عمان ـ بترا
يروي الفيلم الكوري طريق البيت للمخرجة جيونغ هيانغ لي الذي تعرضه مؤسسة شومان الثلاثاء القادم، حكاية بسيطة إنما عميقة ومؤثرة عاطفيا تتعلق بصبي نزق تحضره أمه إلى قرية جبلية ريفية صغيرة كي يقضي بعض الأيام في رعاية جدته العجوز.
يبدو الصبي في الفيلم على درجة من الذكاء وهو ابن مدلل متعلق بألعابه الالكترونية ومعتاد على الوجبات الجاهزة ، في حين أن الجدة العجوز امرأة ريفية بسيطة تعيش وحيدة في بيت ريفي أقرب ما يكون إلى الكوخ، وهي لا تنطق وتسير محنية الظهر بمعونة عكاز، حيث يتأسس موضوع الفيلم على هذا التناقض بين الشخصيتين واختلاف علاقاتهما بالحياة.
يبدأ الفيلم بالصبي مع والدته في حافلة تقلهما إلى قرية الجدة، الأم فقدت عملها وباتت بحاجة إلى التخلي عن ابنها لبعض الوقت وتركه في رعاية الجدة ريثما تتمكن من تدبير أمورها، في الحافلة ووسط المسافرين الريفيين المنشغلين بالأحاديث الجماعية، يركز الصبي على لعبته الالكترونية عازلا نفسه عن البيئة المحيطة به.
البطل الحقيقي للفيلم هي الجدة العجوز، التي أدت دورها -عجوز ريفية حقيقية- لم تمثل يوما من قبل بل ولم يسبق لها أن شاهدت فيلما، وتكمن براعة السيناريو في قدرته على رسم شخصيتها من خلال مجموعة تفاصيل متنوعة، فهي في سن يحتاج إلى رعاية لكنها قوية بحيث تتمكن من رعاية نفسها، لا تتردد في صعود وهبوط الطرق الجبلية الوعرة وهي تحمل فوق ظهرها صفائح الماء، وعلى الرغم من فقر الكوخ الذي تعيش فيه إلا أنها تحافظ عليه نظيفا وتحفظ أغراضها مرتبة داخله ، وتتضح قوة شخصيتها أيضا من خلال طريقة تعاملها مع الصبي ، ففي حين يبدي الصبي العداء لها منذ البداية فهي تتحمل صامتة وبصبر كبير تصرفاته العدائية تجاهها ومنها مثلا رميه للطعام الذي جهزته له على الأرض.
مع اقتراب الفيلم الذي تهديه المخرجة إلى كل الجدات في العالم ، من نهايته يبدأ الصبي في التأثر بشخصية الجدة والانجذاب إليها ولهذا يودعها حزينا بعدما تعود والدته لاصطحابه .
يمكن اعتبار الفيلم الحاصل على خمس جوائز من مهرجانات دولية , وكان أول فيلم كوري يوزع تجاريا على نحو واسع في أميركا ، من نوع السهل الممتنع , ويبرهن على أن التأثير العاطفي للأفلام لا يتطلب بالضرورة القصة المثيرة والموازنة الضخمة والمؤثرات البصرية ولا حتى الممثلين المحترفين.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر