نقاش علمي في الرياضة في غياب أصحاب الرياضة

الدار البيضاء اليوم  -

نقاش علمي في الرياضة في غياب أصحاب الرياضة

بقلم: عزيز بلبودالي

قضى باحثون جامعيون وأكاديميون وخبراء مغاربة وأجانب أكثر من عشر ساعات متفرقة بين يومي الثلاثاء والأربعاء الأخيرين، بالمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بعين السبع بالدارالبيضاء، في مناقشة المسألة الرياضية من زاوية العلم والفكر، بحضور عدد كبير من المهتمين، من باحثين وطلبة جامعيين وإعلاميين كانوا يعدون على رؤوس الأصابع للأسف، في الوقت نفسه، لوحظ غياب كلي لمن يفترض أنهم أصحاب الرياضة في المغرب، ونعني بهم المسؤولين في وزارة الشباب والرياضة، في اللجنة الوطنية الأولمبية، في الجامعات والأندية الرياضية، وكذا في كل الجمعيات والوداديات والهيئات المشتغلة في الرياضة.
هل كان هؤلاء المسؤولون يحتاجون إلى دعوة رسمية للحضور، علما أن منظمي هذا المؤتمر العلمي أكدوا أنهم قاموا فعلا بدعوة الجميع؟ هل يعني غيابهم عدم اقتناعهم بجدوى البحث العلمي وعدم تقديرهم للدور الذي يمكن أن يقوم به العلم في تطوير قطاع أجمع المتدخلون في هذا المؤتمر أنه بدأ يأخذ أبعادا هامة جدا تتجاوز ما هو رياضي ترفيهي ليصبح، خاصة عند البلدان المتقدمة، قطاعا جامعا مؤثرا في مختلف القطاعات المجتمعية الأخرى، وفي مقدمتها عالم المال والاقتصاد؟
أكيد، الرياضة الوطنية تصر على أن تفوت مناسبات هامة كالمؤتمر العلمي الذي غاب عنه أصحابها، وأكيد أن ناس الرياضة عندنا يبرهنون يوما بعد يوم، أن الكراسي والمناصب أريح لهم من «صداع الراس» في تتبع ما تجود به المختبرات العلمية !!
لم يظهر ولا مسؤول من أولئك الذين شرَّعوا ودونوا قانون الرياضة لسنة 2009، وكأنهم خافوا من مواجهة السؤال حول حاجة ذلك القانون للتحيين والتجديد بعد صدور دستور جديد جاء بعده بسنتين!
لم يظهر ولا مسؤول من جامعة كرة القدم التي يصر رئيسها على تحويل الأندية إلى شركات، والصدفة أرادت أنه في نفس الوقت الذي كان فيه تصريح لرئيس الجامعة يذاع عبر إحدى المحطات الإذاعية في صباح يوم الثلاثاء حيث أكد فيه أن كل الأندية مطالبة بالعمل على خلق شركات في سنة 2018، كانت قاعة المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير تشهد مناقشة نفس الموضوع، لكن بنظرة علمية واقعية ومعالجة أكاديمية لا مكان فيها للعواطف ولا للأحاسيس ولا لردة فعل حماسية ولا مكان فيها، كذلك، للنيات والافتراضات والتمنيات!
لم يظهر ولا مسؤول من تلك الشركات التي سقطت بالمظلة ومنحت مفاتيح المركبات الرياضية، ومركب محمد الخامس نموذجا، والتي ما أن أحكمت قبضتها وتسلمت شهادة تعيينها، حتى أغلقت تلك المركبات، ثم عادت لتفتحها لتخلق الفوضى ثم لتعود لإغلاقها، علما أن المؤتمر العلمي ناقش وفسر علميا مسألة تدبير المنشآت الرياضية!
لم يظهر ولا مسؤول من أولئك الذين يبدؤون خطاباتهم في جموعهم العامة بالاستشهاد بالرسالة الملكية حول الرياضة وهم لا يعملون بمضامينها، بل و لا يفقهون ولا يستوعبون ما جاء في كل رسائل الملك حول الرياضة، علما أن المؤتمر العلمي استحضر كل محاور الرسالة الملكية وشرح كل عناوينها من الحكامة الجيدة، والاستثمار في الرياضة، وتجديد التشريعات والقوانين والأنظمة!
للأسف، لم يحضر منكم أي أحد مع أن أسرة البحث العلمي، في اقتصاد الرياضة، قانون الرياضة وحكامة الرياضة، كانت حاضرة بكل أفرادها، ومعهم حضر باحثون من الجزائر، فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية جاؤوا لعرض تجارب بلدانهم.
للأسف، لم يحضر منكم أي أحد، مع أن رياضتنا الوطنية بعللها وعيوبها وأمراضها لن يصلح حالها بغير الاعتماد على البحث العلمي والتشريح والدراسة، وهو ما تضمنته مداخلات الباحثين العلميين في اليوميين الأخيرين!
لم تحضروا لأنكم لا تؤمنون بالعلم وبالبحث والدراسة، ولا تدركون أن لا تنمية رياضية في غياب ثقافة التعامل مع البحث العلمي الرياضي واعتماد ما أنتجه فكر خبراء هذا البحث العلمي.
لم يحضر منكم ولا أحد مع أن المؤتمر قدم عشر محاضرات وخمسين مداخلة في يومين فقط، كلها لها علاقة بالرياضة التي امتلكتم مفاتيحها وتعضون بالنواجذ لكي تُخلَّدون على كراسيها !!
لم تحضروا..وحضر الخبراء والباحثون.. من كل البلدان، ومن الجزائر أيضا والتي مثلها باحث جامعي ما أن انتهى من تقديم عرضه، حتى انطلق في جولة تعارف مع الحاضرين من المغاربة، خاصة منهم الطلبة وهو يردد أنتم المغاربة فوق رؤوسنا.. ! يجب أن نتحرك، طلبة وأساتذة وباحثين، لمد جسور الأخوة والمودة بيننا في الجزائر وفي المغرب.. سنصلح، يدا في يد، ما أفسده غيرنا في هذه العلاقات التي لن تنقطع أبدا بيننا.. أقولها بصراحة: زعماء الجزائر لا يهمهم سوى الحفاظ على كراسيهم !
مني ومن الشعب الجزائري لكم إخوتي المغاربة كل الحب وكل التقدير!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نقاش علمي في الرياضة في غياب أصحاب الرياضة نقاش علمي في الرياضة في غياب أصحاب الرياضة



GMT 13:19 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"خوكم بدون عمل"

GMT 20:05 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

فاقد الشيء لا يعطيه

GMT 20:48 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

إدمان التغيير

GMT 20:16 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طاليب والحلوى المسمومة

GMT 12:48 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

"الكان" في المغرب

GMT 03:36 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

تعرفي على أهم صيحات المكياج لشتاء2018

GMT 17:04 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 05:48 2018 الثلاثاء ,10 إبريل / نيسان

أفضل الطرق لتثبيت مساحيق التجميل على البشرة

GMT 14:35 2016 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

بودريقة يثير غضب الناصيري وجماهير الوداد البيضاوي

GMT 18:36 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 12:35 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

عشرات القتلى جراء حريق داخل مستشفى في كوريا الجنوبية

GMT 04:55 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

الفنانون الذين فارقوا الحياة خلال عام 2017

GMT 11:09 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

الطقس و الحالة الجوية في الريش

GMT 23:31 2014 الإثنين ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

بيتزا الجمبري

GMT 12:44 2016 الخميس ,21 إبريل / نيسان

اهم فوائد النعناع

GMT 18:35 2017 الخميس ,21 أيلول / سبتمبر

أبرز 10 سيارات "SUV" حاضرة في معرض فرانكفورت 2017

GMT 23:40 2017 الجمعة ,13 تشرين الأول / أكتوبر

ربيع فايز يحصد ذهبية في بطولة أميركا المفتوحة للرماية

GMT 05:36 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

الافصاح عن عطر جاسمن نوار المبهر من بولغاري
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca