أقوى رجل فى الـ«سى. آى. إيه» فى الحقيقة: «امرأة»

الدار البيضاء اليوم  -

أقوى رجل فى الـ«سى آى إيه» فى الحقيقة «امرأة»

بقلم - عماد الدين أديب

جهاز الاستخبارات المركزية الأمريكية المعروف باسم الـ«سى. آى. إيه» يلعب مع غيره من مؤسسات صناعة القرار فى واشنطن دوراً فى تشكيل صناعة قرارات الأمن القومى ورسم مصالح السياسة الخارجية الأمريكية. إلا أنه -فى بعض الأحيان- يصبح هو صاحب الدور الأهم والأعظم فى إدارة بعض الأزمات.

وحسب قرار تأسيس الـ«سى. آى. إيه» فهو يلعب وفق القانون والنظام العام وحسب لائحته الداخلية ثلاثة أنشطة رئيسية:

أولاً: جمع المعلومات عن الحكومات والشركات والأفراد.

ثانياً: تحليل المعلومات التى يجمعها، بالإضافة إلى الاستعانة بالمعلومات الإضافية التى تصله من أجهزة أمنية أخرى وتقديم النصائح للقيادات.

ثالثاً: وبناءً على طلب من رئيس الجمهورية تقوم الوكالة بنشاطات سرية أو تنفيذ عمليات تكتيكية.

ويتوافر منذ عام 2013 لوكالة الاستخبارات الأمريكية أكبر ميزانية داخل مؤسسات الأمن الأمريكية، كما أنها صاحبة أكبر ميزانية لجهاز استخبارى فى العالم.

ورغم أن الوكالة قد أنشئت عام 1947 بقرار من الرئيس هارى ترومان كى تكون الجهاز الرئيسى الذى يدير كافة النشاطات الاستخبارية التى تتصل بالأمن القومى للولايات المتحدة، فإنها تعيش حالة من التحديات الدائمة والإشكاليات المتكررة التى تعيقها عن أداء مهمتها.

أخطر ما يواجه وكالة الاستخبارات الأمريكية هو كما وصفه لى الشيخ كمال أدهم -رحمه الله- أحد مؤسسى الاستخبارات السعودية، وأحد أهم رجال الاستخبارات العرب الذين كانوا على اطلاع عميق بطبيعة هذه الوكالة بحكم عمله، حينما قال: «تملك الـ«سى. آى. إيه» قدراً لا نهائى من المعلومات الهامة وغير الهامة، والتفاصيل الدقيقة ذات النفع والتفاصيل الضارة، إلا أن أزمتها هى قدرتها على استيعاب هذه المعلومات والخروج منها بالفهم الصحيح والتحليل الدقيق والنتائج والتوصيات العملية».

وأذكر أن اللواء عمر سليمان، رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية لسنوات طويلة -رحمه الله- قال لى عقب استقالة جورج تينت، المدير الأسبق للـ«سى. آى. إيه»: برحيل جورج تينت فقدت الـ«سى. آى. إيه» واحداً من أفضل وأعمق رؤسائها وبرحيل فريق مساعديه المتخصصين فى شئون الشرق الأوسط سوف تعانى السياسة الخارجية الأمريكية اختلالات كبرى واضطرابات شديدة وأخطاء متكررة بسبب عدم الفهم الصحيح للمنطقة والعالم العربى وأزماته.

ومنذ أيام وافق الكونجرس الأمريكى على تعيين جينا هاسبل أول امرأة تتولى منصب مدير الوكالة.

ولدت هاسبل عام 1956 فى ولاية كنتاكى لأب ضابط مهم فى سلاح الجو الأمريكى، والتحقت فى عام 1986 بجهاز الـ«سى. آى. إيه» وقضت معظم خدمتها فى روسيا وتولت إدارة عدة محطات استخبارية فيها، أهمها أذربيجان التى أدارت فيها عمليات مكافحة جاسوسية وعمليات تجنيد.

وتتميز هاسبل بأنها ليست مديراً من أصحاب المكاتب والإدارات الذين يأتون بترشيحات من أصحاب النفوذ فى واشنطن، لكنها خبيرة وتنفيذية فى مجالها، مغموسة فى العمل الميدانى للاستخبارات.

وتعرف جينا هاسبل بأنها امرأة حديدية ذات قلب جرىء وميت.

إن هاسبل هى صاحبة مدارس وتطبيقات فى استخلاص المعلومات بالقوة والتعذيب من «أعداء أمريكا» فى أماكن متعددة، مثل أفغانستان والعراق وتايلاند وأفريقيا.

وتوصف هاسبل بأنها «أقوى رجل فى وكالة الاستخبارات الأمريكية» لذلك يبقى السؤال الكبير: ما تأثير هذه السيدة وأفكارها وتاريخها على إدارة أزمات متفجرة وعاجلة مثل: روسيا وإيران وكوريا الشمالية وسوريا والعالم العربى؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أقوى رجل فى الـ«سى آى إيه» فى الحقيقة «امرأة» أقوى رجل فى الـ«سى آى إيه» فى الحقيقة «امرأة»



GMT 15:52 2021 الثلاثاء ,16 آذار/ مارس

بايدن في البيت الأبيض

GMT 00:03 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إذا كانت إيران حريصة على السنّة…

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يطرد المدعي العام

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نَموت في المجاري ونخطىء في توزيع الجثث!

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

فى واشنطن: لا أصدقاء يوثق بهم!

GMT 18:00 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تبحث أمراً مالياً وتركز على بعض الاستثمارات

GMT 08:31 2018 الخميس ,20 أيلول / سبتمبر

سعر الدرهم المغربى مقابل اليورو الخميس

GMT 13:15 2015 الأحد ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

روماو يحدد قائمة لاعبي "الجيش" لمواجهة "المغرب الفاسي"

GMT 03:32 2017 الجمعة ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة توضح دور الخوف في عملية انقراض الحيوانات
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca