أطفالٌ بنيرانٍ صديقة

الدار البيضاء اليوم  -

أطفالٌ بنيرانٍ صديقة

بقلم : عبلة وشاح

ليس هناك أدنى شك؛ أن الحروب والأزمات السياسية يذهب ضحيتها عددٌ من الاطفال. وليس هناك أدنى شك كذلك، بأن الوجع المقيم لهؤلاء الاطفال لايمكن محوه ونسيانه وغفرانه. فقد اصابت شظايا الحرب قلوب الأطفال. لكن هنالك أطفال كذلك تحت نيران اخرى وقد تكون نيراناً صديقه؛ فالمجتمعات بوعائها الثقافي المملوء أعرافاً وتقاليد وعادات واعتقادات وسلوكيات، ليست بمجملها سليمة وصحيحة، فالمنزل الاول للطفل هو الاسرة، والاسرة هي صنيع الزواج، وتفاصيل الزواج هي صنيع المجتمع في الغالب العام، حتى وإن كان في جوهره تطبيقاً لتعليمات الدين، لكنه يبقى في تفاصيل كثيرة من نتاج المجتمع.

 يأتي الطفل للاسرة وقد تكون تلك الاسرة واقطابها من الاب والام في أحسن حال وفي أحسن مزاج لينشأ في مزاج تربوي معتدل بعيداً عن كل التجاذبات. وقد يكون العكس؛ فقد يولد طفل لاسرة مثقلة بهموم الديون لتكاليف زواج باهظة امتد اثرها الى الطفل الثالث والرابع، وقد يأتي طفل ليس لأبويه عليه سلطة في التنشئة؛ فقد يتدخل الاجداد والجيران والمجتمع بتنشئته وقد ينفرد احد الابوين بذلك، وقد يأتي طفل لأبوين يجهلان الهدف الاسمى للزواج ولروح العملية التشاركية بينهما؛ فتتداخل الادوار وتختلط، وقد يولد طفل لاسرة توارى معيلها فتولت اعالتهم أماً حُرمت فرص الحياة من علم وعمل لأن ليس لها اولوية في اسرتها الأصل كما الذكور.

وقد يولد طفل نشب خلاف بين أبويه لان اسمه من اختيار أهل الزوج أو أهل الزوجة . وقد يأتي اطفال كثيرون يعانون من اشكال عدة غير تلك من فنون الظلم الواقع على عقولهم وقلوبهم وحياتهم ومستقبلهم، فضلاً عن ضحايا الاطفال من حالات الطلاق فحدث ولا حرج. كل هذا وما زال الطفل يتلظى بنيران المجتمع الصديقه وثقافاته وعاداته واعتقاداته، فأين نحن من النشئ الجديد المقبل؟ علينا ليس فقط ان نفكر بصوت عالٍ؛ بل علينا ان نصرخ بوجه كل هذا. وعلينا اعادة انتاج الوعي العام للمجتمع؛ فالطفل أمانة ثقيلة برغم جمال وجوده وضرورته، وهو ليس كما يقال ان الطفل هو من تشكيل الاسرة؛ بل أن توليفته هي خليط من الاسرة والمجتمع.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أطفالٌ بنيرانٍ صديقة أطفالٌ بنيرانٍ صديقة



جورجينا تثير اهتمام الجمهور بعد موافقتها على الزواج وتخطف الأنظار بأجمل إطلالاتها

الرياض - الدار البيضاء اليوم

GMT 18:46 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تكون مشرقاً وتساعد الحظوظ لطرح الأفكار

GMT 08:18 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج القوس الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:52 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

أحدث أغاني لـ" إيلي جولدينج" بعد فترة غياب طويلة

GMT 06:23 2012 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

ابتعد عن الدواء لعلاج القلق

GMT 18:31 2016 الجمعة ,22 كانون الثاني / يناير

المغرب الفاسي يتعاقد مع الحارس يحيى الفيلالي

GMT 07:38 2014 الإثنين ,06 تشرين الأول / أكتوبر

تسريحات أنيقة تزيد المرأة جمالا وتمنحها إطلالة راقية

GMT 08:05 2021 الإثنين ,04 كانون الثاني / يناير

وفاة مغني نشيد ليفربول "لن تسير وحدك أبدًا"

GMT 19:43 2019 الإثنين ,07 كانون الثاني / يناير

تطورات مُثيرة في قضية "ماء العينين"‎

GMT 02:33 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرَّف على حفلات رأس السنة لمُطربي الوطن العربي
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
RUE MOHAMED SMIHA,
ETG 6 APPT 602,
ANG DE TOURS,
CASABLANCA,
MOROCCO.
casablanca, Casablanca, Casablanca