بقلم : يونس الخراشي
حسن البداية نصف العمل. هكذا تعلمنا من المثل العربي. وبالطبع، فإن العكس يعطيك عملا سيئا جدا، مثلما يحدث الآن مع البطولة الوطنية لكرة القدم، حيث تشتكي فرق من هنا وهناك غياب ملعب يمكنها أن تستقبل فيه ضيوفها.
سئل محمد النصيري، المسؤول في فريق المغرب الفاسي لكرة القدم، من زملائنا في "راديو مارس"، عن السر في عجزه فريق العاصمة العلمية عن توفير ملعب لمباراته ضد شباب الريف الحسيمي. قال الرجل الخبير في دهاليز الكرة المغربية إنهم، في المغرب الفاسي، فعلوا كل شيء، وفي الوقت المناسب، كي يهيئوا ملعب مكناس، إلا أن العمالة لم ترخص لهم. وسئل عن السبب، فقال:"لست أدري".
وسمعنا مسؤولا في فريق الجيش الملكي يقول لزملائنا في موقع "البطولة":""الملعب مُغلق لمدة 75 يوماً انطلاقاً من نهاية الألعاب الأفريقية، نحن ننخرط في الوقت الحالي في محادثات واتصالات لاختيار الملعب الذي سنستقبل فيه مبارياتنا، ونجد في الواقع صعوبة في إيجاده، لأن كافة الملاعب القريبة منا غير متوفرة".
ويتخوف مسؤولو فريقي الوداد والرجاء من إمكانية محتملة لإغلاق ملعب مجمع محمد الخامس بالدار البيضاء، مما سيؤثر سلبا على أداء الفريقين، ومداخيلهما المالية، وبالتالي على حضورهما في البطولة الوطنية، ومنافسات كأس العرش، وبقية المنافسات الإفريقية، وبخاصة منها عصبة الأبطال التي يعولان عليها معا كي يتألقا ويربحا ماديا.
وهناك فرق أخرى تضع اليد على القلب، وهي لا تدري أين، ولا كيف، ولا متى، يمكنها أن تبرمج مبارياتها. ويعيش مسؤولوها قلقا كبيرا بفعل هذا الوضع السيء والمسيء، بما أنهم سيكونون في صدام مع الجماهير، وسيؤثر ذلك على أداء فرقهم. وحتى حين سيحل المشكل، ستبقى الآثار قائمة، لا تنمحي أبدا.
إن الحديث، منذ سنوات، عن أن هناك تطويرا كبيرا للبنية التحتية أخذ بألباب الناس. وهكذا فإنك تجد من زملائنا من يقول صباح مساء:"وبلاتي عليكم ثاني، ماشي كلشي راه أسود. الناس في الجامعة راه دارو عمل جبار في البنية التحتية. وخصنا نعترفو بيه". والحقيقة أن هذا العمل، الذي للجامعة يد فيه مع السلطات المختصة حكوميا ومحليا، يتعين النظر إليه بعين ناقدة، ما دامت هناك فرق تبكي، وتصيح:"وا عباد الله.. فين غادي نلعبو.. فين؟؟؟".
قلنا يوم أمس إن البنية التحتية جزء من كل في استراتيجية تطوير الرياضة الوطنية. ولأنها كذلك، فالمفترض ألا يسند أمر تدبيرها إلى جامعة رياضية، بما هي مرتفق مفوض له من قبل الوزارة الوصية تدبير شأن رياضي معين؛ في التكوين والتنافس، بل يتعين إسناد الأمر إلى السلطات المختصة، ومتى ما تسنى للفرق أن تبني ملاعبها الخاصة، لاحقا، سيكون ذلك ممتازا.
الآن يطرح السؤال:"أين ستلعب الفرق التي تشتكي؟". هذا السؤال لا يحتمل الرد عليه أي تأخير. المسألة ليست هينة. فالجماهير تنتظر أن تعرف الجواب كي تهيء نفسها؛ فهل ستذهب مثلا إلى ملعب قريب، أم إلى ملعب بعيد؟ أم أنها لن تذهب إلى أي مكان؟؟ مرحبا بكم إذن في البطولة الاحترافية.