آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

مؤلفاتها ارتبطت بالثورة التحريرية والمرأة

رحيل الكاتبة الجزائرية المتمردة يمينة مشاكرة

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - رحيل الكاتبة الجزائرية المتمردة يمينة مشاكرة

الكاتبة الجزائرية المتمردة يمينة مشاكرة
الجزائر - فيصل شيباني

مثل كثير من المثقفين النزهاء الذي لم يستغلوا فكرهم وكلماتهم مطية نحو النجومية والأضواء، ونحو تحقيق المنافع، رحلت يمينة مشاكرة في صمت يشبه صمت مغارتها, عبارات اختارها المثقف عمار بن طوبال في وصفه لهذه العملاقة الوافدة على الأدب من مجال الطب النفسي, الأمر الذي يبرر قدرتها العميقة على تصوير ما يختلج في نفس أبطال مغارتها المتفجرة بكل ذلك الاقتدار.
ولعل انشغالها المهني قد شغلها عن الأدب الروائي الذي كانت إضافتها فيه عبر رواية "المغارة المتفجرة" إضافة نوعية للرواية الجزائرية المكتوبة بالفرنسية، وهي وإن لم تكتب سوى روايتين عبر ثلاثين سنة ( المغارة المتفجرة 1979، أريس 2000 )، إلا أن اسمها سيذكر بكل تأكيد، كلما تم الحديث عن الرواية الجزائرية المكتوبة بالفرنسية بعد الإستقلال، كما سيذكر أنصار الفيمينيزم والمدافعين عن قضايا المرأة روايتها الأولى كواحدة من النصوص الأدبية الفذة التي صورت نضال المرأة الجزائرية وتضحياتها خلال الثورة التحريرية.
إن "يمينة مشاكرة" فعلا كما وصفها "كاتب ياسين" الذي تأثرت به كثيراً، هي إمرأة تزن باروداً، هي مبدعة في بلاد لا تذكر المبدعين، حين يغيبون عن الأضواء، إلا عندما يرحلون مثقلين بالحزن والوحدة، وبالضياع كحال "مشاكرة" التي ماتت وحيدة حتى دون أن يكون لها منزل.
 رحلت وهي تحمل هموماً كبيرة حيث شيع بعد ظهر,الاثنين، جثمان الأديبة إلى مثواه الأخير وذلك بمقبرة "سيدي يحيى"  بوسط العاصمة الجزائرية، فيما كان لرفقاء وعائلة فقيدة الساحة الأدبية والثقافية ، إلقاء نظرة أخيرة على جثمانها صباح, الأثنين, في قصرالثقافة "مفدي زكريا" ، بحضور عدد من الروائيين والمثقفين على غرار واسيني الأعرج وأمين الزاوي وعبد القادر بن دعماش والناقد المسرحي إبراهيم نوال والسينمائي أحمد بجاوي وآخرون لم يترددوا في توديع الأديبة المتمردة، من قال عنها الأديب" كاتب ياسين" حين كتب في مقدمة كتابها "المغارة المتفجرة" الذي ألفته عام 1979 "امرأة تكتب في بلادنا وزنها من بارود" وهو ذات المؤلف الذي صمم غلافه الفنان التشكيلي الكبير محمد اسياخم.
من جهة أخرى أثنت وزيرة الثقافة خليدة تومي في كلمتها التي ألقاها بالنيابة عنها مدير المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ سليمان حاشي ، على أدب الروائية الراحلة التي وإن خلفت كتابين فقط طيلة مشوارها الأدبي إلا أنهما يصنفان حسب الوزيرة من خيرة المؤلفات التي ارتبطت بالثورة التحريرية وكفاح المرأة الجزائرية باعتبارها قامة أدبية، خلف رحيلها خسارة كبيرة .
وعلى الرغم من أن الأديبة التي ولدت عام 1949 في أم البواقي ( شرق الجزائر )  لم تكن ذات صيت ، إلا أن وداعها كان لافتاً بحضور أهم الأسماء و الأقلام الأدبية في الجزائر الذين أثنوا تباعاً على شخص وأدب "يمينة مشاكرة"، والكل أجمع أن وافتها كانت بمثابة الصدمة وهو ما ذهبت إليه الكاتبة فضيلة فاروق التيس قالت في هذا الشأن " بوفاة الكاتبة الجزائرية يمينة مشاكرة، شعرت أن الموت وقف على عتبة بابي ودخل بقدميه، ذلك أنني طيلة سنوات وأنا أتخيل وأحلم بأن شخصاً ما سينقذها مما هي فيه، فإمرأة بذكائها لا يمكن أن تصاب بالجنون لو أنها عاشت في بيئة تحترم إنسانية المرأة و كرامة كاتبة وطبيبة".
وأضافت فضيلة فاروق "أن يمينة مشاكرة ليست سوى ضحية من ضحايا التخلف كان بإمكاننا أن نفتخر بها وهي تكبر وتصبح في مقدمة كتابنا الذين يمثلون الجزائر في المنابر العالمية."

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رحيل الكاتبة الجزائرية المتمردة يمينة مشاكرة رحيل الكاتبة الجزائرية المتمردة يمينة مشاكرة



GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 19:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 19:14 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 15:38 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

انفراجات ومصالحات خلال هذا الشهر

GMT 04:11 2016 الخميس ,20 تشرين الأول / أكتوبر

تقنية جديدة تظهر النصِّ المخفي في المخطوطات القديمة
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca