قانون المنطقة الآن: «اللعب على المكشوف»

الدار البيضاء اليوم  -

قانون المنطقة الآن «اللعب على المكشوف»

بقلم: عماد الدين أديب

فى الرياض قابلت محدثى الخبير العريق فى شئون منطقة الخليج، والذى يعرف حقائق الأمور وما يقال وما لا يقال.

سألته: كيف يمكن لك أن تصف لى طبيعة المرحلة التى تحياها المنطقة الآن وبالذات خلال الشهر الأخير؟

ابتسم وقال: ما تشرب قهوة أحسن!

مددت يدى وتناولت الفنجان التقليدى للقهوة العربية الممزوجة بالهيل، وعدت أسأله «لا تعطنى تفاصيل ولكن أعطنى صفة أو عنواناً للمرحلة».

قال فى ثقة: ثلاث كلمات سوف ألخص بها ما نحن فيه.

سألته: ثلاث كلمات؟ ما هى؟

قال: «اللعب على المكشوف».

بعد ذلك دخل جمع كبير من الضيوف ودخلنا إلى صالة الطعام لتناول العشاء الذى أقامه صاحب الدعوة - مشكوراً - على شرف شخصى الضعيف.

وعندما عدت إلى فندقى فى الرياض، أخذت أفكر بعمق فى مغزى عبارة الرجل «اللعب على المكشوف».

وإذا لم أكن مخطئاً، فإن محدثى، قليل الكلام، عميق الفكر، أراد أن يرسل لى رسالة مؤداها أن سمة المرحلة التى نحياها هى أن الباطن أصبح ظاهراً، والأزمات الأخيرة أوضحت من هو الحليف الحقيقى ومن هو العدو الحقيقى، ومن يؤيد لموقف مبدئى، ومن يعارض لأنه يسعى للابتزاز بكل أشكاله.

ما تراه على شاشات قنوات الجزيرة وعلى لسان ما يستضاف فيها، وعلى صور وسائل الإعلام الممولة منها، يعكس بالضبط ما فى القلوب والصدور ضد أنظمة عديدة فى المنطقة.

لم تعد هناك عبارات مغلفة، ولا رسائل مبطنة، أو حوارات تجرى فيها تمثيلية التوازن والحيدة.

ويتم من خلالها تمرير الشتائم والاتهامات المزورة.

أصبح اللعب على المكشوف، كل شىء باسمه، وتحولت هذه الوسائل إلى وسائل تحريض صريحة وشريرة.

ما يصدر عن وسائل إعلام تركية من تسريبات فى واقعة خاشقجى، وما يذاع من وسائل إعلام تحريضية هناك، وما قاله الرئيس التركى مرتين فى مؤتمر الحزب الحاكم الأسبوعى يؤكد أن اللعب أصبح على المكشوف.

قمة هذا اللعب المكشوف، جاءت فى المقال الذى كتبه الرئيس أردوغان طواعية، وعلى اسمه الكريم فى صفحة الرأى بـ«الواشنطن بوست» منذ 4 أيام، يفضح موقفه ومشاعره ونواياه، ولجوءه إلى سياسة «ملاعبة الرياض» ومحاولة ابتزازها بالتلويح بالتشويه.

هذا أيضاً اللعب على المكشوف.

فى إيران -التى تدخل الأسبوع الأول من المرحلة الثانية من العقوبات عليها- تحاول الاستنجاد بالاتحاد الأوروبى وسلطنة عمان لإيقاف العقوبات من ناحية، فى الوقت الذى يؤكد فيه لاريجانى فى البرلمان أن إيران أقوى من العقوبات.

فى ذات الوقت قدمت واشنطن قائمة مطالب صريحة تمثل شروطها الواضحة لإيقاف العقوبات.

مرة أخرى اللعب على المكشوف.

وفى مصر بدأت مناورات «درع العرب 1» بمشاركة 6 دول عربية ومشاركة دولتين عربيتين بصفة مراقب لمدة أسبوعين تشترك فيها كافة الأسلحة وآلاف من القوات المقاتلة، فى ذات الوقت الذى بدأت فيه العقوبات على إيران التى كانت دائماً تهدد بتلغيم البحر الأحمر وسد منافذه وممراته.

المناورات والتدريبات لهذه الدول، رسالة واضحة وصريحة أننا على استعداد كامل وجهوزية للدفاع عن مصالحنا.

مرة أخرى اللعب على المكشوف.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قانون المنطقة الآن «اللعب على المكشوف» قانون المنطقة الآن «اللعب على المكشوف»



GMT 15:52 2021 الثلاثاء ,16 آذار/ مارس

بايدن في البيت الأبيض

GMT 00:03 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إذا كانت إيران حريصة على السنّة…

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يطرد المدعي العام

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نَموت في المجاري ونخطىء في توزيع الجثث!

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

فى واشنطن: لا أصدقاء يوثق بهم!

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 19:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 19:14 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 15:38 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

انفراجات ومصالحات خلال هذا الشهر

GMT 04:11 2016 الخميس ,20 تشرين الأول / أكتوبر

تقنية جديدة تظهر النصِّ المخفي في المخطوطات القديمة

GMT 13:52 2016 الأحد ,20 آذار/ مارس

كريم طبيعي مزيل لرائحة العرق

GMT 08:47 2016 الإثنين ,11 كانون الثاني / يناير

البامية للوقاية من الأمراض المستعصية والاكتئاب
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca