إدماج المرأة الجميلة في التنمية!

الدار البيضاء اليوم  -

إدماج المرأة الجميلة في التنمية

بقلم : رشيد مشقاقة

سُئل الرئيس فرانسوا ميتران عن رئيسة الوزراء الباكستانية بنازير بوتو، فقال منبهرا:

ـ كم هي جميلة!

أما التي ادعت النبوة، فقد نسيت نفسها عندما أغراها مسيلمة الكذاب بالزواج بها، فخرجت إلى أهلها قائلة:

لا نبوة ولا يحزنون، سأتزوج من نبيكم هذا وقد أعفاكم من صلاة العصر مقابل صداقي، وأوصدت باب الخيمة دونهم واختلت بمسيلمة الكذاب.

وقد ظلت إحدى القاضيات تتمسك بزميلتها كي ترافقها إلى مكتب القاضي رئيس ديوان السيد وزير العدل زمناً، مخافة أن يكسر أطراف أصابع كفها كلما صافحها فكان إذا رآها رفقتها قال من مكانه:

ـ لاَ بَأس عليكم …. بخيغْ!

المرأة الجميلة، الفاتنة، الأثيرة، المؤثرة، والمالكة لأسرار الحسن والجمال، لا تحتاج إلى حركة نسائية من أجل المناصفة والإدماج.

تَقِف النساء حاملات الشواهد الجامعية العاطلات عن العمل بالشارع العام من كل مدن المملكة مطالبات بالشغل، ويشتغل بعضهن ممن ترق لَهُنَّ القلوب، ويطمئن إليهن البال، ويَتَصدَّرْن واجهات الإدارات العمومية والشركات، وقد يكن بدون شواهد جامعية ولا يحزنون، لكنهن دُمى الواجهة لبسط أسارير بعض المسؤولين لدى رؤيتهن، وتحظين بما لا تحظى به سواهن داخل البلد وخارجه.

في هذا البلد العجيب الغريب، يتحكم الحسن والجمال والدلال والجهل الوسيم في تصريف أشغال الإدارة بذات الطريقة التي  تزين بها الأعراس والحفلات، ويحرص بعض المتهافتين على إغراء دُمى الواجهة التي تؤثث الدواوين والكتابات الخاصة كي يتوسطن لهُمْ لدى ولي النعمة لتحقيق مكاسب وظيفية ونيل الرضا والقبول، وكانت فرائص بعض نواب وكيل العام للملك زمناً ترتعد كلما دخلت عليهن كاتبته الخاصة، وهي لا تمتلك من نعم الله عز وجل سوى وجهها الجميل وقدّها المثير، فكانت الآمرة الناهية، لكنها كانت تقدر الذين لا يولون لهذه الأصداف بالا، ولا تؤذيهم في شيء، في الوقت الذي كانت تكدس دواليب مكتبها بهدايا  الفئة الأولى.

وكان الله في العون، فهذا الجمال الآسر الفتّان، يُسيل اللعَّاب، ويحذف الحكمة والعقل، ويضرب عرض الحائط كل خطط إشراك البعض الآخر، فيقف المغلوب على أمره أمامه عاجزا حتى إذا لم يقو على إبقاء الوضع مائلا، دمّر أسرته بكاملها في سبيل نزوة عابرة. ولقد ظل بَطَل نجيب محفوظ في قصته “دنيا الله” الأديب الكبير والإذاعي اللامع، يُوَاسِي عبر برنامجه الإذاعي سيدة عانِس تعاني الغربة حتى حَظِيَ منها بموعد، فلما لمس تواضع محياها خلافا لِمَا رسَمَت مُخيلته قال لها:

ـ الدنيا حظوظ! الله معك!

نحن نجد للجميلات من النساء أعذارا لِما قد يقعن فيه من أخطاء ونضيف إلى ملفاتهن الوظيفية محسنات بديعية، نُقَدِّمهن على العاديات منهن، ونَصُدُّ الباب أمام الذميمات ولو كن حاملات أرفع الشواهد الجامعية. ومن المتهافتات من وقعن تحت إغراء بعضهم، فنسين الهدف الذي جئن من أجله والرسالة التي يحملنها.

كان الله في عون نسائنا، البعض منهن منبوذات لأسباب لا يد لهن فيها، والحسناوات ذوات الخلق العظيم يؤدين ثمن حصانتهن وعفتهن، والباقيات الطَّالحات يتربعن على كراسي المسؤولية بدل المسؤولين المعينين العازفين مع الشاعر:

قل للمليحة في الخمار الأسود

مـــاذا صـنـعــت بــزاهــد مـتـعـبـد

قـــد كـــان شـمــر لـلـصـلاة ثـيـابـه

حتى وقفت له بباب المسجد

ردي عـلـيــه صــلاتــه وصـيـامــه

لا تـقـتـلـيــه بـــحـــق ديــــــن محمد

ولله في خلقه شؤون!

المصدر : جريدة اليوم 24

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إدماج المرأة الجميلة في التنمية إدماج المرأة الجميلة في التنمية



GMT 04:53 2017 الأربعاء ,17 أيار / مايو

غَنِّي لِي شْوَيَّ وْخُذْ عينيَّ!

GMT 04:46 2017 الأربعاء ,10 أيار / مايو

السَّمَاوِي!

GMT 05:44 2017 الأربعاء ,03 أيار / مايو

شُفْتِنِي وَأَنَا مَيِّت!

GMT 05:01 2017 الأربعاء ,26 إبريل / نيسان

القاضي الشرفي!

GMT 04:55 2017 الأربعاء ,19 إبريل / نيسان

لاَلَّة بِيضَة!

GMT 11:50 2021 الثلاثاء ,26 تشرين الأول / أكتوبر

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 18:22 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس

GMT 08:12 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

أويلرز يفوز على مونتريال في دوري هوكي الجليد

GMT 05:03 2017 الأربعاء ,27 أيلول / سبتمبر

شخص ملثم أضرم النار داخل مسجد فجر الاربعاء

GMT 17:08 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

"المغرب اليوم" يكشف عن أجر "جون سينا" في" التجربة المكسيكية"

GMT 06:44 2018 الأربعاء ,26 أيلول / سبتمبر

"كالابريا" أحد كنوز إيطاليا الخفية عن أعين السائحين

GMT 01:14 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

مرتجي يؤكد استعداد الأهلي إلى "حدث تاريخي"

GMT 06:21 2018 الإثنين ,02 تموز / يوليو

أحلام تهتف باسم الملك وتُغني للراية الحمراء

GMT 20:38 2018 الأربعاء ,06 حزيران / يونيو

"شعبي نايت لايف" حفلة ضخمة للطرب في عيد الفطر
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca