دنيا سمير غانم.. نجمة شباك مع إيقاف التنفيذ!

الدار البيضاء اليوم  -

دنيا سمير غانم نجمة شباك مع إيقاف التنفيذ

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي
 

بعيدًا عن المعركة التى أشعلها الحاج أحمد السبكى، أكثر منتجى السينما المصرية فى السنوات الأخيرة، نشاطًا ودأبًا، رغم أنه أكثرهم تعرضًا للانتقاد، إلا أنه دائمًا داخل الملعب.

السبكى تشكك فى الإيرادات المعلنة لفيلمه (روكى الغلابة)، واعتبر أن هناك من يحاول التقليل منها لصالح آخرين- يقصد فيلم (الشاطر).

المؤكد أن (روكى الغلابة) قفز للمركز الأول فى أول أسبوعين لعرضه، وهذا قطعا منطقى جدا، متفوقا على (الشاطر)، الذى سبقه للعرض بأسبوعين، وسوف يتراجع (روكى) بعد ذلك مع نزول الفيلم الجديد (درويش)، الذى سيحظى أيضا بأسبوعين (عسل)، محتلا المقدمة متسيدا الإيرادات، ثم يتراجع، وتلك هى لعبة (تفنيط كوتشينة) السينما التى قررها المنتجون والموزعون لعبها كل أسبوعين.

تسيطر على المشهد السينمائى نظرية (الغربال الجديد له شدة)، وبعدها يتراجع الغربال إلا من رحم ربى وهكذا الفيلم السينمائى.

فيلم (روكى) تم تفصيله على دنيا سمير غانم، وهى أحالته أيضا إلى فيلم عائلى، الإهداء إلى سمير غانم ودلال عبد العزيز يؤكد ذلك، كما أن تواجد الطفلة الموهوبة كايلا رامى رضوان، أول عنقود الجيل الثالث فى قبيلة (غانم)، يشير إلى ذلك، بالإضافة إلى إيمى سمير غانم كضيفة شرف يضع ظلالا لتأكيد الحالة العائلية.

المفارقة تنطلق مع تسكين الأدوار بداية خيط الضحك وهكذا يصبح محمد ممدوح (تايسون)، مفتول العضلات، تحت حماية دنيا سمير غانم، التى تؤهلها لياقتها البدنية لأداء هذا الدور الذى يحتاج إلى مرونة فى الأداء الحركى حتى تحظى بمصداقية.

المخرج أحمد الجندى هو الأقرب إلى دنيا فكريا منذ تعاونهما فى مسلسل (الكبير قوى) وأجاد بالفعل توظيف قدرتها على الغناء بخلق مواقف مهما شابها من افتعال، ولكنه يعتمد على رغبة الجمهور فى الاستماع أيضا إلى غناء دنيا، التى ورثت الأذن الموسيقية عن سمير غانم، فهو بعد أستاذه فؤاد المهندس لديه القدرة على الأداء الغنائى وأيضا يجيد إحالة جسده إلى جملة موسيقية تحاكى الموقف الدرامى وهو ما يتوفر بغزارة فى (جينات) دنيا.

الفيلم أمسك فى صياغة (الإفيه) الكوميدى من خلال نطق دنيا المتعثر للغة الإنجليزية ووقوعها فى أخطاء متعددة مع ثقتها المطلقة فى أن (كورس) واحدا أنجزته فى الجامعة البريطانية يكفى لكى تتباهى بقدرتها على الأداء اللغوى، ولم يجد المؤلفان ندى عزت وكريم يوسف، ومعهما المخرج أحمد الجندى الكثير ليضيفا، ما هو أكثر بعد أن وصل (الإيفيه) لمرحلة التشبع.

السيناريو يشعرنى بأنه دخل فى معركة أطلق عليها (صراع الورقة البيضاء).

أى أن المخرج والكاتب لا يجدان شيئا منطقيا ولا حتميا، يبدأ زرع شخصيات من الممكن فى لحظات التخلص منها وتفقدك أنت كمتلقى تصديقها، وهكذا مثلا أضيف قرب النهاية أحمد سعد ليقدم دويتو مع دنيا، كما أن أحمد الفيشاوى صار هو بمثابة الجاسوس الصهيونى الذى يريد إخضاع الفكرة بالذكاء الاصطناعى من أجل إحكام سيطرته على العالم.

أدى الفيشاوى الدور بقدر كبير من الجمود (حافظ مش فاهم). الشريط السينمائى كان يتعامل مع السيناريو باعتباره فى بنائه أقرب إلى (الفارس كوميدى)، إلا أنه وكأنه يطلب من جمهوره فى الربع الأخير تغيير (البوصلة) لنتعامل بجدية مع الفيلم باعتباره يحمل قضية سياسية تتصل بالصراع العربى الإسرائيلى، تحميل سياسى يخصم من الفيلم ولا يضيف إليه أى شىء.

لم يخلص أحمد الجندى لفيلمه، وبالتالى لم يتحقق، بالطبع الهدف هو تحقيق نجمة شباك، وهو بالمناسبة هدف ليس فقط مشروعا، ولكنه مطلوب، إلا أنه افتقد الأسلحة التى تجعل المستحيل ممكنا.

الجمهور المصرى طوال الألفية الثالثة لا يقطع التذكرة من أجل نجومه سوى الرجال منهم، وكل جيل النجمات اللاتى بدأن مع منى زكى- نهاية التسعينيات وحتى الآن- لم تتحققن كنجمات شباك. هناك محاولات سابقة مع ياسمين عبد العزيز، واسمها قطعا جاذب، إلا أنها لم تحدث الرقم الفارق، نجم الشباك لا يحقق فقط الرقم الأول أو الأكبر، ولكن تدشينه يأتى بعد أن يحدث فارقا، وهذا ما لم يتحقق مع كل نجمات السينما.

لا تزال دنيا سمير غانم- حتى كتابة هذه السطور- نجمة شباك مع إيقاف التنفيذ، مشروع قابل قطعا للمحاولة، لأنها كحد أدنى تضمن تحقيق هامش من النجاح الرقمى.

تتحمل دنيا منفردة البطولة مسرحيا وتليفزيونيا، فقط الأمر يحتاج فى السينما إلى إخلاص أكثر يبدأ من الورق، وينعكس على رؤية تحمل من خلال الصورة والمونتاج والموسيقى إضافة، وهذا لم يتحقق كثيرا، ربما باستثناء المطاردة التى تمت فى (الجراج).

نعم تستحق دنيا سمير غانم ما هو أفضل من ذلك، ولا بأس من محاولة قادمة أخرى!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دنيا سمير غانم نجمة شباك مع إيقاف التنفيذ دنيا سمير غانم نجمة شباك مع إيقاف التنفيذ



GMT 19:47 2025 السبت ,16 آب / أغسطس

الاثنين أو الأربعاء

GMT 19:40 2025 السبت ,16 آب / أغسطس

«إسرائيل الكبرى»: الحلم القديم الجديد

GMT 19:37 2025 السبت ,16 آب / أغسطس

2025 سنة دونالد ترمب!

GMT 19:34 2025 السبت ,16 آب / أغسطس

هل يقدر «حزب الله» على الحرب الأهلية؟

GMT 19:31 2025 السبت ,16 آب / أغسطس

أحلام ستندم إسرائيل عليها

GMT 19:28 2025 السبت ,16 آب / أغسطس

بـ «السوسيولوجيا» تحكم الشعوب

GMT 19:24 2025 السبت ,16 آب / أغسطس

المستهلك أصبح سلعة

جورجينا تثير اهتمام الجمهور بعد موافقتها على الزواج وتخطف الأنظار بأجمل إطلالاتها

الرياض - الدار البيضاء اليوم

GMT 19:04 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 19:15 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تشعر بالانسجام مع نفسك ومع محيطك المهني

GMT 12:28 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور السبت26-9-2020

GMT 23:26 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

زهير العروبي يتدرب مع فريق الوداد الرياضي

GMT 01:36 2016 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

العابدين يؤكد الانتهاء من تصوير مشاهد فيلم "عصمت أبو شنب"

GMT 17:07 2018 الثلاثاء ,31 تموز / يوليو

حافلة للنقل الحضري تدهس طفل وسط مدينة مراكش

GMT 03:32 2018 الخميس ,05 تموز / يوليو

مكياج بألوان الطبيعة يوقظ البشرة الشاحبة

GMT 13:43 2018 الخميس ,05 إبريل / نيسان

شاوشي يكشف تفاصيل شجاره مع حامل الكرات

GMT 06:34 2018 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

راغب علامة يحتفل بعيد ميلاد إبنه لؤي في أجواء عائلية

GMT 14:14 2013 الخميس ,21 شباط / فبراير

"Ryugyong" أكبر فندق مهجور في كوريا الشمالية

GMT 03:05 2016 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

"الأصالة" ينظم ندوة بشأن ظاهرة شغب الملاعب في المغرب

GMT 00:36 2018 الإثنين ,29 تشرين الأول / أكتوبر

قصة هندي عاش 23 عامًا من دون أن يعرف جنسه

GMT 02:10 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

مجموعة "كيا هيونداي" تكشف عن محركين جديدين
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
RUE MOHAMED SMIHA,
ETG 6 APPT 602,
ANG DE TOURS,
CASABLANCA,
MOROCCO.
casablanca, Casablanca, Casablanca