فى واشنطن: لا أصدقاء يوثق بهم!

الدار البيضاء اليوم  -

فى واشنطن لا أصدقاء يوثق بهم

بقلم - عماد الدين أديب

قلنا مليار مرة شفاهة وكتابة، علناً وسراً، فى الإعلام وفى الغرف المغلقة، للمسئولين والمعارضين، للحاليين والسابقين: لا تثقوا فى الأمريكان!

السياسة الأمريكية لا صداقة فيها، ولا عداء فيها، فقط هى سياسة مصالح مؤقتة دائماً، مرتبطة طوال الوقت بالصعود والهبوط فى المصالح الشخصية والعامة لهم.

مهما وعدك مسئول أمريكى بدءاً من رئيس الجمهورية، إلى وزير، إلى رئيس لجنة فى الكونجرس، إلى نائب فى مجلس النواب، وصولاً إلى أصغر متدرب فى مركز حكومى أمريكى، فهو سوف يضحى بك فى لحظة ما تتعارض فيها مصالحه الخاصة، أو يقترب فيها الخطر من منصبه، أو تصبح صداقتك أو حتى مجرد التعامل معك عبئاً عليه أو مخالفاً لقانون اللعبة.

وحذرنا كثيراً من أن مصالح أى سياسى أمريكى مرتبطة بالدرجة الأولى قبل أى شىء وكل شىء بمنصبه، وجمهوره السياسى أو قاعدته الانتخابية.

وحذرنا من أن مصالح أى سياسى أمريكى شديدة الحساسية تجاه مواقف الإعلام، وهى قد تصمد بعض الشىء أمام منسوب معين من الانتقادات أو الضغوط، لكنها تنهار عند درجة معينة.

يبيعون أى دولة، وأى حزب، وأى مسئول، مهما كان حليفاً تاريخياً أو صديقاً حقيقياً، أو صاحب مصالح قوية معهم إذا كان الخطر أكبر من المصلحة!

لن يدخل أحد معركة من أجلك لكنه سوف يدخل معركة ضدك من أجل نفسه.

إن استقراء ما يحدث على الساحة الأمريكية فى الأسابيع الأخيرة حول 4 قضايا هى: اليمن والسعودية وقطر وتركيا، سوف يوضح لنا بالضبط انكشاف الغطاء عن أى أوهام أن لدينا -كعرب- أصدقاء فى العاصمة الأمريكية يمكن الاعتماد عليهم.

أذكر أن الدبلوماسى المخضرم، ذا التاريخ الحافل، والخبير فى الشأن الأمريكى إسماعيل بك فهمى، قال لى ذات يوم عن تجربته الأمريكية: السياسة الخارجية الأمريكية هى سياسة محلية بالدرجة الأولى، لذلك حينما نتحدث عن موضوع الثقة المتبادلة أقول لك لا تثق إلا فى الله والنفس وأشقائك العرب، إذا توفر لدى أحدهم صفات الوفاء بالوعود.

رحم الله إسماعيل فهمى، وليرحمنا ممن كنا نعتقد أنهم أصدقاء فى واشنطن!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فى واشنطن لا أصدقاء يوثق بهم فى واشنطن لا أصدقاء يوثق بهم



GMT 15:52 2021 الثلاثاء ,16 آذار/ مارس

بايدن في البيت الأبيض

GMT 00:03 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إذا كانت إيران حريصة على السنّة…

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يطرد المدعي العام

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نَموت في المجاري ونخطىء في توزيع الجثث!

GMT 00:02 2018 السبت ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

استعدوا للآتى: تصعيد مجنون ضد معسكر الاعتدال

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 19:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 19:14 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 15:38 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

انفراجات ومصالحات خلال هذا الشهر

GMT 04:11 2016 الخميس ,20 تشرين الأول / أكتوبر

تقنية جديدة تظهر النصِّ المخفي في المخطوطات القديمة

GMT 13:52 2016 الأحد ,20 آذار/ مارس

كريم طبيعي مزيل لرائحة العرق

GMT 08:47 2016 الإثنين ,11 كانون الثاني / يناير

البامية للوقاية من الأمراض المستعصية والاكتئاب
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca