آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

جراح أسرى تندوف تنزف في "الصحراء صرخات ملتهبة"

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - جراح أسرى تندوف تنزف في

الرياض ـ وكالات

يسرد كتاب "الصحراء... صرخات ملتهبة" الصادر مؤخرا٬ للصحافية مليكة واليالي٬ فصولا أليمة وحكايات مفجعة عن عذابات ومعاناة ثلة من الأسرى والمحتجزين المغاربة في مخيمات تندوف.وإن كان الهم الرئيسي للكاتبة٬ كما تفصح عن ذلك في مقدمة الكتاب٬ الذي يقع في 160 صفحة من الحجم المتوسط٬ هو إبراز حجم هذه المعاناة وفداحتها للقارئ٬ فذلك لم يمنعها٬ مراعاة لمتطلبات البحث المعرفي٬ من تخصيص فصلين آخرين٬ أقل حجما٬ للتعريف بأهم المقترحات والمبادرات التي طبعت مسار ملف الوحدة الترابية للمملكة (الفصل الثاني)٬ ومناقشة دور اتحاد المغرب العربي في حلها (الفصل الثالث).وهكذا يتوزع الكتاب منهجيا على ثلاثة فصول٬ يحمل الأول عنوان "قضيتنا الأولى: كرونولوجيا ومسار"٬ وفيه يجد القارئ شهادات مؤثرة لأربع شخصيات ذاقت مرارة العسف والتنكيل وصنوف العذابات داخل مخيمات تندوف٬ ويتناول الفصل الثاني "مقاربات ومقترحات صاحبت الملف"٬ وفيه تحليل للمقاربة الملكية في تدبير ملف الصحراء المغربية٬ لاسيما مقترح الحكم الذاتي٬ أما الفصل الأخير فيبحث "اتحاد المغرب العربي ودوره في حل القضية"٬ حيث يترابط تحقيق الاستقرار في المنطقة المغاربية بإيجاد حل لقضية الوحدة الترابية للمملكة٬ حسب الكاتبة.وفي الفصل الأول للكتاب٬ يعبر القارئ مساحة من المآسي المتجاورة والذكريات المتقرحة لأربع شخصيات نجت بعد أمد من براثن العذاب٬ هي عبد الله الدخيل٬ أحد المؤسسين السابقين للبوليساريو٬ وحسن الميموني وعلي نجاب٬ أسيرين سابقين في مخيمات تندوف٬ والشابة الحسينة الموساوي٬ العائدة مع عائلتها من تلك المخيمات.وتقدم هذه الشهادات الأربع صورا قاتمة عن حياة الأسر والاعتقال. ويذكر أحد المستجوبين مثلا كيف كان يجبر هو ومن معه على النوم في حفر مفتوحة على سماء الصحراء القائضة دون دثار٬ وأكل طعام رديء وتجرع الماء المالح٬ فيما يبرز آخر قساوة جلادي البوليساريو اللامتناهية وإمعانهم في إيلام وإذلال الأسرى والمحتجزين.والشهادات الواردة في الكتاب تكشف أيضا٬ بل وتؤكد٬ حقيقة حركة انفصالية تحترف صنوف التعذيب وإهدار الكرامة الإنسانية وخرق المواثيق والمعاهدات الدولية وشتى أشكال الترهيب النفسي والجسدي وإذلال الإنسان.وتفضح الشهادات أيضا واقع حال السكان في مخيمات البوليساريو حيث "لا مستقبل ولا حياة٬ وعدم الاستقرار وانعدام العناية الصحية وأزمة التعليم٬ وهزالة موارد العيش"٬ وهي السمات الغالبة على واقع يومي بئيس للسكان٬ يزيده "استيلاء مسؤولي الجبهة على المساعدات الغذائية والإعانات" التي تقدمها المنظمات الدولية إليها بؤسا وفداحة.وتلاحظ واليالي في الفصل الثاني من كتابها أن حل مشكل الصحراء يمر عبر تطوير الجهوية الإدارية المطبقة حاليا نحو جهوية سياسية تحفظ الوحدة الترابية للمملكة.وقدمت في الفصل ذاته٬ قراءة في مضمون المبادرة المغربية للحكم الذاتي٬ لتنتقل٬ في الفصل الثالث والأخير٬ إلى التأكيد على أنه لم يعد يفصل بين تحقيق الحلم المغاربي في الوحدة والطموح الخارجي في الاندماج سوى قبول مشروع الحكم الذاتي الذي أضحى أكثر جدية وواقعية للتطبيق.ويقيم في مخيمات تندوف لاجئون من الصحراء المغربية، ويخضعون لحكم جبهة بوليساريو الانفصالية بالتعاون مع السلطات الجزائرية.واعاد المغرب ضم الصحراء قبل 37 عاما ويطرح حكما ذاتيا واسعا فيها تحت سيادته، لكن الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (بوليساريو) تطالب مدعومة من الجزائر، بتنظيم استفتاء لتقرير المصير.ولم تفض آخر مفاوضات جمعت بين المغرب وبوليساريو في نيويورك الى نتيجة تذكر.وبلغ عدد الجولات غير الرسمية بين الطرفين تسعا، رغم انه كان مقررا الانتقال الى مفاوضات رسمية، بعد الجولة الثالثة من التفاوض غير الرسمي.

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جراح أسرى تندوف تنزف في الصحراء صرخات ملتهبة جراح أسرى تندوف تنزف في الصحراء صرخات ملتهبة



GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 19:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 19:14 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 15:38 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

انفراجات ومصالحات خلال هذا الشهر

GMT 04:11 2016 الخميس ,20 تشرين الأول / أكتوبر

تقنية جديدة تظهر النصِّ المخفي في المخطوطات القديمة
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca