احذروا (الغرق) بجميع أنواعه

الدار البيضاء اليوم  -

احذروا الغرق بجميع أنواعه

مشعل السديري
بقلم : مشعل السديري

لدى إخواننا أهل مصر جملة تهكميّة تقول: فلان يغرق بشبر ميّه، وأعترف أن هذه الجملة تنطبق بحذافيرها على شخصي الضعيف، سواء كنت في الماء أو على الأرض. وأظن أن ليس هناك أجمل من الماء سواء في البحار أو الأنهار أو حتى في المسابح، ولكن ليس هناك أيضاً أخطر منها إذا لم يأخذ الإنسان حذره منها، ويقول تعالى عن الطوفان في سورة (هود):

(وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ، قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ» – الآيتان (42 و43).

وها هي الأخبار تتناقل لنا كل شهر عشرات بل مئات الغرقى من راكبي القوارب للجوء إلى أوروبا، هرباً من الفقر والظلم الذي يعيشونه في بعض بلادهم الأفريقية، ولكنهم للأسف: (فروا من الموت وفي الموت وقعوا)، ومن الأخبار السريعة المحزنة:

لقي أب مصرعه غرقاً خلال محاولته إنقاذ ابنته من الغرق، وذلك بقرية الناصرية التابعة لمدينة العياط جنوب القاهرة.

كما أن هناك واقعة أخرى مؤسفة شهدتها محافظة القليوبية شمال مصر، إذ لقي أمين شرطة محترف من قوات الإنقاذ النهري مصرعه غرقاً أثناء البحث عن جثة في المياه.

وإليكم ذلك الصياد البرازيلي هاجمه سرب من النحل، وخوفاً من القرص قفز في النهر، فتلقته التماسيح وأغرقته وأكلته.

وهناك بعض الطرائف بالغرق، وهي من وجهة نظري لا تمت (للطرافة) بأي شكل من الأشكال، فهذا: جورج بلاجكنت (دوق) كلارنس، حكم عليه بالإعدام، فطلب أن ينفذ فيه الحكم عن طريق إغراقه في صحن كبير من النبيذ الأحمر، ونفذوا فيه الحكم كما طلب، وذهب إلى حيث ألقت.

وفي عام 1814 بعد تحطم بوابة خزان كبير من (الجعة)، وذلك الخزان كان تصنع فيه البيرة للقصر الملكي بلندن، وغرق في هذا الفيضان سبعة من العاملين.

أما أسوأ حادثة كادت تودي بحياة رجل أهبل للغرق، فقد تناقلتها كل وسائل الأخبار وشاهدتها في إحدى القنوات التلفزيونية، فذلك الأحمق من شدة إعجابه بالمغنية (صوفيا أوريستا)، صعد لها على خشبة المسرح، وانسدح بين قدميها، فما كان منها إلا أن تبول على وجهه وهو يتخبط، ولولا أن تداركوه لغرق.

أعتذر عن هذا الختام الذي لا يمت (للمسك) بأي صلة، ولكن ما باليد حيلة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

احذروا الغرق بجميع أنواعه احذروا الغرق بجميع أنواعه



GMT 09:12 2022 الأحد ,07 آب / أغسطس

الخضرة والماء والوجه الحسن

GMT 09:08 2022 الأحد ,07 آب / أغسطس

اللبنانيّون وقد طُردوا إلى... الطبيعة!

GMT 09:04 2022 الأحد ,07 آب / أغسطس

الضوء الأخضر للإرهاب

GMT 08:57 2022 الأحد ,07 آب / أغسطس

تايوان... «أوكرانيا الصين»!

GMT 08:52 2022 الأحد ,07 آب / أغسطس

أصوات العرب: جوّال الأرض

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 19:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 19:14 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 15:38 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

انفراجات ومصالحات خلال هذا الشهر

GMT 04:11 2016 الخميس ,20 تشرين الأول / أكتوبر

تقنية جديدة تظهر النصِّ المخفي في المخطوطات القديمة
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca