إنجازات الحكومة الاقتصادية.. كذبة أبريل

الدار البيضاء اليوم  -

إنجازات الحكومة الاقتصادية كذبة أبريل

بقلم - أسامة الرنتيسي

ليست كذبة أبريل، ولا استخفافا بالأداء الحكومي، ففي تصريح رسمي قالت الحكومة: “أنجز الفريق الاقتصادي الحكومي المكلف بتنفيذ خطة تحفيز النمو الاقتصادي 14 مهمة مدرجة ضمن شهر آذار 2018 من أصل 18 مهمة تعهد الفريق إنجازها”.

في بعض الأدبيات يصنّفون الكذب  عدة ألوان, وقد اشتهر اليوم الأول من شهر نيسان بأنه اليوم العالمي للكذب.

أما عند بعض الأقوام “الكذب ملح الرجال”, وحتى الشعر لم يسلم من ذلك, فقديما قال العرب: “أعذب الشعر أكذبه”.

وعلى ذمة زميل سوداني يعيش في لندن, هناك مقولة مشهورة في بريطانيا والولايات المتحدة هي: كيف تعرف أن السياسي يكذب؟ الإجابة: عندما ترى شفتيه تتحركان.. وبالمناسبة فإن السياسيين مثل المنجّمين, يكذبون حتى لو صدقوا.

للكذب دور كبير في حياة صانعي السياسة في الدول الديمقراطية خاصة, وغير الديمقراطية عامة, حيث أثبتت الأبحاث أن الناخبين يتوقّعون من السياسيين أن يكذبوا عليهم, بل يطلبون منهم ذلك في بعض الأحيان, هذا وإن برّر السياسيون الكذب في حملاتهم الانتخابية لكسب أصوات الناخبين, إلا أنهم يمارسون شكلا  من ألعاب الورق التي تتطلب من اللاعب بذل المستطاع لعدم الكشف عما بحوزته من أوراق.

يقولون إن السياسي الجيد هو الذي يكذب, ويصر على الكذب حتى يصدقه الناس. ويتعلم السياسيون في علم السياسة بعض المبادئ; منها: “ليس من الخطأ أن تكذب, إنما الخطأ أن يكتشف الناس أنك تكذب”.

المواطن تعوّد أن يكون هدفا لشعارات ووعود كاذبة تدغدغ طموحاته وتواسي آلامه, برغم أنه يعرف  بالتجربة أن أكثر هذه الوعود لا تتحقق, لذا فإن الزعيم أو السياسي لا يجد غضاضة في إطلاق الوعود الطموحة, برغم علمه المسبق بعجزه عن تحقيقها, كما أن الشعوب تكذب على قادتها بشعارات “بالروح بالدم نفديك يا زعيم”, وعندما يقع الزعيم في مشكلة لا نجد من يساعده في الخروج منها.

هناك أصوات ظلامية أصابها العطب وأضاعت مشروعيتها, وفاعليات فقدت اتزانها وتعمل على تبديد أجواء البهجة, ولكن يبقى دور المتنورين في مواجهتها ومقاومة برامجها وأهدافها, لا الاعتراف بشرعيتها…

الظلاميون موجودون في كل مكان, يريدون أن يسنّوا قانونا يقطع أيدي الجائعين, قبل أن يؤمّنوا لهم رغيف الخبز.

في أماكن أخرى, قريبة وبعيدة, نزاعات على مصل داء, ومجاعات تجعل عينيك تذرفان بدل الدمع دماً عندما تشاهدانها, وقتل على الهوية, فلا تطمئن على بيتك وعيالك.

في هذا العالم أشياء كثيرة تدفع إلى الاستسلام, وبشاعة الإحباط وقسوة اليأس, ولكن يبقى دور صناّع الفرح والأمل, الذين يعشقون الحياة, ويضيئون الشموع, ويغنون بالصوت العالي “لسه الأغاني ممكنة”.

الدايم الله….

هذا المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إنجازات الحكومة الاقتصادية كذبة أبريل إنجازات الحكومة الاقتصادية كذبة أبريل



GMT 15:52 2021 الثلاثاء ,16 آذار/ مارس

بايدن في البيت الأبيض

GMT 00:03 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إذا كانت إيران حريصة على السنّة…

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يطرد المدعي العام

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نَموت في المجاري ونخطىء في توزيع الجثث!

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

فى واشنطن: لا أصدقاء يوثق بهم!

GMT 20:11 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تجنب الخيبات والارتباك وحافظ على رباطة جأشك

GMT 09:26 2018 الثلاثاء ,26 حزيران / يونيو

إعادة سلحفاة نادرة إلى مياه خليج السويس بعد علاجها

GMT 01:32 2014 الأحد ,27 تموز / يوليو

طريقه عمل مفركة البطاطا

GMT 08:20 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

منزل بريطاني على طريقة حديقة حيوان يثير الإعجاب في لندن

GMT 06:11 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

أسهل طريقة لإعداد مكياج رائع لجذب الزوج

GMT 00:03 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

قرار بخصوص مشروع ملكي مغربي يُربك حسابات إلياس العماري

GMT 13:59 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

هجرة "النجوم" شرًا لا بد منه

GMT 04:24 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

السجن 10 سنوات للجهادي المرتبط بمهاجمة "مانشستر أريينا"

GMT 16:31 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

فنانة صاعدة تهدد مخرج مغربي بـ"فيديو إباحي"

GMT 10:51 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنان أمير كرارة يفاجئ المعجبين بإطلالة مختلفة تمامًا

GMT 22:31 2015 الإثنين ,09 آذار/ مارس

الأزرق والأخضر أبرز ألوان المطابخ في 2015
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca