«عندما يتساوى حضورك مع غيابك.. ارحل فوراً»

الدار البيضاء اليوم  -

«عندما يتساوى حضورك مع غيابك ارحل فوراً»

قلم : عماد الدين أديب

كيف يمكن أن تبقى فى موقع، منصب، علاقة عمل، علاقة إنسانية، ووجودك فيها لا معنى له؟ كيف يمكن أن تستمر فى أى شىء دون أن تشكل أى قيمة مضافة أو أن تؤدى الحد الأدنى المطلوب منك؟ كيف تفعل أى شىء وهو لا يضيف لك أى سعادة أو متعة، بل يضيف لك كل يوم تعاسة واكتئاباً؟

يقول الشاعر المبدع محمود درويش فى إحدى قصائده المليئة بالحكمة والرؤية العميقة:

«إذا تساوى غيابك مع حضورك فليس أمامك سوى أن ترحل فوراً».

ارحل فوراً إذا كنت لا تضيف شيئاً.

ارحل فوراً فليس المهم أن تبقى ولكن أن يكون لبقائك معنى وإضافة.

ارحل فوراً لأن قيمة الحياة ليست فى «التواجد» ولكن فى «الوجود».

ارحل فوراً لأن وجودك بلا معنى سوف يجعل عطاءك الوحيد هو السلبية لأنك غير مقتنع وغير راضٍ عما تفعل.

بقاؤك فى موقع أو علاقة أو منصب لا تستحقه هو احتلال لمكان ومكانة شخص آخر يستحقه أكثر منك.

بعض الناس يتحججون بحجة أنه «ليس لى خيار أفضل أو خيار آخر».

من العار أن تعانى دون أن تتألم.

ومن العار أن تتألم دون أن تصرخ.

ومن العار أن تصرخ دون أن تكون موضوعياً.

ومن العار أن تكون موضوعياً دون أن تحدد مسئوليتك عما يحدث وتلقى بالمسئولية كاملة على غيرك.

من العار أن تشعر أنك غير قادر على العطاء الإنسانى أو المهنى وتستمر فى احتلال مكان غيرك الذى قد يكون أفضل منك وأكثر جدارة فى أن يعمل ويخلق ويبدع ويسعد من حوله.

حينما يشعر من حولك بأن وجودك مثل غيابك فلا معنى للاستمرار.

وحينما يشعر من حولك أن وجودك أسوأ من غيابك فلا معنى لاستمرارك فى مكانك.

وحينما يشعر من حولك أن غيابك أفضل من وجودك فهذا حرام.

أحياناً تشعر بأن الحياة صعبة، وأن مجرد التنفس مشروع مستحيل، وأن الدنيا ضاقت بك، تذكّر أن أرض الله واسعة، وأن الفرص أكثر من اللافرص، وأن الخيارات أكثر مما تتخيل.

ولنا فى سيد الخلق عليه أفضل الصلاة والسلام الأسوة والقدوة حينما أوذى فى مكة وضاقت به السبل هو وأنصاره، أذن له سبحانه وتعالى بالهجرة إلى المدينة (يثرب)، واستمر فى هجرته 26 يوماً مطارداً ملاحقاً من الكفار.

أسهل شىء أن يقوم الإنسان بعمل «غسيل مخ ذاتى» ويسوّق لنفسه فكرة أنه الضحية الكاملة للظروف أو للمحيطين به.

التفكير الإيجابى هو الطريق للخروج من حالة الاستسلام لحالة الضحية الكاملة، وصدق من قال: «عليك أن تحب ما تفعل حتى يتساوى حضورك مع غيابك».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«عندما يتساوى حضورك مع غيابك ارحل فوراً» «عندما يتساوى حضورك مع غيابك ارحل فوراً»



GMT 15:52 2021 الثلاثاء ,16 آذار/ مارس

بايدن في البيت الأبيض

GMT 00:03 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إذا كانت إيران حريصة على السنّة…

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يطرد المدعي العام

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نَموت في المجاري ونخطىء في توزيع الجثث!

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

فى واشنطن: لا أصدقاء يوثق بهم!

GMT 18:00 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تبحث أمراً مالياً وتركز على بعض الاستثمارات

GMT 08:31 2018 الخميس ,20 أيلول / سبتمبر

سعر الدرهم المغربى مقابل اليورو الخميس

GMT 13:15 2015 الأحد ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

روماو يحدد قائمة لاعبي "الجيش" لمواجهة "المغرب الفاسي"

GMT 03:32 2017 الجمعة ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة توضح دور الخوف في عملية انقراض الحيوانات
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca