؤدي إلى تغييرات هيكلية ووظائفية وفي بعض الأحيان عقابية لمن قصر بتأدية واجبه مهما كان موقعه، لكن الآن، نحن في مرحلة العمل لنعمل جميعاً يداً بيد في مواجهة هذا الوباء، وكما قالها لي صديقي الفنان شادي زقطان «بعد الكورونا بنحكي».

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بعد الـ«كورونا» بنحكي بعد الـ«كورونا» بنحكي



GMT 19:04 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

الكتابات القديمة في المملكة العربية السعودية

GMT 18:58 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

كيف غيّر «كوفيد» ثقافة العمل؟

GMT 18:52 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

ليس بينها وبين النار إلاّ (ذراع)

GMT 18:21 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

لا تقودوا البوسطة مرّةً أخرى

GMT 11:50 2021 الثلاثاء ,26 تشرين الأول / أكتوبر

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 18:22 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس

GMT 08:12 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

أويلرز يفوز على مونتريال في دوري هوكي الجليد

GMT 05:03 2017 الأربعاء ,27 أيلول / سبتمبر

شخص ملثم أضرم النار داخل مسجد فجر الاربعاء

GMT 17:08 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

"المغرب اليوم" يكشف عن أجر "جون سينا" في" التجربة المكسيكية"

GMT 06:44 2018 الأربعاء ,26 أيلول / سبتمبر

"كالابريا" أحد كنوز إيطاليا الخفية عن أعين السائحين

GMT 01:14 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

مرتجي يؤكد استعداد الأهلي إلى "حدث تاريخي"

GMT 06:21 2018 الإثنين ,02 تموز / يوليو

أحلام تهتف باسم الملك وتُغني للراية الحمراء

GMT 20:38 2018 الأربعاء ,06 حزيران / يونيو

"شعبي نايت لايف" حفلة ضخمة للطرب في عيد الفطر
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca