عيون وآذان (سورية لم تخرج من أزمتها بعد)

الدار البيضاء اليوم  -

عيون وآذان سورية لم تخرج من أزمتها بعد

بقلم - جهاد الخازن

هل يقترب الوضع في سورية من الاستقرار بعد انتصار النظام على فصائل المعارضة بما فيها أنصار الدولة الإسلامية المزعومة («داعش») و«القاعدة» وغيرهم من الإرهابيين؟ لا أرى ذلك وإنما أرى مزيداً من الخلاف.

الوسيط الدولي في سورية ستيفان دي ميستورا أعلن أنه سيستقيل بعد أكثر من أربع سنوات من عمله وسيطاً، وسيمضي آخر شهر له في العمل مركزاً على قيام لجنة دستورية تضع لسورية دستوراً جديداً.

في أيلول (سبتمبر) الماضي أعلنت الأمم المتحدة أن اللجنة المطلوبة يمكن أن تشكل من ثلاث جماعات هي الحكومة والمعارضة وخبراء سوريون في المجتمع المدني. دي ميستورا أعلن أن الحكومة السورية اعترضت على شخصيات رشحتها الأمم المتحدة. وسيقدم تقريراً الى مجلس الأمن عن التقدم في تأسيس اللجنة قرب نهاية الشهر المقبل. الحرب الأهلية في سورية قتلت أكثر من 350 ألف مواطن وشردت ملايين.

الحرب مستمرة وروسيا زودت سورية صواريخ إس-300 المضادة للطائرات، بعد إسقاط السوريين عن طريق الخطأ طائرة «اليوشن» روسية. الكرملين كان زود النظام السوري صواريخ إس-200 الأقل تطوراً، وتسليم الصواريخ المتقدمة يعني أن روسيا ستلعب دوراً رئيساً في مستقبل سورية، من طريق وجودها السياسي والعسكري في البلاد.

سورية تحظى أيضاً بتأييد إيران وفصائل محاربة تابعة لها، إلا أن الوجود الروسي من عسكري وغير ذلك أقوى وأوضح. الصواريخ ستضعف الوجود الأميركي في سورية الذي كان أصلاً لمقاومة «القاعدة»، وهو سيعطي قوات النظام سلاحاً يجعل إسرائيل تفكر مرتين قبل ضرب أهداف داخل سورية.

الصواريخ الروسية حتماً ستثير غضب دول عربية تعارض النظام السوري، وروسيا قد تدخل في مواجهة، أكثرها سياسي، مع الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين، إلا أن النتيجة أن الدور الروسي في سورية يزداد فيما يضعف الدور الأميركي.

مطبوعة «فرونت بيدج» اليهودية الأميركية التي تؤيد الإرهاب الاسرائيلي ضد الفلسطينيين تحدثت عن منظومة الصواريخ إس-300 وقالت إن اسرائيل على استعداد لمواجهتها. لا أدري ما إذا كان هذا صحيحاً، فما أعرفه هو أن اسرائيل تقتل الفلسطينيين في بيوتهم في قطاع غزة وتستهدف صغاراً تخشى أن يكبروا ليواجهوا إرهابها ضد أهلهم. «فرونت بيدج» إسرائيلية أكثر من معظم الإسرائيليين فأدين كل مَن كتب فيها أو سيكتب.

في غضون ذلك، الأردن أعلن أن 300 من أصحاب «الخوذ البيض» في سورية سيتركون الأردن الذي فروا إليه، قاصدين الغرب. هؤلاء العاملون في إنقاذ الناس المصابين وجدوا تسهيلات إسرائيلية وغربية للوصول إلى الأردن ومن بعده دول في الغرب. أراهم يخونون القضية التي نذروا أنفسهم لخدمتها.

«القاعدة» هُزِمت في الموصل الشهر الماضي وأربيل تستضيف المعرض الثالث عشر للكتاب بمشاركة مئتي دار نشر ونحو 35 دولة. أنصار إسرائيل في الولايات المتحدة يقولون إن قيام دولة كردية في شمال العراق يفيد السياسة الأميركية في المنطقة. لا أرى أن هذه الدولة ستقوم، مع معارضة تركيا والعراق وسورية لها، إنما قد تكون هناك منطقة حكم ذاتي كردية أؤيدها لأنني أرى أن الأكراد ظُلِموا في كل بلد يستضيفهم في الشرق الأوسط.

نقلا عن الحياة اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيون وآذان سورية لم تخرج من أزمتها بعد عيون وآذان سورية لم تخرج من أزمتها بعد



GMT 15:52 2021 الثلاثاء ,16 آذار/ مارس

بايدن في البيت الأبيض

GMT 00:03 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إذا كانت إيران حريصة على السنّة…

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يطرد المدعي العام

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نَموت في المجاري ونخطىء في توزيع الجثث!

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

فى واشنطن: لا أصدقاء يوثق بهم!

GMT 04:55 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

إصابة عبد العالي المحمدي لا تدعو إلى القلق

GMT 02:01 2017 الخميس ,15 حزيران / يونيو

جميلة عوض تنتهي من تصوير دورها في "لا تطفئ الشمس"

GMT 20:36 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

رجل أمن يخنق زوجته وينام بجوار جثتها 3 أيام

GMT 09:44 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

كيلى جينر ترفع شعار "الأمومة مش سهلة"

GMT 13:51 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

قصات رالف أند روسو تعرض قصات من وحي الأميرات

GMT 03:10 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

محكمة بريطانية تفرج عن سيدة متهمة بالتطرف لرعاية أطفالها

GMT 02:11 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

9 أفلام يتنافسون على شباك التذاكر في موسم منتصف العام

GMT 09:18 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

20 درهمًا لمتابعة ديربي الشمال الأربعاء

GMT 06:27 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

ساندرا تشوي تبحث أحدث صيحات الموضة مع "جيمي تشو"
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca