حسابات بدوي النزعة

الدار البيضاء اليوم  -

حسابات بدوي النزعة

مشعل السديري
مشعل السديري

العرب قديماً تفاعلوا مع الزمن والتاريخ والوقت، ووضعوا لكل حالة اسماً قد يجهله في الوقت الحاضر الكثير من المعاصرين، فمثلاً:

اسمحوا لي أن أستعرض معكم تقريراً موثقاً عن أسماء أيام الأسبوع كما كانت العرب تسميها قديماً، فيوم الأحد كان يسمى (أول) لأنه بداية الأسبوع وبه يبدأ حساب الأيام، ويوم الاثنين اسمه (أهون)، أما الثلاثاء فكان يسمى (جبار) والأربعاء (دبار)، والخميس يسمى (مؤنس) لميل العرب فيه إلى اللذات، وسبحان الله، وكأن التاريخ يعيد نفسه، فما أن أصبح الخميس إجازة من العمل، حتى صدحت أغنية (ليلة خميس) التي طرّز بها نور القمر شط البحر، وكثيراً ما رددها العشاق ورقصوا عليها، أما يوم الجمعة فيسمى (عروبة) من الإعراب أي الإفصاح تمجيداً له، بينما كان يسمى يوم السبت (شيار).

وهناك بيت شعر قديم جاء فيه:

أؤمل أن أعيش وأن يومي لأول أو لأهون أو جبار، أو الثاني دبار فإن ألفته فمؤنس أو عروبة أو شيار.

بل إن الثعالبي وضع في كتابه أسماء حتى لساعات اليوم الكامل:

وبدأ بالساعة الأولى من النهار وهي (الشروق)، ثم الساعة الثانية وهي (البكور)، ثم الثالثة (الغدوة)، ثم الرابعة (الضحى)، ثم الخامسة (الهاجرة)، ثم السادسة (الظهيرة)، ثم السابعة (الرواح)، ثم الثامنة (العصر)، ثم التاسعة (القصر)، ثم العاشرة (الأصيل)، ثم الحادية عشرة (العشي)، ثم الثانية عشرة (الغروب)، وهي آخر ساعة في النهار، تتم الـ12 ساعة مقدار نصف عدد ساعات اليوم الـ24.

وإذا أتينا إلى ساعات الليل فيبدأ بالساعة الأولى منه وهي (الشفق)، ثم الساعة الثانية (الغسق)، والثالثة (العتمة)، والرابعة (السدفة)، والخامسة (الفحمة)، والسادسة (الزلّة)، والسابعة (الزلفة)، والثامنة (البهرة)، والتاسعة (السحر)، والعاشرة (الفجر)، ثم (الصبح)، وآخرها (الصباح) الذي يتم الساعة الأخيرة، فيكتمل العدد بـ24 ساعة.

وبما أن أهل البادية هم إما رعاة أو فلاحون، وتهمهم فصول الأمطار والحصاد، فكانوا لا يحسبون شهورهم إلا بالتاريخ (الشمسي) فمثلاً:

شهر يناير (كانون الثاني) عندهم هو (أربعيّنية)، وفبراير عندهم (شباط)، ومارس (آذار) عندهم (دار)، وأبريل (نيسان) عندهم (خميس)، ومايو (أيار) عندهم (جمادي)، ويونيو (حزيران) عندهم (قيظ أول)، ويوليو (تموز) عندهم (قيظ ثانٍ)، وأغسطس (آب) عندهم (قيظ ثالث)، وسبتمبر (أيلول) عندهم (صفري أول)، وأكتوبر (تشرين الأول) عندهم (صفري ثانٍ)، ونوفمبر (تشرين الثاني) عندهم (صفري ثالث)، وديسمبر (كانون الأول) عندهم (أجرد).

وحيث إنني بدوي النزعة، فحساباتي كلها لأشهر السنة تتم بهذه المسمّيات، وللمعلومية فقد كتبت مقالتي هذه ساعة (البكور)، في يوم (مؤنس)، من شهر (صفري الثالث) – وذلك من أجل التوثيق.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حسابات بدوي النزعة حسابات بدوي النزعة



GMT 09:12 2022 الأحد ,07 آب / أغسطس

الخضرة والماء والوجه الحسن

GMT 09:08 2022 الأحد ,07 آب / أغسطس

اللبنانيّون وقد طُردوا إلى... الطبيعة!

GMT 09:04 2022 الأحد ,07 آب / أغسطس

الضوء الأخضر للإرهاب

GMT 08:57 2022 الأحد ,07 آب / أغسطس

تايوان... «أوكرانيا الصين»!

GMT 08:52 2022 الأحد ,07 آب / أغسطس

أصوات العرب: جوّال الأرض

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 19:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 19:14 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 15:38 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

انفراجات ومصالحات خلال هذا الشهر

GMT 04:11 2016 الخميس ,20 تشرين الأول / أكتوبر

تقنية جديدة تظهر النصِّ المخفي في المخطوطات القديمة
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca