وصفة أتاتورك الإسلامي

الدار البيضاء اليوم  -

وصفة أتاتورك الإسلامي

توفيق بو عشرين

من الدور الأول حسم أردوغان معركته الانتخابية حول الرئاسة، حيث حصل على أكثر من 59% من مجموع الأصوات في انتخابات مباشرة تجرى لأول مرة في تركيا لاختيار الرئيس.

 هذا معناه، أولا، أن الشعب التركي مازال يثق في زعيم حزب العدالة والتنمية، وهذا معناه، ثانيا، أن حصيلة الزعيم المسلم في أكبر بلد علماني مازالت تدافع عنه رغم أن خصومه في الداخل والخارج أصبحوا أكثر مما توقع ابن حارة أحمد باشا...

كان باستطاعة أردوغان أن يستمر في ولاية رابعة على رأس الحكومة، فلا يوجد في الدستور التركي ما يمنع ذلك، لكنه اختار احترام قانون الحزب الذي لا يسمح لأي مسؤول في العدالة والتنمية بالاستمرار في منصب المسؤولية أكثر من ثلاث ولايات، لكن، ولكي يستمر في التقدم نحو «رؤية 2023»، التي تصادف قرنا على تأسيس الجمهورية، اختار أردوغان أن يتحول إلى مقعد رئاسة الدولة، وأن يوسع صلاحيات المنصب لتشمل الإدارة الاستراتيجية للملفات الكبرى للدولة (الأمن، الدبلوماسية...).

رؤية 2023 تنص على جعل تركيا في المرتبة 10 على رأس الاقتصاد العالمي (الآن توجد أنقرة في المرتبة 14)، والعنوان الكبير لهذه الرؤية هو وضع تركيا بين الدول الكبرى باقتصاد قوي، ودبلوماسية إقليمية ودولية فاعلة، وجيش عصري، وصناعة متطورة، وقيادة متقدمة للمنطقة... إنها أهداف كبرى تحققت بفضل أهداف صغرى ومتوسطة نجح حزب العدالة والتنمية التركي في تحقيقها على مدار 12 سنة، حيث تضاعف الناتج الداخلي الخام ثلاث مرات...

«اقتصاد أفضل، مشاكل أقل»، هكذا قال لي نائب رئيس أردوغان قبل أشهر عندما التقيته في أنقرة ضمن وفد صحافي، وسألته عن سر احتفاظ حزب المصباح بهذه الشعبية.

الوصفة ليست سحرية.. الوصفة هي: مسار إصلاحي ديمقراطي متدرج لكنه فعال حسم الأمر مع «الدولة العميقة» التي كان يديرها الجيش. وصفة رأسمالية تلعب لعبة اقتصاد السوق مع رِجيم قوي لمحاربة الفساد ورعاية الفئات الهشة (التعليم والتطبيب مجانيان في تركيا). حزب محافظ لكنه ديمقراطي ويقبل بعلمانية «لينة» جرى تخفيف جرعاتها الأتاتوركية. انفتاح على أوربا والعالم العربي، ودعم المقاولات التركية التي تختار الابتكار والجرأة في البحث عن الأسواق. مشاكل أقل مع الأكراد ومع دول المحيط. زعيم قريب من الشعب، ويتحكم جيدا في الآلة الانتخابية واستراتيجية التواصل...

هذه القصة الناجحة تحتاج إلى قراءة متأنية وعميقة في العالم العربي الغارق اليوم في حروب داعش وصراعات الأنظمة الاستبدادية مع شعوبها، وموجات الخريف التي تقاوم الربيع الذي قُتل في المهد حتى لا يدخل العرب إلى العصر الحديث.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وصفة أتاتورك الإسلامي وصفة أتاتورك الإسلامي



GMT 19:47 2025 السبت ,16 آب / أغسطس

الاثنين أو الأربعاء

GMT 19:40 2025 السبت ,16 آب / أغسطس

«إسرائيل الكبرى»: الحلم القديم الجديد

GMT 19:37 2025 السبت ,16 آب / أغسطس

2025 سنة دونالد ترمب!

GMT 19:34 2025 السبت ,16 آب / أغسطس

هل يقدر «حزب الله» على الحرب الأهلية؟

GMT 19:31 2025 السبت ,16 آب / أغسطس

أحلام ستندم إسرائيل عليها

GMT 19:28 2025 السبت ,16 آب / أغسطس

بـ «السوسيولوجيا» تحكم الشعوب

GMT 19:24 2025 السبت ,16 آب / أغسطس

المستهلك أصبح سلعة

جورجينا تثير اهتمام الجمهور بعد موافقتها على الزواج وتخطف الأنظار بأجمل إطلالاتها

الرياض - الدار البيضاء اليوم

GMT 19:04 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 19:15 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تشعر بالانسجام مع نفسك ومع محيطك المهني

GMT 12:28 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور السبت26-9-2020

GMT 23:26 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

زهير العروبي يتدرب مع فريق الوداد الرياضي

GMT 01:36 2016 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

العابدين يؤكد الانتهاء من تصوير مشاهد فيلم "عصمت أبو شنب"

GMT 17:07 2018 الثلاثاء ,31 تموز / يوليو

حافلة للنقل الحضري تدهس طفل وسط مدينة مراكش

GMT 03:32 2018 الخميس ,05 تموز / يوليو

مكياج بألوان الطبيعة يوقظ البشرة الشاحبة

GMT 13:43 2018 الخميس ,05 إبريل / نيسان

شاوشي يكشف تفاصيل شجاره مع حامل الكرات

GMT 06:34 2018 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

راغب علامة يحتفل بعيد ميلاد إبنه لؤي في أجواء عائلية

GMT 14:14 2013 الخميس ,21 شباط / فبراير

"Ryugyong" أكبر فندق مهجور في كوريا الشمالية

GMT 03:05 2016 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

"الأصالة" ينظم ندوة بشأن ظاهرة شغب الملاعب في المغرب
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
RUE MOHAMED SMIHA,
ETG 6 APPT 602,
ANG DE TOURS,
CASABLANCA,
MOROCCO.
casablanca, Casablanca, Casablanca