فى لبنان: «ضرورى» ألا تكون هناك حكومة بالضرورة

الدار البيضاء اليوم  -

فى لبنان «ضرورى» ألا تكون هناك حكومة بالضرورة

بقلم : عماد الدين أديب

يتحدثون فى لبنان الآن، بعدما استحكمت أزمة التشكيل الحكومى أكثر من 6 أشهر، أنه قد يكون من الأفضل استمرار حكومة «تصريف الأعمال»، وإصدار ما يسمى بتشريعات الضرورة من البرلمان.

ويبدو أن كل شىء أصبح فى هذه المنطقة يُتخذ بمنطق «السيف فوق الرقبة»، فليس أمامنا سوى الانصياع لواقع الأمر، واتخاذ القرار الذى قد لا يكون الأفضل، لمواجهة الضرورة.

فى لبنان هناك ضرورة لتشكيل حكومة، لأن هناك ضرورة لأن تكون هناك جهة تنفيذية شرعية للتعامل مع مؤتمر الضرورة الذى انعقد فى باريس، من أجل مشروع الضرورة لإنقاذ الاقتصاد اللبنانى الذى سوف يواجه، بالضرورة، حالة من الإفلاس فى غضون أسابيع أو أشهر قليلة.

واشنطن ترى أنه ضرورى أن تكون هناك حكومة، وطهران ترى أنه ليس من الضرورة أن تُشكَّل هذه الحكومة.

فرنسا أبلغت الفرقاء اللبنانيين أن حكومة الوحدة الوطنية ضرورة، ولكن دمشق ترى أن إعطاء درس لكل الفرقاء فى لبنان بأنها قادرة على تعطيل الحل، هو ضرورة.

من الضرورى أن يعرف الجميع أن القرار فى بيروت تتم صناعته، بالضرورة، فى دمشق.

وهكذا الحال فى لبنان، رئاسة جاءت بتسوية فرضتها الضرورة، لتأتى بحكومة لا يجمعها أى فكر أو أيديولوجيا أو برنامج موحد، بالضرورة.

وهكذا الحال فى لبنان، تم عمل نظام القائمة النسبية المعقدة بالضرورة، كى يضطر الجميع إلى القبول بأنصار دمشق وطهران بالضرورة، كى يتوفر لديهم ضرورة التعطيل لأى قرار لا بد أن يصدر بالضرورة.

ويُضطر سعد الحريرى أن يتحمل، بالضرورة، ألم الاغتيال الثانى لحلم والده فى لبنان سيد مستقل، ويسعى من أجل إنقاذ الضرورة من جرّاء كارثة قد تأتى بالضرورة لو لم يدرك الجميع أن تشكيل حكومة هو أمر ضرورى بالضرورة.

وكان من الطبيعى أن تسعى دمشق، بعدما تغيرت موازين العمليات العسكرية فى سوريا لصالحها، إلى تغيير ضرورات قواعد تشكيل الحكومة، بحيث تكون أولى القواعد، بالضرورة، هى اختراع عقبة تلو الأخرى، بحيث يصبح من الضرورى تماماً عدم تشكيلها.

وأصبح من الواضح أن وهم أن صناعة الحكومة فى لبنان هى صناعة محلية أصبح بالضرورة أكذوبة وخيالاً غير علمى فرضته سياسات الضرورة.

سوف تذهب مصالح البسطاء والأرامل والأيتام والشباب العاطلين والذين يكافحون من أجل دفع قسط مدرسة لأطفالهم أو سداد فاتورة مولد كهربائى أو شراء «ربطة خبز»، بالضرورة، إلى النهاية، وتضيع مصالحهم فى أتون جنون عدم إدراك أنه من الضرورى إدراك أن هناك ضرورة لاحترام ضروريات إنسانية الإنسان فى لبنان.

إنه أمر محزن بالضرورة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فى لبنان «ضرورى» ألا تكون هناك حكومة بالضرورة فى لبنان «ضرورى» ألا تكون هناك حكومة بالضرورة



GMT 15:52 2021 الثلاثاء ,16 آذار/ مارس

بايدن في البيت الأبيض

GMT 00:03 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إذا كانت إيران حريصة على السنّة…

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يطرد المدعي العام

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نَموت في المجاري ونخطىء في توزيع الجثث!

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

فى واشنطن: لا أصدقاء يوثق بهم!

GMT 12:18 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف لقاءً مهماً أو معاودة لقاء يترك أثراً لديك

GMT 19:14 2019 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

يبدأ الشهر بالتخلص من بعض الحساسيات والنعرات

GMT 11:40 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 17:27 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 20:11 2019 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

تجنب الخيبات والارتباك وحافظ على رباطة جأشك

GMT 19:18 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 17:59 2019 الثلاثاء ,23 تموز / يوليو

تستاء من عدم تجاوب شخص تصبو إليه

GMT 11:31 2019 الجمعة ,29 آذار/ مارس

منع جمهور الرجاء من رفع "تيفو" أمام الترجي

GMT 08:41 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة وصادمة في حادث قتل الطفلة "إخلاص" في ميضار

GMT 06:39 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"بيكوربونات الصودا" حل طبيعي للتخفيف من كابوس الشعر الدهني
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca