ماكرون ينفذ ما عجز ترامب عنه

الدار البيضاء اليوم  -

ماكرون ينفذ ما عجز ترامب عنه

بقلم - جهاد الخازن

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بعد سبعة أشهر في الحكم، أصبح زعيماً عالمياً. دونالد ترامب ضيّع القيادة الأميركية حول العالم، والمستشارة أنغيلا مركل تعاني من خلافات سياسية معقدة في ألمانيا، في حين أن رئيسة الوزراء تيريزا ماي تركز على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

مجرم الحرب بنيامين نتانياهو أجرى مفاوضات مع الرئيس ماكرون في باريس، وهو سمع مرة أخرى معارضة فرنسا أي إجراء أحادي في القدس لأنها ستكون مقسمة بين عاصمة فلسطين وعاصمة إسرائيل. العاصمة الفلسطينية هي القدس، أما عاصمة إسرائيل فبعض الضواحي.

الرئيس ماكرون رعى اجتماعاً في الذكرى السنوية الثانية لمؤتمر المناخ وقال إن العالم بدأ يخسر معركة المناخ. هو قال أيضاً إنه لا يعتزم تقديم عملية سلام بديلة للعملية التي يريدها ترامب. فرنسا انتقدت نقل السفارة الأميركية إلى القدس بعد إعلان ترامب ذلك الأسبوع الماضي، وكررت الانتقاد في مجلس الأمن.

أرى أن ماكرون ينأى بنفسه على الطريقة اللبنانية، وهذا لا يعجب الميديا الأميركية التي تبحث عن خبر أو تخترعه إذا لم يوجد، وهكذا قرأت في هذه الميديا أن ماكرون يمارس دوراً في الشرق الأوسط بعد تراجع الولايات المتحدة.

سرني كثيراً أن يتدخل ماكرون في لبنان لصيانة البلد من انقسام داخلي أو عدوان إسرائيلي. رئيس الوزراء سعد الحريري كان استقال وهو في الرياض، ثم دعاه الرئيس الفرنسي إلى باريس، حيث أجريا محادثات لدرء الأخطار عن لبنان، وعاد عن استقالته في بيروت.

الميديا الأميركية إما جاهلة أو مملة، وهي جمعت بين الاثنين في كلام من نوع أن اعتماد لبنان اقتصادياً على المملكة العربية السعودية خطر. خطر على من؟ على إسرائيل؟ منذ كبرت ووعيت الدنيا حولي وأنا أعرف أن ألوف اللبنانيين عملوا في السعودية ونجحوا، وأن السعوديين لم ينقطعوا عن لبنان يوماً في أيام السلم الأهلي، وسيعودون إليه كما كانوا. قرأت أن الدين القومي في لبنان بلغ 144 في المئة من الإنتاج السنوي. السعودية ساعدت لبنان دائماً.

الولايات المتحدة لعبت في الماضي دوراً مهماً في لبنان، إلا أن دورها تراجع تدريجياً حتى يكاد يختفي مع وجود ترامب في البيت الأبيض. هو يدّعي الصداقة مع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر وغيرها من بلادنا. إلا أن هذه الدول دانت بأكثر العبارات صراحةً إعلانه العزم على نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس. وكانت الميديا العربية أقسى في حملاتها على ترامب وسياسته. يكفي أن ننظر إلى قرار الجامعة العربية عن نقل السفارة لندرك مدى عمق الخلاف العربي- الأميركي الحالي.

مجرم الحرب نتانياهو نصح الفلسطينيين أن يقبلوا قرار ترامب. أقول له إنه لا يعرف مدى كره إسرائيل وسياستها في كل بلد عربي. كنت في خان الخليلي مع أصدقاء ودخل أحد المتاجر سياح إسرائيليون فخرج صاحب المتجر وهو يهتف «الله أكبر» ودخل جيرانه المتجر خوفاً من أن يسرق الإسرائيليون منه شيئاً. هذا هو شعور كل مصري على رغم معاهدة السلام، كما إنه شعور كل أردني وكل عربي ومسلم في كل بلد.

الآن هناك ماكرون يحاول مساعدة لبنان ويرفض تجاوزات ترامب، ويثير بالتالي الميديا الأميركية المؤيدة لإسرائيل فقد قرأت فيها انتقادات له من نوع أنه يتحدث مع العالم إلا أنه لا يتحدث مع الفرنسيين. هذا كذب فالوضع الداخلي في فرنسا جيد جداً ما يمكن الرئيس من الاهتمام بقضايا العالم مع قضايا بلده، كما لا تستطيع مركل أو ماي أن تفعل لوجود قضايا محلية لكل منهما تتقدم على العمل الخارجي. هم يزعمون أن ماكرون تدخل لإنقاذ سعد الحريري. هذا ليس صحيحاً، والآن هناك حديث عن أن إسرائيل قد تكون تعد لاعتداء آخر على لبنان بهدف ضرب قوة حزب الله. هي حاربته ثلاث مرات في السابق ولم تنتصر عليه، وإنما انتهت حروبهما بالتعادل. الآن حزب الله أقوى كثيراً من حرب صيف 2006، وإذا هاجمت إسرائيل لبنان فستدفع ثمناً باهظاً.

أعود إلى إيمانويل ماكرون، وأؤيد اهتماماته الخارجية، خصوصاً في بلادنا وتحديداً في لبنان، فأنا أرى أنها للخير. يكفي ماكرون أنه أفضل ألف مرة من دونالد ترامب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماكرون ينفذ ما عجز ترامب عنه ماكرون ينفذ ما عجز ترامب عنه



GMT 15:52 2021 الثلاثاء ,16 آذار/ مارس

بايدن في البيت الأبيض

GMT 00:03 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إذا كانت إيران حريصة على السنّة…

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يطرد المدعي العام

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نَموت في المجاري ونخطىء في توزيع الجثث!

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

فى واشنطن: لا أصدقاء يوثق بهم!

GMT 02:43 2017 الأحد ,17 كانون الأول / ديسمبر

حسن الرداد في ضيافة "أبلة فاهيتا" في "الدوبلكس"

GMT 01:14 2014 الأربعاء ,25 حزيران / يونيو

أهمية الكمون واستخداماته وفوائده الصحية

GMT 06:10 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

"ذا فويس كيدز" يواصل مشوار النجاح واستقطاب أكبر نسبة مشاهدة

GMT 11:57 2016 الأربعاء ,12 تشرين الأول / أكتوبر

المراهقة السياسية المتأخرة‎

GMT 11:43 2016 الأربعاء ,12 تشرين الأول / أكتوبر

2262 طن خضار وفواكة ترد للسوق المركزي في الأردن

GMT 08:55 2018 الخميس ,08 شباط / فبراير

قائمة بأفخم وأفضل الفنادق في الشرق الأوسط

GMT 04:12 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

سهام جلا تعود بقوة إلى الوسط الفني خلال مجموعة أعمال

GMT 10:25 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

أطعمة خالية من السعرات الحرارية وتساعد في حرق الدهون

GMT 05:32 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

قطر تُقرر مقاطعة نجوم " روتانا " بسبب الأزمة الخليجية

GMT 13:39 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

سعر الريال السعودي مقابل درهم إماراتي الثلاثاء

GMT 09:39 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

إليسا تشارك محمد حماقي سهرة عشاء في القاهرة

GMT 12:31 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرفي على طريقة تحضير الكبة بخطوات بسيطة

GMT 21:56 2014 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

ماجد المهندس ينشر صور حفله في منتجع "مازاغان"

GMT 21:05 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

شمس الكويتية وفيفيان مراد ودومنيك حوراني نجوم حفل لاكليه

GMT 17:45 2014 الإثنين ,27 تشرين الأول / أكتوبر

"ثورة" نسائية صغيرة في تسلق قمم جبال باكستان

GMT 15:56 2013 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

الأميركية روفينيلي تمتلك أكبر مؤخرة في العالم
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca