عيون وآذان (التحقيق مع مرشح ترامب للمحكمة العليا)

الدار البيضاء اليوم  -

عيون وآذان التحقيق مع مرشح ترامب للمحكمة العليا

بقلم : جهاد الخازن

لا يزال الرئيس دونالد ترامب يصر على أن مرشحه للمحكمة العليا بريت كافانو من أفضل رجال القانون في الولايات المتحدة، إلا أنه تحت ضغط الرأي العام أمر مكتب التحقيق الفيديرالي (إف بي آي) بالتحقيق في تهم التحرش الجنسي الموجهة إليه من ثلاث نساء.

«إف بي آي» يجب أن تصل إلى قرار مع حلول يوم غد، إلا أن الوضع يواجه احتمالات عدة، والسناتور جيف فليك مثل واضح على هذه الاحتمالات، فهو أيّد ترشيح كافانو لعضوية المحكمة العليا، إلا أنه واجه نساء غاضبات في مصعد، كما سمع شهادة المرشح والبروفسورة كريستين بلازي فورد التي اتهمته بالتحرش بها قبل 35 سنة، ونساء أخريات وجهن الى كافانو تهماً مماثلة. فليك غيّر رأيه وقال إن على «إف بي آي» أن تحقق في التهم.

كافانو خريج مدرسة القانون في جامعة «يال»، والمدرسة لها سجل ليبرالي معروف، ومع ذلك فأستاذ كتب في «نيويورك تايمز» مؤيداً المرشح وكذلك فعل أستاذ آخر في «وول ستريت جورنال». ثم قامت التهم ضد كافانو وغيّر الأساتذة مع الطلاب في مدرسة القانون رأيهم. حوالى مئة طالب تظاهروا في واشنطن، وبعضهم أوقف ومئات الطلاب تظاهروا احتجاجاً في مدرسة القانون، والنتيجة أن الجامعة بدأت تتنصل من كافانو وترشيحه.

بعدما شهد كافانو وفورد أمام لجنة القانون في مجلس الشيوخ، قرأت أن السناتور ديان فنستين قالت عن المرشح إنه رجل عدواني وإنها لم ترَ في حياتها شخصاً يريد الانضمام إلى قضاة المحكمة العليا يتصرف بهذا الشكل. الرئيس ترامب لم يغير رأيه في مرشحه وقال إنه أظهر للأميركيين جميعاً لماذا اختاره ترامب مرشحاً للمحكمة العليا. إلا أن ترامب قال عن فورد إنه وجد شهادتها قوية وإنها في رأيه إنسان طيب شهادتها قابلة للتصديق. كما ان لاعبة كرة المضرب بيلي جين كينغ قالت إن الدكتورة فورد شجاعة وكلامها صادق، ولعل نساء أخريات تعرضن للتحرش يتقدمن ويتحدثن عما حصل معهن.

الوضع يحتمل كل النتائج، والسناتور فليك الذي كان قال إنه يؤيد ترشيح كافانو للمحكمة العليا، عاد وغير رأيه بعد المواجهة مع نساء غاضبات في مصعد وقال إنه يؤيد تحقيق «إف بي آي» في تصرف المرشح إزاء النساء. الرئيس ترامب وضع حدوداً للتحقيق مع المرشح، والتحقيق يجب أن ينتهي غداً ثم يصوت مجلس الشيوخ على قبول كافانو عضواً في المحكمة العليا أو رفضه. مجلس الشيوخ يضم مئة عضو منهم 52 جمهورياً، لكن من الواضح أن اثنين أو ثلاثة من الأعضاء الجمهوريين يقفون ضد كافانو وقد يصوتون برفض ضمه الى المحكمة العليا.

مرة أخرى أقول إن تحقيق «إف بي آي» كما أمر به الرئيس، محدود، والوكالة لا تملك سلطة استدعاء شهود وإنما أمامها عشرات الشهود المحتملين، وعليها في النهاية أن تقرر مَن قال الحقيقة ومَن تجاوزها.

غالبية جمهورية في مجلس الشيوخ تقول إن التهم ضد كافانو مجرد حملة ظالمة هدفها منع دخوله المحكمة العليا. في المقابل يريد الديموقراطيون تحقيقاً يمكن الوثوق بنتائجه قبل عرض الترشيح على مجلس الشيوخ لإقراره أو رفضه.

أقمت في الولايات المتحدة سنوات وأعتقد أنني أعرف عن السياسة فيها أكثر من المراقب العادي. أقول بالتالي إن القرار مع كافانو أو ضده سيكون قراراً مع دونالد ترامب أو ضده. الرئيس لا يزال يعتبر مرشحه أهلاً للمنصب، على رغم تردده أخيراً في دعم الترشيح، إلا أن المحققين من «إف بي آي» سيقدمون رأيهم في التهم الموجهة إلى المرشح مع حلول يوم غد. قرارهم سيكون عن دونالد ترامب بقدر ما هو عن بريت كافانو، فلعله يحسم الخلاف على المرشح والرئيس.​

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيون وآذان التحقيق مع مرشح ترامب للمحكمة العليا عيون وآذان التحقيق مع مرشح ترامب للمحكمة العليا



GMT 15:52 2021 الثلاثاء ,16 آذار/ مارس

بايدن في البيت الأبيض

GMT 00:03 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إذا كانت إيران حريصة على السنّة…

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يطرد المدعي العام

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نَموت في المجاري ونخطىء في توزيع الجثث!

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

فى واشنطن: لا أصدقاء يوثق بهم!

GMT 10:56 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ننشر 10 تساؤلات بشأن تعويم الدرهم

GMT 02:23 2014 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

السياحة الجنسية ظاهرة خطيرة تُثقل كاهل المجتمع في مراكش

GMT 18:29 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

تسيير أول خط طيران مباشر بين بابوا غينيا الجديدة والصين

GMT 21:23 2018 الثلاثاء ,04 أيلول / سبتمبر

إنقلاب سيارة "پورش" يقودها سعودي في طنجة

GMT 12:36 2018 الإثنين ,09 تموز / يوليو

10 علامات تخبركِ بأن علاقتكِ الحميمة سيئة

GMT 08:02 2018 الثلاثاء ,26 حزيران / يونيو

"الكورديز Cordies" أحدث صيحات الاكسسوارات في 2018
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca