حمد الله المظلوم

الدار البيضاء اليوم  -

حمد الله المظلوم

بقلم - محمد الروحلي

في الوقت الذي يتم فيه تجاهل الهداف عبد الرزاق حمد الله من طرف المدرب هيرفي رونار، والتعامل معه بنوع من الدونية أو عدم الاعتراف، يزداد ابن مدينة اسفي تألقا باهرا في كل البطولات التي لعب بها، إلى درجة أنه سمي بالهداف العابر للقارات. قبل سبعة مواسم، انتقل حمد الله إلى الدوري النرويجي في فترة الانتقالات الشتوية موسم 2012-2013، تاركا رقمه التهديفي للمنافسة مع باقي الهدافين خلال الموسم المذكور، رقمه كان هو 15 هدفا، وكان يبتعد بفارق 4 أهداف عن أقرب مطارديه، إلا وهو لاعب فريق النادي القنيطري بلال بيات، و5 أهداف عن الثلاثي صلاح الدين عقال (الجيش الملكي) وزكرياء حذراف (الدفاع الحسني الجديدي) والسنغالي إبراهيما نديون (أولمبيك آسفي).

والغريب أن رقم حمد الله بقي صامدا، وانتهت البطولة ليتوج “غيابا” كهداف للدوري المغربي، وهذا يؤكد قيمة قلب الهجوم السابق لأولمبيك أسفي من جهة، ومن جهة الثانية، العقم التهديفي الذي لازم البطولة في موسمها الاحترافي الثاني، مع العلم أنه حل سنة 2012، وصيفا لكارل ماكس اللاعب السابق للدفاع الحسني الجديدي، وبفارق هدفين فقط، وكان بإمكانه المنافسة على اللقب، إلا أنه اختير للمشاركة في تصفيات الألعاب الأولمبية بدورة لندن، ورغم تسجيله لهدف أهل المنتخب، إلا أنه حرم ظلما من المشاركة بالعرس الأولمبي.

تألق بالنرويج رفقة أليسوند وتوج بنفس اللقب، وفاق ما سجله بين البطولة والكأس 30 هدفا، وفي الصين رفقة غوانغزو نافس على لقب الهداف، وحل وصيفا برصيد 25 هدفا، بفارق هدف عن صاحب المرتبة الأولى، بقطر توج هدافا مع الجيش القطريمناصفة ب 24 هدفا، كما أنه هداف الفريق في كأس قطر، بعد ذلك انتقل للريان القطري أيضا وسجل 17 هدفا، محتلا بذلك الرتبة الثالثة، خلف كل من يوسف العربي (26 هدف)، ويوسف المساكني (25 هدف).

هذا الموسم انتقل للدوري السعودي، ووقع للنصر ليوقع على انتصارات باهرة وغير مسبوقة في تاريخ هذا النادي العريق، أرقامه حتى الآن قياسية في تاريخ دوري المحترفين السعودي، بعدما بات الهداف الأجنبي التاريخي للنادي النصراوي بتسجيله “سوبر هاتريك” ليصل إلى الهدف رقم 21، كاسرا بذلك رقم البولندي أدريان ميرزافيسكي (18 هدف).

صحيفة “أس” الإسبانية وضعت مؤخرا حمد الله في على رأس لائحة أفضل المهاجمين في العالم خلال سنة 2019، حيث اعتمدت في لائحتها على عدد الأهداف التي سجلها كل لاعب منذ فاتح يناير من السنة الجارية، تصدر مهاجم النصر السعودي اللائحة برصيد 12 هدفا متفوقا على نجوم عالميين كبار.

نسبة النجاح التي يوقع عليها عبد الرزاق حمد الله، في كل الدوريات التي لعب بها، غير طبيعية وغير عادية، ويمكن القول إنها استثنائية، ورغم اختلاف الدوريات وبقارات مختلفة، فإنه يتمكن من الحفاظ على نفس النسق والوتيرة والنجاح، وهو هداف حقيقي وبالفطرة.

حمل حمد الله قميص المنتخب الوطني الأولمبي في 16 مباراة، سجل ثمانية أهداف، شارك في أول مباراة ضمن منتخب الكبار وكانت في مواجهة منتخب بوركينا فاصو، و سجل أول هدف للمنتخب في المباراة التي جمعته بمنتخب النيجر بالجديدة يوم 12 دجنبر 2012.

فكيف يتقبل لا العقل ولا المنطق أن يتم إبعاد حمد الله وبمبررات جد واهية، وحرمانه من حمل القميص الوطني وحرمان المنتخب من قلب هجوم متخصص في هز الشباك، بينما نلاحظ عجزا واضحا للخط الأمامي الذي يعتمد عليه رونار على مستوى التهديف، كما يلاحظ الجميع الصعوبة التي يجدها خالد بوطيب في ترجمة العمليات الهجومية للفريق الوطني إلى أهداف حاسمة، كما أن انتقاله مؤخرا للدوري المصري أدخله وسط دوامة من الشك أثرت على حضوره ضمن صفوف نادي الزمالك.

إنها بالفعل مفارقة عجيبة، إلى درجة يقول البعض بنوع من السخرية، خطأ حمد الله أنه لا يتكلم الفرنسية حتى يتمكن من التواصل مع رونار ويقتنع بكفاءته!!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حمد الله المظلوم حمد الله المظلوم



GMT 10:25 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

الدفاع في الريادة

GMT 10:22 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

"وشكون عرف؟"..

GMT 15:07 2019 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

"كلمة حق"..

GMT 13:45 2019 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

منتخبات مجنونة

GMT 10:56 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ننشر 10 تساؤلات بشأن تعويم الدرهم

GMT 02:23 2014 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

السياحة الجنسية ظاهرة خطيرة تُثقل كاهل المجتمع في مراكش

GMT 18:29 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

تسيير أول خط طيران مباشر بين بابوا غينيا الجديدة والصين

GMT 21:23 2018 الثلاثاء ,04 أيلول / سبتمبر

إنقلاب سيارة "پورش" يقودها سعودي في طنجة

GMT 12:36 2018 الإثنين ,09 تموز / يوليو

10 علامات تخبركِ بأن علاقتكِ الحميمة سيئة

GMT 08:02 2018 الثلاثاء ,26 حزيران / يونيو

"الكورديز Cordies" أحدث صيحات الاكسسوارات في 2018
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca