العدو الريفي..الغياب الصادم !

الدار البيضاء اليوم  -

العدو الريفيالغياب الصادم

بقلم جمال اسطيفي

لن يشارك المنتخب الوطني للكبار والكبيرات في بطولة العالم للعدو الريفي، فقد قررت جامعة ألعاب القوى عدم المشاركة بهذين المنتخبين في منافسات النسخة 43 لبطولة العالم التي تستضيفها مدينة آروس بالدانمارك.

هذه ليست المرة الأولى التي تغيب فيها هذه الفئة عن بطولة العالم، بل إنها المرة الرابعة على التوالي التي يغيب فيها منتخب الكبار عن هذه البطولة.

في السابق كانت بطولة العالم للعدو الريفي تنظم كل سنة، لكنها انطلاقا من سنة 2014 أصبحت تنظم كل سنتين، مما يعني مساحة زمنية أكبر للإعداد والتهيئ وترسيخ استراتيجية العمل.

المدير التقني الوطني أيوب المنديلي أرجع قرار عدم المشاركة إلى تباين مستوى وفوز أكثر من عداء في مختلف محطات العدو الريفي الفيدرالي بالقنيطرة وخريبكة وفاس والرباط وبنكرير، بالإضافة إلى البطولة الوطنية التي أقيمت بأبي الجعد، قبل أن يشير إلى أن العدائين المتخصصين في السباقات على الطريق بالخارج لا ينضبطون مع برنامج ومستلزمات الالتحاق بالفريق الوطني، مما جعل الجامعة تكتفي المشاركة في مسابقتي العدو شبان وشابات والعدو المختلط ذكورا وإناثا.

لابد من الإشارة أيضا إلى أن آخر تتويج للمغرب بإحدى ميداليات بطولة العالم لعدو الريفي يعود إلى دورة عام2013 ببيدغوزيتش ببولونيا لما حاز المنتخب الوطني للشبان الميدالية البرونزية، أي أن المغرب لم يصعد إلى منصة التتويج منذ خمس سنوات، أما على مستوى التتويج الفردي فإن المغرب لم يتوج بأي ميدالية منذ سنة 2006 لما أحرز عادل الكوش برونزية العدو القصير ببطولة العالم بفوكويوكا باليابان.

لقد أصبح غياب المنتخب الوطني للكبار والكبيرات عاديا عن بطولة العالم، بل وصار هناك شبه تطبيع مع هذا الأمر، أما الغياب عن منصات التتويج فذاك موضوع آخر، لأنه أمر طال كثيرا.

لقد تولت الجامعة الحالية التي يقودها عبد السلام أحيزون شؤون ألعاب القوى لما يقارب 13 سنة.

في بداية تولي هذه الجامعة شؤون ألعاب القوى كان يتم ترديد أن الجامعة لم تجد الخلف، وفي وقت لاحق بدأنا نتابع لازمة محاربة المنشطات، وفي سنوات أخرى اختفت "أم الألعاب" عن مشهد التتويجات.
مسابقات العدو الريفي تقليد مغربي راسخ منذ عقود خلت، وإذا كانت ألعاب القوى المغربية بشكل عام هي منظومة عمل مرتبطة، فإن ثمة أسئلة تطرح بقوة.

أليست 13 سنة مدة كافية لبلورة تصور معقول واستراتيجي بخصوص ألعاب القوى المغربية وإعداد الخلف وتهيئ الأبطال، كما تفعل مختلف الدول التي لها تقاليد في هذه الرياضة.

وهل جاء المكتب المديري الحالي للجامعة من أجل صناعة الأبطال، أم من أجل العودة بهذه الرياضة إلى الوراء؟ هل من المقبول أن يستمر هذا الوضع في ظل هذا الصمت المطبق؟ وهل مهمة المسؤولين إيجاد التبريرات فقط، ومهمة المطبلين تحويل وجهة النقاش نحو ضفاف أخرى؟ كما يفعل هذه الأيام مستشار شبح للرئيس ومستشار للوزير الطالبي العلمي الذي شكك في الأرقام القياسية التي حققها البطل العالمي والأولمبي هشام الكروج بتزامن مع إعلان لائحة المنتخب الوطني للعدو الريفي؟

إن "أم الألعاب" في حاجة إلى رؤية واضحة تضعها على السكة الصحيحة، رؤية تراعي الإكراهات الموضوعية، وغياب إرادة حقيقية للدولة للإقلاع بالقطاع الرياضي بشكل عام، ورؤية تقطع أيضا مع بعض المتنفعين الذين يوجدون في دواليب المؤسسة، والذين باتت لديم مقاعد مسؤولية دائمة، ومهمتهم التبرير ولاشيء غيره.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العدو الريفيالغياب الصادم العدو الريفيالغياب الصادم



GMT 10:25 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

الدفاع في الريادة

GMT 10:22 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

"وشكون عرف؟"..

GMT 15:07 2019 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

"كلمة حق"..

GMT 13:45 2019 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

منتخبات مجنونة

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 05:15 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

"جدران من الحدائق" أحدث ديكورات غرف النوم في 2019

GMT 21:16 2018 الثلاثاء ,18 أيلول / سبتمبر

سامح الصريطي يناشد بالدعاء للفنانة نادية فهمي

GMT 15:51 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

العربي القطري يتوج بكأس السوبر لكرة اليد

GMT 17:10 2012 السبت ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يوافق على إعارة كونان إلى هجر السعودي

GMT 13:26 2014 الإثنين ,08 أيلول / سبتمبر

حنان الإبراهيمي ترزق بطفلة اختارت لها اسم صوفيا

GMT 22:03 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

"Cupra" تطلق أول سياراتها الكروس أوفر

GMT 04:16 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أم تستفيق بين أحضان طفلها بعد 23 يومًا من الغيبوبة

GMT 02:34 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح ديكورات منزل أكثر جمالًا في خريف 2018

GMT 13:24 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

شريف يتدرب بقوة للمشاركة مع القلعة الحمراء
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca