تكريس المحاصصة والاسترضاء في التعديل الوزاري

الدار البيضاء اليوم  -

تكريس المحاصصة والاسترضاء في التعديل الوزاري

بقلم - أسامة الرنتيسي

ما يجري تسريبه من معلومات عبر وسائل الإعلام الإلكترونية عن التعديل الوزاري المتوقع الأحد،  إن صحت الاخبار، يدعو للغثيان والبؤس والإحباط.

فسياق المعلومات أن تعديلا سادسا على الحكومة يفكر بإجرائه رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي المرهق صحيا وسياسيا، يعتمد للأسف على تكريس المحاصصة والمناطقية والاسترضاء، ولا أحد يتحدث عن معيار الكفاءة للأسماء المتوقع خروجها، ولا للأسماء المتوقع دخولها الحكومة.

ولنتحدث بالمفتوح والأسماء الصريحة والأسباب حتى تصل الفكرة كاملة.

قيل إن رئيس الوزراء يحتاج الى نائب قوي في الفترة المقبلة لأن ظروفه الصحية قد تفرض عليه غيابات طويلة، وعندما طرحت الأسماء تم التفكير بأسماء من مناطق غاضبة تحتاج الى مسكنات وتضميد، فالكرك ومعان غاضبتان، فتم التفكير بالوزراء السابقين توفيق كريشان وحسين المجالي وجمال الصرايرة، وهؤلاء أبرز الأسماء المرشحة لمنصب نائب الرئيس في التعديل المنتظر.

وقيل إن مدينة السلط غاضبة وتشهد احتجاجات يومية، فتم التفكير بأبناء السلط الدكتور رجائي المعشر  وعبدالإله الخطيب ومازن الساكت، فتمت مشاروتهم واعتذروا عن المنصب والمشاركة في الحكومة (المعشر والخطيب).

تفكير المحاصصة يطغى كثيرا على الحياة السياسية الأردنية، وعلى تشكيل أية حكومة او مجلس او لجنة، وأصبحت تقاليد الحكومة أن تضم أبناء الشمال والجنوب والوسط كما تحافظ على تمثيل الأقليات بحيث يكون هناك وزيران او ثلاثة مسيحيون، وثلاثة او أربعة من أصول فلسطينية، وفي الفترة الأخيرة أصبح التمثيل الفلسطيني يعتمد على السيدات، في استنتاج لا أجد له تفسيرا!.

ما المشكلة لو كان كل أعضاء الحكومة من مدينة الكرك وحدها او إربد او السلط او معان او عمان او الزرقاء، او من عيرا ويرقا ما دام المعيار الوحيد هو الكفاءة والقدرة على إدارة شؤون الحكومة وصعوبات المرحلة.

ما المشكلة أن يكون رئيس الوزراء مسيحيا او درزيا، شاميا أو عقباويا، من دون الالتفات الى أصوله ومنابته، فقط الالتفات الى كفاءته وسمعته ونظافته وتأريخه.

أحوالنا تغيرت كثيرا، لكن للأسف لم تتغير المعايير عندنا، ولا تزال عقلية المحاصصة تتحكم في كل حياتنا، ولا زلنا نفكر داخل العلبة ذاتها.

نريد من رئيس الوزراء ان يخرج للناس شاهرا خطابه المرتبك ويعلن الأسباب الرئيسية للتعديل، وهل هو قراره، وهل فعلا فشل الوزراء المغادرون في عملهم وفي تنفيذ مهماتهم، وهم المعوقون لنجاح أعمال الحكومة؟.

لنعترف مع ارتفاع منسوب الإحباط والقهر، فقد الأردنيون حماسهم المعهود للتغيير الحكومي، مع أنه كان الشغل الشاغل للصالونات السياسية. واختفى بشكل لافت الحماس للتعديل الوزاري.

بالمحصلة، والأهم من كل ما قيل، فإن شعارات الشارع تجاوزت الحكومة والفريق الوزاري والتعديل، إن كان سياسيا أو ترميما أو ترقيعا أو إطالة عمر ليس إلا.

الدايم الله….

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تكريس المحاصصة والاسترضاء في التعديل الوزاري تكريس المحاصصة والاسترضاء في التعديل الوزاري



GMT 15:52 2021 الثلاثاء ,16 آذار/ مارس

بايدن في البيت الأبيض

GMT 00:03 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إذا كانت إيران حريصة على السنّة…

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يطرد المدعي العام

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نَموت في المجاري ونخطىء في توزيع الجثث!

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

فى واشنطن: لا أصدقاء يوثق بهم!

GMT 20:11 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تجنب الخيبات والارتباك وحافظ على رباطة جأشك

GMT 09:26 2018 الثلاثاء ,26 حزيران / يونيو

إعادة سلحفاة نادرة إلى مياه خليج السويس بعد علاجها

GMT 01:32 2014 الأحد ,27 تموز / يوليو

طريقه عمل مفركة البطاطا

GMT 08:20 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

منزل بريطاني على طريقة حديقة حيوان يثير الإعجاب في لندن

GMT 06:11 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

أسهل طريقة لإعداد مكياج رائع لجذب الزوج

GMT 00:03 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

قرار بخصوص مشروع ملكي مغربي يُربك حسابات إلياس العماري

GMT 13:59 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

هجرة "النجوم" شرًا لا بد منه

GMT 04:24 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

السجن 10 سنوات للجهادي المرتبط بمهاجمة "مانشستر أريينا"

GMT 16:31 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

فنانة صاعدة تهدد مخرج مغربي بـ"فيديو إباحي"

GMT 10:51 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنان أمير كرارة يفاجئ المعجبين بإطلالة مختلفة تمامًا

GMT 22:31 2015 الإثنين ,09 آذار/ مارس

الأزرق والأخضر أبرز ألوان المطابخ في 2015
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca