ماذا فعل جونغ أون بخامنئي؟

الدار البيضاء اليوم  -

ماذا فعل جونغ أون بخامنئي

بقلم - عبد الرحمن الراشد

لا بد أن المرشد الأعلى في طهران وقياداته يمرون بامتحان صعب. عدا عن تهديد الحكومة الأميركية بإعادة العقوبات الاقتصادية على النظام الإيراني فإن انهيار الحليف النووي الرئيسي لها، كوريا الشمالية، خسارة بمثابة الكارثة.
صحيح، حتى الآن، لم أسمع معلقاً جاداً يستبشر باللقاء والمصالحة التاريخية بين زعيمي الكوريتين، ولا من يصدق بأنها ستحقق نهاية الحرب والتوتر، كما أعلن الاثنان.
ومع أن الشك لا يزال سيد الموقف تبقى التطورات في شبه الجزيرة الكورية محل حسابات النظام الإيراني. ماذا لو قرر الرئيس الشمالي فعلاً إنهاء حالة الحرب، مع أننا لا نفهم حتى هذا اليوم لماذا بدل سياسته، هذا إن كان قد فعل؟
لنفترض أن ما سمعناه منه يعبر عن سياسة جديدة، وأن كوريا الشمالية حسمت أمرها وقررت التحول إلى بلد مسالم بلا سلاح نووي ويتصالح مع شقيقته كوريا الجنوبية، ماذا سيحل بإيران؟
ما يحدث هو بمثابة انقلاب سياسي ضخم وشأن دولي عظيم، وتأثيراته ستصل إلى مناطق بعيدة بما فيها منطقتنا.
ففي العالم بلدان أشغلا المجتمع الدولي ويهددان السلم؛ كوريا الشمالية وإيران. بانسحاب بيونغ يانغ تبقى طهران وحيدة، وسيسهل الضغط عليها، وإجبارها على أن تتوقف عن مشروعها النووي وتعدل سلوكها الإقليمي السيئ. على وقع الأخبار وحدها ستضعف إيران، وستقوى الولايات المتحدة وحليفاتها.
لكن المشكلة التي تواجه الجميع نوايا الزعيم الشمالي التي يشكك فيها الكثيرون.
في السياسة، الثقة والمصداقية عملتان نادرتان، وثمينتان مثل الأحجار الكريمة. ولأن الشمالية كذبت في تعهداتها السابقة التي قطعتها على نفسها مقابل رفع الحصار الاقتصادي الغربي عليها، فإننا ربما نخشى من أن تكون تكراراً للمسرحية نفسها بأداء أكثر إثارة.
ثلاثة أسباب تجعل الرئيس كيم جونغ أون في نظر خصومه كذاباً، فقد وعدهم في المرة الماضية بوقف مشروعه النووي مقابل إنهاء الحصار الاقتصادي ولم يفعل. ولأنه نجح بعيداً في تطوير قدراته العسكرية صعب أن نتخيل أنه قرر التخلي عنها. وأخيراً لأنه يعتمد على التقنية والقدرة العسكرية المتفوقة لضمان بقاء حكمه أيضاً صعب أن يعرض حكمه للزوال بالتخلي عنها.
فتش عن الصين، حيث يعتقد البعض أنها خلف التغيير. وقد أشار إليها الرئيس الأميركي دونالد ترمب معترفاً بأنه ما كان ليحدث الاختراق الكبير لولا دعم القيادة الصينية. بكين تستطيع أن تمنحه الضمانات المطلوبة، لكنه يدرك أن الصين ليست ضامناً مضموناً. وبالتالي مع غياب المعلومات، حول مبررات الانقلاب الكوري الشمالي الأبيض، نحن في حيرة وفي تشكيك ونرجو أن يكون الحلم حقيقة ويتخلص العالم من خطر آخر، القوة النووية الكورية الشمالية. وعسى أن تتعظ القيادة الإيرانية وتتعلم من جونغ أون فتتخلص من سلاحها النووي، وتتخلى عن مغامراتها العسكرية، وتتحول إلى قوة اقتصادية مدنية كبرى في المنطقة، تنافسنا في التعليم والعمران والصناعة والترفيه.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا فعل جونغ أون بخامنئي ماذا فعل جونغ أون بخامنئي



GMT 15:52 2021 الثلاثاء ,16 آذار/ مارس

بايدن في البيت الأبيض

GMT 00:03 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إذا كانت إيران حريصة على السنّة…

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يطرد المدعي العام

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نَموت في المجاري ونخطىء في توزيع الجثث!

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

فى واشنطن: لا أصدقاء يوثق بهم!

GMT 00:17 2018 الثلاثاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل شرطي في حادثة انقلاب حافلة في القنيطرة

GMT 23:39 2016 الثلاثاء ,13 أيلول / سبتمبر

تناول مكسرات اللوز بانتظام تحميك من زيادة الوزن

GMT 11:00 2017 الأحد ,08 تشرين الأول / أكتوبر

حمام "ربي" أشهر المنتجعات الصحية المثيرة في الجزائر

GMT 13:45 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ضحية جريمة مراكش تقدّم روايتها حول حادث قتل فيه صديقها

GMT 06:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

عرض أحد أقدم أندية إيطاليا للبيع بشكل رسمي

GMT 12:35 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

امرأة تعقد عقد جلسة خمرية داخل منزلها في المنستير

GMT 07:18 2019 الجمعة ,05 إبريل / نيسان

دركي يدهس شابًا بسيارته في مدينة القنيطرة

GMT 00:06 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أجمل الديكورات المناسبة مع وجود نافورة مُميّزة في منزلك

GMT 04:30 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

جينيفر لوبيز شِبه عارية على غلاف إحدى المجلات

GMT 12:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

انخفاض احتياطي المركزي الأردني من العملات الأجنبية 14%

GMT 10:35 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

انقلاب قطار بين الرباط والقنيطرة وأنباء على سقوط ضحايا

GMT 06:16 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

تألقي بأجمل ساعات "فيرساتشي"التي تعكس الرفاهيّة على إطلالتك
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca