نيويورك ـ مادلين سعادة
احتفل المصوّر الكبير أليكسي لومبوميرسكي في أحدث مشروعاته بالجمال بكل ما فيه من أشكال، وظلال وأعمار بعد أن يئس من أن معظم عارضاته كن بيض، يانعات ونحيلات.
ويقول: "إذا التقطت مجلة من كل 10 أو حتى 5 مجلات قبل سنوات، لكنت لاحظت أن ما يقرب من جميع العارضات لديهن معيار واحد معين للجمال المثالي، أنهن شابات قوقازيات. ويبدو أن صناعة الموضة والجمال تنبهت أخيرًا وتدريجيا إلى فكرة وجود مجموعة واسعة من المظاهر في المجلات والحملات، حيث تتألّق العارضات ذوات الشعر الأشعث المجنون واللوك الفوضوي البوهيمي.
وشهد العام الماضي اتجاه العلامات التجارية أمثال "لوريال باريس" و"مارك جاكوبس" الحصول على توقيع نجمات أمثال سوزان ساراندون، 69، وجيسيكا لانغ، وعمرها الآن 67 عاما، على حملاتهم الإعلانية، ليُظهروا أن الجمال لا يعرف سنًا معينًا. وفي جلسة التصوير مع الممثلة الحائزة على جائزة أوسكار لوبيتا نيونغ العام الماضي، فوجئ لومبوميرسكي بطلب الممثلة منه ألا يُفتّح لون بشرتها في مرحلة ما بعد الإنتاج. وقال: "كنت مرتبكًا في البداية، فلم أعتقد أن في مرحلة ما بعد الإنتاج يحدث تفتيح للبشرة".
وأضاف: "من الجميل أن ترغب النجمات في أن يكن أنفسهن، وعدم تغيير أي شيء فيهن لا يتناسب مع طبيعتهن". كما قال: "ثم نظرت من خلال أرشيفي الخاص ولاحظت أن هناك نسبة من النجمات التي صورتهن ببشرتهن الداكنة، ليتم تفتيح لون بشرتهن فيما بعد من قِبل المجلة التي نشرت الصور". وبدأ لومبوميرسكي في تذكُّر الأوقات التي قوبل فيها طلبه بالتقاط صور عارضات بعينهن بالرفض: وقال "على مر السنين، قبل بدء تصوير قصة عارضة لمجلة أو حملة، يهمني أن أعطيهم قائمتي من النماذج الـ10 اللاتي أريد تصويرهن، ويتم استبعاد أول اسمين على رأس القائمة لأنهن فتيات أفريقيات".
ويتذكر: "كانوا يقولون: نحن نحبها ولكن إنها داكنة جدا، أو أنها فاتحة جدا، وهو ما أراه غريبا تماما، وينتهي الأمر بتصوير الفتيات القوقازيات كالعادة". وشرح أن الهدف من تلك الجلسة، أنه أراد الاحتفال بالاختلاف الذي يمنع أي عارضة من أن تلمع على أغلفة المجلات أو على واجهة المحلات. ويقول أن الأمور بدأت تتغير، ولكن ليس بالسرعة الكافية. ويقول: "لقد بدأنا نرى المزيد من التنوع، حملة H&M تتضمن فتاة محجبة، على سبيل المثال، ولكن هذا ليس كافيا، ينبغي أن يكون هناك المزيد والمزيد".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر