بلوكاج وزاري

الدار البيضاء اليوم  -

بلوكاج وزاري

بقلم: محمد الروحلي

تعيش أغلب الجامعات الرياضية منذ سنتين خصاصا ماليا كبيرا، ما يهدد مشاركتها في المسابقات القارية والجهوية والدولية، قبل الوصول إلى مرحلة تجميد النشاط بصفة نهائية، في حال عدم التوصل بالميزانية التي تقدم لها من وزارة الشباب والرياضة. فعدم صرف المنحة الخاصة منذ السنة الماضية أدخل الجامعات الرياضية في وضع مأساوي، إلى درجة أن البعض منها اصبح عاجزا حتى عن تأدية فواتير الماء والكهرباء والهاتف، بالإضافة إلى صرف الأجور العالقة بالنسبة للمستخدمين، فما بالك بالنسبة لأجور المدربين ومنح ونفقات المشاركات الخارجية.

وحسب مصادر من الجامعات المعنية، فإن السبب يعود إلى موقف شخصي من طرف وزير الشباب والرياضة رشيد الطالبي العلمي الذي تعمد التأخير في صرف المنح، بعدما كشف مجموعة من الخروقات في الفترة الوزارية السابقة بخصوص توزيع المنح على الجامعات.

قد يكون موقف الوزير صحيحا، لكن عليه إثبات ذلك من خلال الوثائق الضرورية وإخبار الرأي العام بذلك، ومن تم تقديم المخالفين للمحاسبة، ولما لا تقديمهم للعدالة، أما أن يقرر من تلقاء نفسه توقيف الدعم إلى أجل غير مسمى، فهذا أمر غير مقبول تماما، بل غير مسؤول أيضا.

المؤكد أن المتضرر الأول والأخير من عقوبة السيد الوزير هي الجامعات الصغيرة التي تمول نشاطها السنوي من الميزانية التي تتوصل بها من طرف الوزارة الوصية بناء على دفتر التحملات، أما الجامعات النافذة فإنها لا تنتظر ما يجود به الجهاز الوصي، علما أنها هذه الأخيرة غير قادرة على فرض عقوبات على هذه الجامعات مادام نفوذ رؤسائها -كما هو معروف- يفوق بكثير نفوذ الوزير ومن معه أجمعين.

هذه الحقيقة يعيها كل من حملته الأقدار أو الحسابات السياسية على رأس هذه الوزارة، وعلى هذا الأساس يكون التصرف طيلة المقام، ويدير أموره إلى حين مغادرته منصب المسؤولية، أما الجامعات الصغيرة فتمارس عليها كل أنواع السيطرة والقرارات حتى الميزاجية منها كما يحدث حاليا.

وسبق للوزير أن عقد الشهر الماضي اجتماعا مع مسؤولي 14 جامعة رياضية من أجل إطلاعهم على الاختلالات التي رصدتها عمليات التدقيق الخاصة بالجامعات التي يشرفون على تسييرها ومطالبتهم بنهج المزيد من الحكامة التدبيرية والتسييرية، كما نوه بالنتائج الإيجابية التي خلصت إليها مكاتب الافتحاص، مؤكدا خلال هذا الاجتماع التي تم بمقر الوزارة عن اعتماد منهجية جديدة مستقبلا في طرق صرف المنح السنوية.

اما الجامعات التي حظيت بلقاء السيد الوزير هي جامعات السباحة وسباق الدراجات وسباق السيارات والتزحلق ورياضات الجبل والأيكيدو وفنون الحرب والمسايفة والجيدو والتايكواندو والشطرنج والدراجات النارية ورياضة الأشخاص المعاقين والرياضة للجميع والطيران الخفيف والرياضي والكرة الحديدية، إلا أن هذه الخطوة لم تفض إلى حل المشكل ولا زالت الجامعة تنتظر أن تجود الوزارة وتفرج عن ميزانية طال انتظارها.

المؤكد أن تسيير العديد من الجامعات يلفه الغموض وعدم الوضوح، بل هناك تجاوزات وغياب الحكامة، بل يمكن القول أن أموالا من المال العام تصرف في غير الوجهة المخصصة لها، لكن الحل ليس هو توقيف الحركة بصفة نهائية، بل هناك طرق أخرى للمراقبة والمحاسبة، والأكثر من ذلك اتخاذ عقوبات وقرارات جزرية في حق المخالفين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بلوكاج وزاري بلوكاج وزاري



GMT 01:14 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

جيرار على طريقة لويبيتيغي

GMT 09:47 2018 الأحد ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ترشيح بموشحات أندلسية

GMT 12:56 2018 السبت ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

عبد السلام حناط رجاوي عريق في قلب كوكبي أصيل!

GMT 11:09 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

البنزرتي مرة أخرى

GMT 13:09 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الوداد..أزمة نتائج أم أزمة تسيير ؟

GMT 20:11 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تجنب الخيبات والارتباك وحافظ على رباطة جأشك

GMT 09:26 2018 الثلاثاء ,26 حزيران / يونيو

إعادة سلحفاة نادرة إلى مياه خليج السويس بعد علاجها

GMT 01:32 2014 الأحد ,27 تموز / يوليو

طريقه عمل مفركة البطاطا

GMT 08:20 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

منزل بريطاني على طريقة حديقة حيوان يثير الإعجاب في لندن

GMT 06:11 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

أسهل طريقة لإعداد مكياج رائع لجذب الزوج

GMT 00:03 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

قرار بخصوص مشروع ملكي مغربي يُربك حسابات إلياس العماري

GMT 13:59 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

هجرة "النجوم" شرًا لا بد منه

GMT 04:24 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

السجن 10 سنوات للجهادي المرتبط بمهاجمة "مانشستر أريينا"

GMT 16:31 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

فنانة صاعدة تهدد مخرج مغربي بـ"فيديو إباحي"

GMT 10:51 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنان أمير كرارة يفاجئ المعجبين بإطلالة مختلفة تمامًا

GMT 22:31 2015 الإثنين ,09 آذار/ مارس

الأزرق والأخضر أبرز ألوان المطابخ في 2015
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca