لندن ـ ماريا طبراني
يعد بيتر بول وليامز (34عامًا) مؤسس شامان فيرز (Shaman Furs) من الأشخاص المعنيين بالأزياء، وهو من سكان آلاسكا الأصليين لكنه لم يدرس التصميم بشكل رسمي، لكنه اعتبر أن لغة الأزياء العالمية هي أفضل وسيلة لتضخيم تراث وإرث شعبه، فضلًا عن ضمان مستقبل هؤلاء الناس لأن المادة الأساسية التي اعتمد عليها في تصميماته هي الجلد الذي لم يعد متوفرًا على نطاق واسع.
ويعتبر وليامز نجم الفيلم الوثائقي هارفست كويرسيك ""Harvest: Quyurciq، ويوضح مايكل ديمبستر المدير المشارك للفيلم: " نحن لا نفكر في النباتات التي نرتديها عندما نلبس القطن، ولا نفكر في شأن الحياة والموت"، وعبر وليامز عن إيمانه لهذا المفهوم منذ نشأته، حيث كان يسمي الخياطة بـ"الصلاة"، وكان يعتقد أن الصيد يتساوى مع حماية البيئة والروحانيات.
ويعتبر جلد كلب البحر من أغلى أنواع الجلود نظرًا لكثافة الشعيرات به حيث يحتوي على أكثر من مليون شعرة لكل بوصة مربعة، وفي أوائل القرن العشرين كان يتم اصطياد الحيوانات قبل حمايتها بموجب معاهدة لحفظ وحماية فراء كلاب البحر عام 1911، ولكن عُدل قانون الثدييات البحرية لعام 1972، وتم إعفاء الهنود الألبوتيين والإسكيمو من هذا المنع شريطة أخذ الجلود من أجل الكفاف أو بيع المواد المحلية الأصلية من الحرف اليدوية والملابس.
وكان في هذا التعديل اعتراف ولو جزئي بحقيقة مناطق مثيل سيتكا التي استعمرها الروس من قبل في أوائل القرن 19 في محاولة للسيطرة على تجارة الفراء البحرية والهنود المستعبدين في خدمتهم، وهو ما يعني أن وليامز يمكنه الوصول إلى سلع فاخرة لا تستطيع علامات تجارية مثل ساغا فيرز "Saga Furs" وفيندي "Fendi" الوصول إليها.
وتعد شامان فيرز "Shaman Furs" التابعة لوليامز عملية تشغيلية تعتمد على رجل واحد بمساحة 900 قدم مربع، وهي بمثابة شقة وإستوديو تنتج القبعات والسترات والأقراط والتنانير المصنوعة من الجلود البحرية، ويعمل وليامز على التصميم والخياطة بنفسه، ويعتمد على مصدر خارجي فقط في عملية دباغة الجلد والتي تعتمد على مزيج من الطقوس التقليدية والأساسيات الحديثة، ويصنع وليامز مئات من البضائع التي يتراوح سعرها بين 18 – 5500 دولار، بينما يبلغ سعر بيع التجزئة للتنانير 1500 دولار.
ودخل وليامز عالم الأزياء في وقت متأخر نسبيًا، وليس من المستغرب إذا ما علمنا أنه نشأ مع والدته العزباء واضطر إلى ترك المدرسة الثانوية في عمر 17 عامًا، وانتهى به المطاف في بورتلاند في أوريغون، وحاول دون جدوى أن يكون فنانًا، لكنه عاد إلى مدينة ستيكا قبل 7 سنوات.
وأوضح وليامز: " العالم الغربي يعتبرني من العصاميين، ولكن كان لدي العديد من الناصحين وتعلمت عن طريق التجربة والخطأ، أريد أن تبقى منتجات "Shaman Furs" في بوتيك أو ما شابه في مدينة نيويورك حتى يمكنني الحفاظ على هذا العمل التجاري الصغير، وللحفاظ على علاقتي مع الحيوانات ، وخلق تجربة حميمية لمن يرتدون أعمالي".
ولا يعد وليامز أول شخص يرى أوجه التشابه بين الحرفية التقليدية القبلية وفن الأزياء المصنوعة يدويًا، وساهم هذا التفكير في صعود شركات مثل ميات "Maiyet" والتي تعد علامة تجارية فاخرة على شراكة مع حرفيين عالميين، فضلًا عن برنامج في مركز التجارة الدولية والذي أنشا مبادرة أخلاقية للأزياء تربط الحرفيين بالعلامات التجارية الفاخرة.
ويدرك وليامز أن عليه التوسع في منتجاته وعروضها حيث أشار إلى تفكيره في إنتاج المعاطف والسراويل، وهو ما جعله يذهب إلى أسبوع الموضة في نيويورك في فبراير/ شباط 2015، وساهم في عرض تيك ستايل "Tech Style"، كما شارك في مايو/ أيار الماضي في أسبوع الموضة في بروكلين، حيث قدم عرض أزياء كامل خاص به مع 14 عارضة.
ويتطلع وليامز إلى المشاركة في أسبوع الموضة في سياتل، وتناول الفيلم الوثائقي Harvest" Quyurciq" الذي أخرجه مايكل ديمبستر جولات في المهرجانات السينمائية الأميركية الأصلية في جميع أنحاء الساحل الغربي بالإضافة إلى مهرجان الأفلام غرين باي ""Green Bay، وأكد وليامز في ختام حديثه أنه توجب عليه الخروج من آلاسكا إذا ما أراد بيع رسالته بما تعنيه الكلمة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر