وثائق الرئيس وخزائن الرئيسة

الدار البيضاء اليوم  -

وثائق الرئيس وخزائن الرئيسة

سمير عطا الله
بقلم : سمير عطا الله

«الفيلم الأميركي» الذي بدأ عرضه قبل أيام، سوف يكون أكثر إثارة من كل ما تخيله الفريد هيتشكوك في فيلمه الشهير «الرجل الذي عرف أكثر مما ينبغي». فالمخرج الآن رئيس حالي، والمطارد رئيس سابق، والجمهور جميع أميركا التي تذهب إلى الانتخابات النصفية بعد 90 يوماً على وجه الضبط.

وإلا لماذا لم يكتشف الـ«إف بي آي» قبل الآن أن دونالد ترمب حمل معه من البيت الأبيض إلى بيته في فلوريدا شحنة من 20 صندوقاً من الوثائق بينها ما يتعلق بالأسلحة النووية؟ رد ترمب سريعاً بأن هذه وثائق رفع عنها الحظر. جيد. لكن مكانها ليس البيوت الخاصة. أرسل الـ«إف بي آي» بأمر مباشر من وزير العدل، فرقة من 15 شخصاً تفتش قصر ترمب الشتوي في فلوريدا.
ماذا فتش رجال الفرقة؟ فتشوا الخزائن والأدراج وثياب السيدة الأولى السابقة. هكذا حدث من قبل مع هيلاري كلينتون أثناء التحقيق مع الرئيس السابق في علاقاته ومواقعه النسائية في أروقة البيت الأبيض. لا حدود للابتذال في معارك السياسة الأميركية.
يتم كل ذلك ضمن القانون والإجراءات والمرجعية الدستورية، لكن الخاتمة تكون في النهاية على طريقة «لينسينغ» المعروفة في أميركا وحدها، أي الشنق الجماهيري وتعليق المتهم من دون محاكمة. لا شيء يمتّع الناس أكثر من مشهد الثأر.
طورد ريتشارد نيكسون بتهمة الكذب مثل فأر، وعومل بيل كلينتون مثل هر أجرب وهما في الرئاسة، أما الآن فالمطارد رئيس سابق ومواطن عادي مع أن 70 مليون أميركي صوّتوا له. والوثائق والضرائب ليست سوى الطبقة الأولى في صندوق الأسرار. والفارق الآخر أن نيكسون كان ضعيفاً لا يريد سوى العفو، وكلينتون كان ماكراً لا يريد سوى البقاء، أما دونالد ترمب فسيّاف مقاتل بلا أصول أو قواعد أو ضوابط.
مع ذلك يجب ألا يغيب عنا أن «الدولة القمعية ضده الآن وليست معه. ودفاتره كثيرة وأبراجه لها قصص وحكايات».
لكن معاملة رئيس سابق بهذه الطريقة من قبل وزارة العدل مسألة لا سابقة لها. ومظاهرات الاحتجاج التي قام بها مؤيدو ترمب تشير إلى مدى الانقسام الخطر في المجتمع الأميركي. ومنذ أسابيع أصدرت «الفيغارو» الفرنسية عدداً خاصاً أعده مراسلوها في الولايات المتحدة، تحت عنوان مقلق: هل أميركا على حافة الحرب الأهلية؟!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وثائق الرئيس وخزائن الرئيسة وثائق الرئيس وخزائن الرئيسة



GMT 05:57 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

ما حاجتنا إلى مثل هذا القانون!

GMT 05:52 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

الوحش الذي ربّته إسرائيل ينقلب عليها

GMT 13:01 2023 الإثنين ,22 أيار / مايو

منطق ويستفاليا

GMT 09:32 2023 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

"المثقف والسلطة" أو "مثقف السلطة" !!

GMT 04:57 2022 السبت ,31 كانون الأول / ديسمبر

‎"فتح الفكرة التي تحوّلت ثورة وخلقت كينونة متجدّدة"

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 19:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 19:14 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 15:38 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

انفراجات ومصالحات خلال هذا الشهر

GMT 04:11 2016 الخميس ,20 تشرين الأول / أكتوبر

تقنية جديدة تظهر النصِّ المخفي في المخطوطات القديمة

GMT 13:52 2016 الأحد ,20 آذار/ مارس

كريم طبيعي مزيل لرائحة العرق

GMT 08:47 2016 الإثنين ,11 كانون الثاني / يناير

البامية للوقاية من الأمراض المستعصية والاكتئاب
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca