قراءة في أوراق الطبيب

الدار البيضاء اليوم  -

قراءة في أوراق الطبيب

بقلم : رامى مهداوى

صدر حديثاً عن دار الشروق للنشر والتوزيع، كتاب بعنوان «أوراق سياسية» لأخي د.ناصر القدوة، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، الكتاب عبارة عن مجموعة من الأوراق السياسية أو المقالات، تحتوي على معلومات مفيدة عن قضايا مهمة بسبب قيادة القدوة شخصياً لها، على سبيل المثال فتوى محكمة العدل الدولية حول الجدار. ويحتوي أيضاً الكتاب على مواقف وأطروحات على شكل رؤيا متقدمة كثيراً على المواقف السياسية التي تطرحها أغلبية القادة الفلسطينيين.
وبين السطور، سيجد القارئ آراء الكاتب الناقدة اللاذعة ــــ بدبلوماسية د.ناصر المعهودة ـــــ للفعل أو/و عدم الفعل داخل المطبخ السياسي الفلسطيني مع تقديمه لحلول وتصورات للإشكالات العديدة في فضاء القضية الفلسطينية.
لن أقوم باستعراض الكتاب ومحتوياته في هذا المقال، لكن سأضع استخلاصاتي واستفساراتي التي قد أكون مخطئا بإجابتها أو مازلت أجهل الإجابة عنها وربما أخشى الكتابة حولها!!
في ظل هذه الأوراق التي تقدم حلولا لعدد من القضايا المتنوعة، لماذا لم تتم قراءتها بوقتها لدى المطبخ السياسي الفلسطيني والاستئناس بهذا الرأي وخصوصاً أن كاتب هذه الأوراق هو مُتخصص وخبير في المؤسسات والهيئات الدولية وجزء من المطبخ السياسي الفلسطيني؟
كيف على كاتب هذه الأوراق أن يقوم بترجمة الأوراق السياسية لفعل على أرض الواقع وهذا ما ينتظره الشارع الفلسطيني منه شخصياً؛ بالتالي يقع على عاتق د. ناصر القدوة مسؤولية تحويل هذه الأوراق إلى خطط فعلية بعيدة وقريبة الأمد من أجل استنهاض الحالة السياسية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي؛ باستنهاض القضية الفلسطينية على الصعيد الداخلي والإقليمي والدولي، وهذا ما تطرق له القدوة في ثلاث ورقات، الدفاع عن الوجود الوطني الفلسطيني نحو الاستقلال وممارسة السيادة في دولة فلسطين، القضية الفلسطينية والحالة العربية والأزمة والطريق نحو الانتصار.
بعد انتهاء القارئ من قراءة أوراق القدوة سيشعر بحيرة بالغة. ليجد نفسه أمام السؤال المحوري: كيف نقرأ هذه الأوراق في الوقت الراهن بعد رؤية ترامب؟ وخصوصاً أن قراءتنا للواقع الحالي متعثرة، وذلك لاختلاط الأوراق السياسية للبيت الفلسطيني من ناحية، ولتداخل الأطراف العربية مع الأطراف الإقليمية الأخرى مثل: إيران، تركيا وإسرائيل، إضافة إلى الأطراف الدولية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية، مع الأخذ بعين الاعتبار بأن د. ناصر قدم ورقة متخصصة نقدية لمشروع ترامب ـــــ صفقة القرن ـــــ لم يتم إدراجها في الكتاب الذي كان في ذلك الوقت يُولد داخل المطبعة، ومع هذا كيف لنا على الرغم من ذلك قراءة الأوراق في سياق التغيرات المتسارعة من حولنا دون أي فعل من طرفنا سوى التهديدات والتصريحات الإعلامية التي تُطلق في الهواء؟!
هل وضع القدوة الهدف له من تجميع الأوراق، وتحديد الجمهور الموجه له تلك الأوراق؟ لأنه في كل ورقة سياسية من 16 ورقة، هناك توصيات وآليات عمل عامة، لهذا يجب أن يحرص القدوة على أن تصل تلك الأوراق لمن كان هو يستهدفهم بالأساس لعل وعسى تحقيق الأثر الذي ترتب من إنجاز كل الأوراق ولو بشكل نسبي.
إعداد أوراق سياسية دون أن يكون الكاتب واضعا بعين الاعتبار المسار الذي قد تأخذه البدائل والتوصيات المقدمة، يجعل الورقة دون جدوى ولا فائدة وخصوصاً أن هناك غالبية تنتظر من د. ناصر القدوة الفعل السياسي؛ الأمر الذي يستوجب منه، أن يكون لاعباً أساسياً في التغيير من خلال إقرار تغييرات على مستوى السياسات السياسية.
فإذا كانت الأوراق التي طرحها القدوة غير قابلة للتنفيذ من خلال المؤسسات المنتجة للسياسة، فلن تكون الأوراق/ الورقة قادرة على تزويد صناع القرار ببدائل وحلول قابلة للتنفيذ؛ بمعنى إذا كان المريض يرفض العلاج فما الفائدة من كتابة الوصفة الطبية أكثر من مرة من قبل الطبيب؟!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قراءة في أوراق الطبيب قراءة في أوراق الطبيب



GMT 19:04 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

الكتابات القديمة في المملكة العربية السعودية

GMT 18:58 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

كيف غيّر «كوفيد» ثقافة العمل؟

GMT 18:52 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

ليس بينها وبين النار إلاّ (ذراع)

GMT 18:21 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

لا تقودوا البوسطة مرّةً أخرى

جورجينا تثير اهتمام الجمهور بعد موافقتها على الزواج وتخطف الأنظار بأجمل إطلالاتها

الرياض - الدار البيضاء اليوم

GMT 08:00 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 19:28 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 18:18 2022 الجمعة ,14 تشرين الأول / أكتوبر

مدرب المنتخب المغربي يحسم اللائحة الأولية لمونديال قطر

GMT 07:55 2018 الخميس ,24 أيار / مايو

سمر مبروك تطلق مجموعة جديدة من أزياء رمضان

GMT 05:20 2017 الأحد ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فيصل فجر يؤكد أن كرسي الاحتياط لا يزعجه في خيتافي

GMT 16:10 2017 الجمعة ,22 أيلول / سبتمبر

وسائل إعلام إسبانية تكشف انفصال شاكيرا وبيكي

GMT 05:47 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نفوق حيوان بحري من نوع الحوت الأحدب في شاطئ القحمة

GMT 00:16 2017 السبت ,02 أيلول / سبتمبر

صور صدام حسين تلهب مواقع التواصل الاجتماعي

GMT 14:36 2014 الأربعاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الأسرة الملكيّة تحتفل بذكرى ميلاد الأميرة للا حسناء الأربعاء

GMT 20:30 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وقفة احتجاجية لذوي الاحتياجات الخاصة فى مراكش

GMT 16:35 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

باوتيستا تتأهل إلى ثاني أدوار بطولة بازل للتنس

GMT 03:59 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

عناصر مهمة لديكورات حمامات فخمة تخطف الأنظار

GMT 19:58 2018 الأحد ,21 تشرين الأول / أكتوبر

عمرو سلامة يشكر إذاعة "إينرجي" بعد تتويج مسلسل "طايع"
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
RUE MOHAMED SMIHA,
ETG 6 APPT 602,
ANG DE TOURS,
CASABLANCA,
MOROCCO.
casablanca, Casablanca, Casablanca