شعر المتنبي - ٢

الدار البيضاء اليوم  -

شعر المتنبي  ٢

جهاد الخازن
بقلم : جهاد الخازن

أبو الطيب المتنبي قال:

امنىً كن لي أن البياض خضاب / فيخفى بتبييض القرون شباب

أعز مكان في الدنا سرج سابح / وخير جليس في الزمان كتاب

وهل نافعي أن ترفع الحجب بيننا / ودون الذي أملتُ منك حجاب

وفي النفس حاجات وفيك فطانة / سكوتي بيان عندها وخطاب


وله في العاشق:

لو فكر العاشق في منتهى / حسن الذي يسبيه لم يسبِهِ

لم يرَ قرن الشمس في شرقه / فشكت الأنفس في غربه

يموت راعي الضأن في جهله / موتة جالينوس في طبّه


وقال أيضاً:

وإذا لم يكن من الموت بد / فمن العجز أن تكون جبانا

كل ما لم يكن من الصعب في الأنـ / ـفس سهل فيها إذا هو كاناض

وله:

يهون على مثلي إذا رام حاجةً / وقوع العوالي دونها والقواضب

كثير حياة المرء مثل قليلها / يزول وباقي عيشه مثل ذاهب


وله أيضاً:

بذا قضت الأيام ما بين أهلها / مصائب قومٍ عند قومٍ فوائد

ومن شرف الإقدام أنك فيهم/ على القتل موموق كأنك شاكد

وأن دماً أجريته بك فاخر / وأن فؤاداً رِعته لك حامد

وكلٌّ يرى طرق الشجاعة والندى / ولكن طبع النفس للنفس قائد

وقال في سيف الدولة:

لكل امرئ من دهره ما تعودا / وعادة سيف الدولة الطعن في العدى

هو الجد حتى تفضل العين أختها / وحتى يصير اليوم لليوم سيدا

إذا أنت أكرمت الكريم ملكته / وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا

وقيدت نفسي في ذراك محبةً / ومن وجد الإحسان قيداً تقيدا

ويقول عنه أيضاً:

أزِل حسد الحسّاد عني بكبتهم/ فأنت الذي صيّرتهم لي حُسّدا

أجزني إذا أنشدت شعراً فإنما / بشعري أتاك المادحون مرددا

وقال:

كم قتيلٍ كما قُتلتُ شهيد / ببياض الطلى وورد الخدود

وعيون المها ولا كعيون / فَتَكَت بالمتيّم المعمود

هذه مهجتي لديك لحيني / فانقصي من عذابها أو فزيدي

وأيضاً:

شيب رأسي وذلتي ونحولي / ودموعي على هواك شهودي

وقال:

أفكر في معاقرة المنايا / وقود الخيل مشرفة الهوادي

وما ماضي الشباب بمستردٍ / ولا يوم يمر بمستعاد

وله أيضاً:

أذمُّ الى هذا الزمان أهيله / فأعلمهم فَدم وأحزمهم وغد

وأكرمهم كلب وأبصرهم عمٍ / وأسهدهم فهد وأشجعهم قرد

ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى / عدواً له ما من صداقته بدُّ

وقال في الحسناء:

إذا غدرت حسناءُ وَفَّت بعهدها / فمن عهدها أن لا يدوم لها عهد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شعر المتنبي  ٢ شعر المتنبي  ٢



GMT 19:04 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

الكتابات القديمة في المملكة العربية السعودية

GMT 18:58 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

كيف غيّر «كوفيد» ثقافة العمل؟

GMT 18:52 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

ليس بينها وبين النار إلاّ (ذراع)

GMT 18:21 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

لا تقودوا البوسطة مرّةً أخرى

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 19:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 19:14 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 15:38 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

انفراجات ومصالحات خلال هذا الشهر

GMT 04:11 2016 الخميس ,20 تشرين الأول / أكتوبر

تقنية جديدة تظهر النصِّ المخفي في المخطوطات القديمة
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca