أخر الأخبار

أصوات العرب: جوّال الأرض

الدار البيضاء اليوم  -

أصوات العرب جوّال الأرض

سمير عطا الله
بقلم - سمير عطا الله

لكي تدوّن سيرة يونس البحري الجبوري الذي من الموصل (1900 – 1979) تحتاج الى آلة حاسبة، وليس إلى أوراق وأقلام. ويبدو الرجل الذي تخرج ضابطاً بحرياً في الكلية البحرية في إسطنبول شخصية خيالية، أو شبه خيالية، لو لم يمرَّ في ذاكرة ملايين العرب كأشهر إذاعي عربي حتى ظهور أحمد سعيد. لكن أحمد سعيد عاش ومات إعلامياً لم يغادر القاهرة إلا لماماً، أما صاحب «هنا برلين، حي العرب»، فما من أحد يعرف على وجه الضبط ماذا شغل، وماذا لم يشغل من أعمال، وكم من بلد وصل وكم من امرأة تزوج، وكم من امرأة طلق، وكم من ولد رزق.
استناداً إلى إفادته، فإنه تزوج شرعاً من مائة امرأة، ومدنياً من مائتين، ولا إحصاء للمواليد. وبدأ الترحل عبر العالم عام 1923 فاتجه شرقاً نحو إيران، ومنها إلى أفغانستان والهند وإندونيسيا والصين واليابان، ومنها بحراً إلى الولايات المتحدة وكندا، ثم اتجه نحو أوروبا بادئاً في بريطانيا، ومنها إلى بلجيكا وهولندا وفرنسا وألمانيا، ومنها إلى مصر حيث طابت له الإقامة والعمل. وخرج منها إلى الكويت والسعودية، ثم اليمن، ومنها عبر البحر الأحمر نحو أفريقيا، فوصل إريتريا وإثيوبيا والسودان، ومنها عبر الصحراء الكبرى بمفرده، وزار الجزائر وفيها التقى المفكر الإسلامي الكبير مالك بن نبي الذي وضع كتاباً عنه. وبعد الجزائر وصل المغرب وزار جميع مدنه وعاد إلى أوروبا، حيث شارك في مسابقة لعبور المانش سباحة، وفاز بالمرتبة الأولى.
حان وقت العودة إلى العراق، فعاد عام 1933 وعمل مذيعاً للمرة الأولى في إذاعة الملك غازي، ثم أصدر صحيفة «العقاب»، وأثار الغضب على الإنكليز في مظاهرات قتل خلالها القنصل البريطاني في الموصل، فلما حاولوا اعتقاله قام الألمان بتهريبه على طائرة لوفتهانزا، خاصة عام 1939 إلى برلين، ليبدأ أشهر مرحلة إذاعية في حياته.
وما بين التشرد والتمرد عمل البحري كاتباً ومذيعاً وإماماً لمسجد باريس، وجزاراً وطباخاً ومغنياً في إندونيسيا وداعية، ودخل سجن أبوغنيم في بغداد وحول المسألة كلها إلى كتاب مسلٍ آخر من سلسلة المذكرات والانطباعات التي نشرها في مراحل متفرقة.
التقيت يونس بحري عام 1964 في الكويت حيث كنت أعمل. كان بهو فندق كارلتون هو المقهى الوحيد آنذاك. وكان يونس يجلس هناك كل يوم من دون أن يثير اهتمام أحد. خسرت برلين الحرب، وخسرها صاحب «حي العرب». وفي ذلك عام كان عز الراديو قد أصبح في الفناء. فمن سوف يهتم بحكايات يونس بحري وصوت أم كلثوم يهتف عالياً من كل الإذاعات، في لقائها الأول مع محمد عبد الوهاب، أنت عمري.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أصوات العرب جوّال الأرض أصوات العرب جوّال الأرض



GMT 09:12 2022 الأحد ,07 آب / أغسطس

الخضرة والماء والوجه الحسن

GMT 09:08 2022 الأحد ,07 آب / أغسطس

اللبنانيّون وقد طُردوا إلى... الطبيعة!

GMT 09:04 2022 الأحد ,07 آب / أغسطس

الضوء الأخضر للإرهاب

GMT 08:57 2022 الأحد ,07 آب / أغسطس

تايوان... «أوكرانيا الصين»!

GMT 10:21 2022 السبت ,06 آب / أغسطس

تايوان... مكسب حرب أم خسارة معركة؟

GMT 22:42 2021 الإثنين ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

المديرية العامة للأمن الوطني تفتتح مدرسة للشرطة في طنجة

GMT 18:57 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

وفاة سيدة اختناقًا أثناء استحمامها في مدينة أغادير

GMT 18:12 2017 الثلاثاء ,10 كانون الثاني / يناير

سُحب كثيفة واستمرار الطقس البارد والزخات المطرية في المغرب

GMT 14:14 2022 الجمعة ,14 تشرين الأول / أكتوبر

البرلمان المغربي يٌطالب بـ"اللباس الوطني" أمام الملك

GMT 10:13 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار ديكور لتصميم مداخل الفلل

GMT 21:11 2018 الثلاثاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

أحمد العوضي يتحدث عن حياته الخاصة قبل التمثيل

GMT 23:20 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

إعادة تشغيل السكة الحديدية الثانية بين القنيطرة وسلا

GMT 13:04 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

تقديم مجموعة غوتشي ماقبل خريف ٢٠١٨ من وحي طابع سينمائي

GMT 02:56 2017 السبت ,14 كانون الثاني / يناير

كريم طابو يعلن عدم وجود معارضة حقيقية في الجزائر

GMT 22:49 2017 الأحد ,08 تشرين الأول / أكتوبر

هيرفي رونار يضم بدر بولهرود إلى المنتخب المغربي

GMT 06:10 2012 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

إعادة فتح معبر كرم أبو سالم بعد إغلاق دام 5 أيام
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca