انتهى الوقت!

الدار البيضاء اليوم  -

انتهى الوقت

بقلم : رشيد مشقاقة

مَا كَادَ الوزير يشرع في الجواب عن السؤال الشفوي، حتى أمره رئيس الجلسة بالسكوت قائلا:
ـ انتهى الوقت!
الغريب أنه طلب من السائل أن يعقب، فامتثل الرجل تلقائيا!
كانت أهمية احترام الوقت تفوق أهمية طرح السؤال أو الجواب عنه، مما أضفى على الموضوع برمته طابعا شكليا تعبديا اقتضته نصوص الدستور!
لا يخصم الرئيس من المدة الزمنية نحنحة أو كحة أو تلعثما في النطق، فالزمن كالسيف إن لم تقطعه قطعك، وقد صدق المثل، فمعظم الأسئلة أو الأجوبة بدت للمشاهد مبتورة خالية من الفائدة. قد تكون بالجواب إحصائيات دقيقة، ومعلومات ذات فائدة، لم تصل إلى علم السائل بانتهاء الوقت. لكنه يعقب بما أعده سلفا دونما حاجة إليها!
كان الرئيس حسني مبارك يطرح ما يُعَدُّ له من أسئلة أثناء زيارة المرافق العامة، وقد سأل مريضة ترقد بالمستشفى قائلا:
ـ هل أنت متزوجة؟
أجابت: لا
فأضاف الرئيس: كم لديك من الأولاد؟
ولم يختلف رجل الإحصاء عن الرئيس حسني مبارك عندما سأل عائلة تقطن في الطابق العاشر من العمارة قائلا:
ـ هل لديكم بئر؟ فالاستمارة التي بين يديه بها هذا السؤال، ومن الواجب عليه أن يطرحه على الناس، ولو كانوا يسكنون بالقمرِ!
الأهم عند السائلين أن يأتوا على ما بين أيْدِيهِمْ من استفهامات، ولا يَهُمُّهم الجواب في شيء! كما لا يهم المجيب أن يكتفي بالنحنحة ويعود لمكانه!
انتهى الوقت في ما هو جاد ونافع ومصيري، ولم ينته الوقت ولن ينتهي في ما هو تافه وضار وكمالي. يضيف حكام المباريات والمسابقات أوقات إضافية في ما هو لَهْوٌ صرف، ونحن نَقِفُ شَوْكَةً في حلق السائل والمجيب في ما يخدم مصلحة البلاد والعباد!
انتهى الوقت في المحاضرات القيمة، والبرامج العلمية ذات الفائدة، والحوارات الجادة، ولم ينته الوقت في المسابقات السَّمجَة للأطفال الكِبَار، والمسلسلات المكسيكية الأبدية، وبرامج الطبخ والرياضة وكيفية الاستحمام والاستجمام. تنام وتفيق على وصلات الإشهار ولا تجد القنوات حَرَجا ولا عائقا يحولها دون تكرار إشهار بيع الشقق الورقية عدة مرات في الثانية الواحدة!
انتهى الوقت فعلا، فليس ضروريا أن يفهم المجيب موضوع السؤال، ولا أن يفهم السائل ما قاله المجيب. هناك جرس يتحكم في التوقيت فقط. وقد انتابت وزير ذبْحةً صدرية خَصَمَ مُسَيرُ الجلسة دقائقها من زمن جَوابِ لم يَتِمْ وخاطب السائل قائلا: هل لك من تعقيب؟
وعقب النائب آلِيًا وَبسرعة جنونية على جواب لم يسمعه حتى لا ينتهي الوقت!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انتهى الوقت انتهى الوقت



GMT 04:53 2017 الأربعاء ,17 أيار / مايو

غَنِّي لِي شْوَيَّ وْخُذْ عينيَّ!

GMT 04:46 2017 الأربعاء ,10 أيار / مايو

السَّمَاوِي!

GMT 05:44 2017 الأربعاء ,03 أيار / مايو

شُفْتِنِي وَأَنَا مَيِّت!

GMT 05:01 2017 الأربعاء ,26 إبريل / نيسان

القاضي الشرفي!

GMT 04:55 2017 الأربعاء ,19 إبريل / نيسان

لاَلَّة بِيضَة!

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 19:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 19:14 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 15:38 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

انفراجات ومصالحات خلال هذا الشهر

GMT 04:11 2016 الخميس ,20 تشرين الأول / أكتوبر

تقنية جديدة تظهر النصِّ المخفي في المخطوطات القديمة
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca