الخيل الأصيلة وذكريات

الدار البيضاء اليوم  -

الخيل الأصيلة وذكريات

بقلم - جهاد الخازن

يشهد هذا الشهر من كل سنة مزادات الخيل الأصيلة في إنكلترا، وبما أنني هاوٍ قديم، فقد تابعتها ووجدت أن حصانَيْن في السنة الأولى من العمر، بِيعَ كل منهما بمبلغ 2.6 مليون جنيه (الجنيه القديم يُستعمَل في المزادات ويساوي نحو 1.5 جنيه مستعمل الآن)، وأن تسعة أحصنة أخرى بيع كل واحد منها بأكثر من مليون جنيه.
الحصانان الأعلى سعراً من نسل الحصان دبوي الذي يملكه الشيخ محمد بن راشد، وهو كان مجلياً في سباقات الخيل والآن اعتزل للتوليد. سلالة دبوي تُظهِر أنه يتحدر من الحصان «نورذرن دانسر»، وهذا ربما كان أعظم حصان للتوليد في تاريخ سباق الخيل على جانبي المحيط الأطلسي.
أنجح خيل السباق هو قطعاً «فرانكل» الذي يملكه الأمير خالد العبدالله آل سعود، فقد تقاعد للتوليد من دون أن يخسر سباقاً وعمره سنتان ثم ثلاث سنوات. نظرة إلى سلالة «فرانكل» تظهر أن جدّه كان الحصان «نورذرن دانسر» أيضاً. ومع أن «فرانكل» ربح نحو ثلاثة ملايين جنيه إسترليني في ميدان السباق فإن خبراء الخيل يقولون أن التوليد يعود بعشرة أضعاف أرباح السباق.
كتبت غير مرة عن الخيل الأصيلة فقد كنت أعتقد أنني خبير عربي نادر في الموضوع، ثم وجدت أن الأمير فهد بن سلمان بن عبدالعزيز وشقيقه الأمير أحمد، رحمهما الله، يهويان الخيل الأصيلة، ولهما عدد منها، وأرجح أنهما ورثا حب الخيل من عمهما الأمير خالد العبدالله الذي بدأ في سبعينات القرن الماضي.
أرجو أن يعذرني القارئ إذا سجلت في هذه الفقرة كلاماً سبق أن كتبته، فالأمير فهد فاز بالداربي الإنكليزي بحصانه «جنروس» سنة 1991، والأمير أحمد فاز بالداربي أيضاً بحصانه «أوث» سنة 1999. الأمير أحمد حقق إنجازاً غير مسبوق في تاريخ خيل السباق، فحصانه «بوينت غيفن» فاز بسباقين من ثلاثة تسمّى في الولايات المتحدة «التاج الثلاثي» سنة 2001، وعاد في السنة التالية وفاز حصانه «وور إمبلم» بسباقين من الثلاثة أحدهما «كنتكي داربي». وأزيد أن المصري الأميركي أحمد الزيات انتزع «التاج الثلاثي» بحصانه «فرعون أميركي» سنة 2015، وذلك بعد 37 سنة من فوز حصان بالسباقات الثلاثة.
كانت تربطني بالأمير فهد والأمير أحمد وأشقائهما وشقيقتهما الأميرة حصة بنت سلمان صداقة شخصية لا علاقة لها بالإمارة. وسافرت كثيراً مع الأمير فهد وأسرته وأسرتي في إجازات، وكم سعدنا يوماً أن التقينا بالأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز في شتاد. تزلجنا على الثلج، ولعبنا طاولة زهر أيضاً، وغلبني الأمير خالد فلا أزال أنتظر فرصة لمباراة الثأر. الأمير خالد عنده مزرعة الخالدية وخيله العربية الأصيلة تفوز بجوائز عبر العالم، وقد حصدت ذهبية أخرى الأسبوع الماضي.
في الحديث النبوي الصحيح: الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة، وكان هذا الكلام مرفوعاً في ميدان سباق الخيل في بيروت حيث المشاركة قصرٌ على الخيل العربية، لا الخيل الأصيلة الغربية التي تعود إلى الجمع بين خيل عربية وأخرى إنكليزية قبل ثلاثة قرون.
الأميران فهد وأحمد لم يكونا يقامران على الخيل أبداً، والأمير أحمد حثّني مرة على الرهان على حصانه «وور إمبلم» وقلت له ممازحاً أنه ربح سباقين في السنة السابقة، وأنه لن يربح مرة ثانية، فيكفي أن يشكر الأميركيين لأنهم لا يزالون يسمحون له بدخول بلدهم بعد إرهاب 11/9/2001. فوز حصانه الثاني كان مفاجأة كبيرة لي، فقد كان غير مسبوق على أساس ما أعرف عن هذه السباقات.
أتمنى للأمير خالد العبدالله وللشيخ محمد بن راشد (ولأحمد الزيات) مزيداً من النجاح في سباقات الخيل الأصيلة، ثم لا أنسى الصديقين الأمير فهد والأمير أحمد، فأسجل في النهاية أن الأمير أحمد هو الذي جمعني بالأمير خالد بن سلطان قبل 40 سنة أو نحوها، فكانت صداقة وثيقة باقية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخيل الأصيلة وذكريات الخيل الأصيلة وذكريات



GMT 15:52 2021 الثلاثاء ,16 آذار/ مارس

بايدن في البيت الأبيض

GMT 00:03 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إذا كانت إيران حريصة على السنّة…

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يطرد المدعي العام

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نَموت في المجاري ونخطىء في توزيع الجثث!

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

فى واشنطن: لا أصدقاء يوثق بهم!

GMT 20:11 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تجنب الخيبات والارتباك وحافظ على رباطة جأشك

GMT 09:26 2018 الثلاثاء ,26 حزيران / يونيو

إعادة سلحفاة نادرة إلى مياه خليج السويس بعد علاجها

GMT 01:32 2014 الأحد ,27 تموز / يوليو

طريقه عمل مفركة البطاطا

GMT 08:20 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

منزل بريطاني على طريقة حديقة حيوان يثير الإعجاب في لندن

GMT 06:11 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

أسهل طريقة لإعداد مكياج رائع لجذب الزوج

GMT 00:03 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

قرار بخصوص مشروع ملكي مغربي يُربك حسابات إلياس العماري

GMT 13:59 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

هجرة "النجوم" شرًا لا بد منه

GMT 04:24 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

السجن 10 سنوات للجهادي المرتبط بمهاجمة "مانشستر أريينا"

GMT 16:31 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

فنانة صاعدة تهدد مخرج مغربي بـ"فيديو إباحي"

GMT 10:51 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنان أمير كرارة يفاجئ المعجبين بإطلالة مختلفة تمامًا

GMT 22:31 2015 الإثنين ,09 آذار/ مارس

الأزرق والأخضر أبرز ألوان المطابخ في 2015
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca