كثّر الله من أمثالكن

الدار البيضاء اليوم  -

كثّر الله من أمثالكن

مشعل السديري
مشعل السديري

هناك قريتان زراعيتان لفتتا نظري واستفهامي وإعجابي في نفس الوقت؛ الأولى ليس للإنسان دخل في الذي يحصل فيها وهي هندية، أما الأخرى فهي مصرية أسهم المسؤولون هناك في إنشائها، والخلاصة هي كالتالي:

القرية الأولى اكتسبت شهرتها بسبب انتشار ظاهرة غريبة حيّرت العلماء، فغالبية النساء فيها لا يلدن غير (التوائم).

هذه القرية المعروفة والمزدحمة الواقعة على بُعد 150 كيلومتراً من مدينة كوتشي الساحلية، تتميز بوجود أكبر عدد من التوائم في العالم، إذ يمثل التوائم هنا 42 توأماً من كل ألف ولادة، أي ما يقرب من ستة أضعاف المتوسط العالمي، ورغم أن 85% من سكان القرية مسلمون، فإن ظاهرة التوائم تمتد حتى إلى الهندوس أيضاً.

وما زال أقدم زوج من التوائم باقيين على قيد الحياة هناك، وهما كونهي باثهوتي وباثهوتي وعمرهما تجاوز الـ(90) عاماً، وهما من الجيل الرابع، واللافت للنظر هو مشاهدة النساء في الشوارع وهن يتمخطرن ببطونهن المنتفخة.

ويقول عمدة القرية: «هذه نعمة من الله، نحن نشهد الآن ولادة توائم ثنائية وثلاثية ورباعية أيضاً».

والقرية الثانية هي في مصر الشقيقة، ولاحظ المسؤولون أن الكثير من النساء الأرامل والمطلقات يعانين أحياناً من البطالة وقلة الحيلة، فأنشأوا لهن هذه القرية، التي تقع على بُعد 120 كيلومتراً من محافظة أسوان المصرية، بصفتها قرية السيدات المطلقات والأرامل فقط، ولا مكان للرجال فيها منذ أكثر من (20) عاماً تقريباً، وحين نفّذت وزارة الزراعة المصرية هذا المشروع كان شرطه الأساسي أن تكون المستفيدة أرملة أو مطلّقة معينة، ويُخصص لها قطعة أرض ومنزل صغير وقرض يضمن لها شراء الماشية، وتستيقظ فيها النسوة حاملات فؤوسهن ومناجلهن يروين الأرض ويربين الماشية ويحصدن المحاصيل، في تجربة فريدة لا سيما اللاتي يحملن مشقة نظرة المجتمع إليهن بصفتهن مطلقات وأرامل. وقال نبيل راشد مؤسس القرية، إن المشروع كان ضمن مشاريع القرى واقتصر على المطلقات والأرامل، وقد حققن نجاحاً لافتاً، والأرباح من المبيعات توزَّع بالتساوي بينهن.

ومن الشروط على النساء هناك أن أي واحدة منهن يأتيها النصيب وتتزوج مرّة ثانية تترك مكانها لأي أرملة أو مطلقة جديدة.

وهناك مدرسة نموذجية لأبناء وبنات هؤلاء النسوة.

ولديّ رغبة شديدة لو أن الله أطال بعمري، أن أذهب وأزور تلك القرية، وأشد على أيادي النساء هناك، قائلاً لهن: كثّر الله من أمثالكن – وللتوضيح: أقصد من ناحية الاجتهاد والعمل، لا من ناحية الطلاق والترمّل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كثّر الله من أمثالكن كثّر الله من أمثالكن



GMT 09:12 2022 الأحد ,07 آب / أغسطس

الخضرة والماء والوجه الحسن

GMT 09:08 2022 الأحد ,07 آب / أغسطس

اللبنانيّون وقد طُردوا إلى... الطبيعة!

GMT 09:04 2022 الأحد ,07 آب / أغسطس

الضوء الأخضر للإرهاب

GMT 08:57 2022 الأحد ,07 آب / أغسطس

تايوان... «أوكرانيا الصين»!

GMT 08:52 2022 الأحد ,07 آب / أغسطس

أصوات العرب: جوّال الأرض

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 19:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 19:14 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 15:38 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

انفراجات ومصالحات خلال هذا الشهر

GMT 04:11 2016 الخميس ,20 تشرين الأول / أكتوبر

تقنية جديدة تظهر النصِّ المخفي في المخطوطات القديمة
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca