الإعلام: مطلوب ثورة على النفس!

الدار البيضاء اليوم  -

الإعلام مطلوب ثورة على النفس

عماد الدين أديب

أزمة صحافتنا ترتكز على 3 مسائل: أزمة فى الحرفية، وأزمة فى العمق الثقافى، وأزمة فى المبادئ والأخلاقيات.

فى الحرفية تحولنا من مدرسة الخبر الصحفى إلى مدرسة الرأى، وتحولنا من التعامل مع الرأى مشفوعاً بالرأى الآخر عملاً بحق الرد وإيماناً بحرية التعبير، إلى مدرسة الرأى الواحد.

وانتقلنا من مدرسة صاحب الرأى الواحد إلى مدرسة «الناشط الإعلامى» الذى يجلس بالساعات يخاطب الكاميرا وحده.

وأقرب تجربة عملية لهذه الأزمة هى موقف الإعلام المصرى طوال 6٫5 ساعة هى زمن اختطاف الطائرة المصرية من برج العرب إلى قبرص.

أقام إعلامنا الدنيا ولم يقعدها وملأ كافة وسائل الإعلام إشاعات وتكهنات وتنظيرات وهمية وخاطئة.

وسط ذلك قام الصحفى المحترف المخضرم الأستاذ عادل حمودة بالعمل الصحفى المحترف وهو أن فكر سريعاً بعقل المخبر الصحفى ورئيس التحرير المخطط، والعاشق للخبر الصحفى وركب الطائرة التى أرسلت إلى قبرص فى ذات اليوم وقابل الركاب الذين أطلق سراحهم وطاقم الطائرة، وكان عين وصوت الإعلام المصرى الذى عاصر وشاهد ووصف الحدث.

السؤال: كم صحفياً مصرياً من الـ7500 صحفى فكر، وخطط، ونفذ، وتحرك بكفاءة وسرعة الأستاذ عادل حمودة؟

هذه أزمة ضعف الحرفية!

أما ضعف العمق الثقافى والمعرفى عندنا فحدث ولا حرج عن أخطاء اللغة ونطق الأسماء، وعدم فهم المصطلحات، وفقر المعرفة بالتاريخ والجغرافيا وعدم الإلمام بحقائق العصر.

ليس مطلوباً من الإعلامى أن يكون «بتاع كله» فنحن نعيش فى زمن التخصص، ولكن يكفى أن يكون الإعلامى -على أقل تقدير- مطلعاً على الملف الذى سوف يتناوله على شاشة التليفزيون أو على صدر الصحف أو الإنترنت.

ونأتى إلى قضية القضايا، ومسألة المسائل وهى ضعف الجانب الإنسانى والخلل فى الوازع الأخلاقى عندنا.

وأنا أخجل أن أقول إننا عاصرنا حجماً غير عادى وغير مسبوق فى النفاق السياسى لكافة الأنظمة والحكام، وفقدنا احترام الناس لنا ولمصداقيتنا الصحفية.

إن الإعلام فى أزمة خطيرة لا يمكن الخروج من نفقها المظلم إلا بثورة حقيقية على النفس!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإعلام مطلوب ثورة على النفس الإعلام مطلوب ثورة على النفس



GMT 05:07 2018 الجمعة ,16 آذار/ مارس

دولة أكثر من فاسدة.. يشترون الإعلام أيضا

GMT 06:40 2018 الثلاثاء ,13 آذار/ مارس

الإعلام والدولة..ونظرية كل شخص يخلع شوكه بيده

GMT 05:46 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

التسريب…

GMT 06:09 2017 الإثنين ,23 تشرين الأول / أكتوبر

«لقد وقعنا فى الفخ»

GMT 12:45 2017 السبت ,28 كانون الثاني / يناير

في مديح التَّعقُّدِ … والتعقُّلِ أيضا! 2/2

GMT 10:56 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ننشر 10 تساؤلات بشأن تعويم الدرهم

GMT 02:23 2014 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

السياحة الجنسية ظاهرة خطيرة تُثقل كاهل المجتمع في مراكش

GMT 18:29 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

تسيير أول خط طيران مباشر بين بابوا غينيا الجديدة والصين

GMT 21:23 2018 الثلاثاء ,04 أيلول / سبتمبر

إنقلاب سيارة "پورش" يقودها سعودي في طنجة
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca