العنف ضد الأطفال ذوي الإعاقة في المجتمع المحلي (خارج الأسرة والمؤسسات وأماكن العمل)

الدار البيضاء اليوم  -

العنف ضد الأطفال ذوي الإعاقة في المجتمع المحلي خارج الأسرة والمؤسسات وأماكن العمل

بقلم : الدكتور هاني جهشان

يعاني الأطفال في المجتمع المحلي من العنف أيضا بسبب الوصمة الاجتماعية وثقافة التمييز ضدهم، حيث يشكلون هدفًا سهلا لمرتكبي الإيذاء الجسدي والاستغلال الجنسي، ويُفاقم الوضع سوءً طبيعة الإعاقة الجسدية والنفسية التي يعانون منها والبيئة المجتمعية التي قد توفر بالعادة الحماية للأطفال العاديين وليست متسقة مع حاجات الأطفال ذوي الإعاقة وغير صديقة لهم ووتمثل أوجه التمييز في:
1-النبذ الاجتماعي للطفل المعاق يتمثل بالوصمة الإجتماعية:
وهو يؤدي إلى عزله عن المجتمع المحلي بسبب الخوف من أن يتسبّب بالأذى لأطفال آخرين، وبسبب المعتقدات السائدة من أن هؤلاء الأطفال ذوي الإعاقة ليس لهم قيمة اجتماعية وبالتالي هم عرضة لأشكال العنف كافة. ويكون العنف ضدهم بالمجتمع المحلي من قبل البالغين أو من قبل الأطفال المراهقين غير المعاقين، أو من قبل جماعات في الأحياء أو من قبل عصابات. وعندما يحدث العنف ضد الأطفال ذوي الإعاقة بالمجتمع فإنه لا يتدخل أحد لحماية هؤلاء الأطفال، وقد يعتبرون أن معاناة هؤلاء الأطفال شيء طبيعي وقد يكون ممتعاً ومسلياً لهم.
2- سهولة تحوُّل الأطفال ذوي الإعاقة لضحايا
 
 بسبب ضعفهم الجسدي الناتج عن الإعاقة وعدم قدرتهم على الهرب، وفاقدي السمع والنطق يكونوا غير قادرين عن التعبير عن المخاطر المحيطة بهم، وكفيفي البصر يعجزون عن وصف الشخص الذي قام بالإعتداء عليهم جنسيا، والأطفال ذوي الإعاقات العقلية والنفسية يجدون صعوبة في التعبير عن طبيعة الاعتداء الذي تعرضوا له.
 
3- حاجة الأطفال ذوي الإعاقة لتعلّق نفسي بأي شخص، وبالتالي قد يتم استغلالهم جنسياً أو جسدياً بسبب هذه الحاجة.
4-تراخي الشرطة والحكومة بشكل عام في حماية الأطفال يؤدي إلى نقص وصولهم الى القضاء، يتعاضد ذلك مع نقص الدعم من الأسرة ومن مؤسسات المجتمع المدني وعدم توفر الخدمات المتخصصة بالتحقيق معهم وتوفير الحماية لهم.
5-غياب المعرفة والمهارة بالتعامل مع الأطفال ذوي الإعاقة في النظام الشرطي والقضائي.
6- تتعرض الطفلات ذوي الإعاقة للاغتصاب وللعنف الجنسي عموماً بنسبة مرتفعة من قبل غرباء.
7 - الممارسات التقليدية الضارة ضد ذوي الإعاقة، من مثل العلاج التقليدي أو البديل بدون مرجعية علمية تشكل خطرا إضافيا عليهم، وهذه الممارسات تحدث بسبب ثقافة ارتباط الإعاقة بالسحر والشعوذة.
 
الإجراءات الطبية بدون دواعي طبية أو الضارة من مثل العلاج بالصدمة الكهربائية، العقاقير المنومة للسيطرة على الطفل المعاق، استئصال الأرحام لمنع الحمل.
 
العنف ضد الأطفال ذوي الإعاقة في أماكن عمل الأطفال:
بسبب عدم تلقي الأطفال ذوي الإعاقات التعليم بشكل منهجي مستمر، وتبعا لطبيعة إعاقتهم قد يلتحقون بالعمل مبكرا بوظائف وضيعة وفي بيئات سيئة دون تدريب مهني، ويصنّف ذلك تحت مفهوم أسوـ أشكال عمالة الأطفال، ومن الصعب رصده لأن العمل يكون في الأماكن غير المرخصة رسميا. وأثناء العمل تشكل الإعاقة سببا رئيسا لتعرُّضهم للعنف ففاقدي السمع لا يستجيبون للأوامر وبناء عليه يتعرضون للضرب والشتم، وبسبب صعوبة العثور على عمل لذوي الإعاقات فإن احتمال تركهم أو استقالتهم من العمل هو احتمال ضئيل حتى لو تعرضوا للعنف والإهمال، وعليه أيضا فهم نادرا ما يطلبون المساعدة عقب تعرضهم للعنف وتتمثّل أهم مجالات عملهم في:
1عمل الأطفال ذوي الإعاقات في التسوُّل: وهي أكثر أماكن العمل شيوعا لهم، بوضعهم في الشارع للتسوُّل دعما لأسرهم، وبعضهم يتم بيعه من قبل أسرته لأخرين في جماعات منظمة تمتهن التسول وفي كلتا الحالتين فإن هؤلاء الأطفال عرضة للعنف لإبقائهم في الشارع من قَبل من يستخدمهم، وأثناء وجودهم بالشارع هم عرضة للعنف أيضا من قبل عامة الناس كونهم فريسة سهلة لأشكال الاستغلال كافة. وقد يتعرض الأطفال ذوي الإعاقات للعنف والتعذيب بهدف إظهارهم بشكل يثير الشفقة واستحقاق العطف من عامة الناس. وقد يتم تشويه الأطفال غير المعاقين وإحداث إعاقة بهم لنفس هذه السبب، أو أحداث تشويه في الطفل المعاق لإثارة مزيدا من الشفقة في مشاهديه.
 
2- عمل الأطفال ذوي الإعاقات في الدعارة: فالفقر والجهل قد يدفع بالأطفال ذوي الإعاقة للعمل في الدعارة كونهم فريسة سهلة وغير قادرين على الرفض أو المقاومة، وبخاصة الفتيات الصم وفاقدي النطق. ونسبة انخراط الفتيات اللواتي يعانين من الإعاقات في النمو أو الإعاقات العاطفية بالدعارة هي ستة أضعاف مقارنة مع مثيلاتهن غير المعاقات. وينطبق هذا أيضا على الفتيات في المصحات النفسية، والفتيات اللواتي يعانين من إعاقات نفسية في المؤسسات الاجتماعية المختصة برعاية الفتيات في نزاع مع القانون فهن أيضاً معرضات أكثر من غيرهن لامتهان الدعارة.
3- المصانع والمزارع : وهي أسوأ أنواع عمالة الأطفال فهي  تؤدي إلى تحوُل الأطفال غير المعاقين إلى أطفال معاقين. بسبب تعرُّضهم لحوادث شديدة، أو تعرضهم لمواد كيماوية خطرة، وعقب حصول الإعاقة تزداد مخاطر تعرُّض الطفل للعنف بأشكاله كافة.
 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العنف ضد الأطفال ذوي الإعاقة في المجتمع المحلي خارج الأسرة والمؤسسات وأماكن العمل العنف ضد الأطفال ذوي الإعاقة في المجتمع المحلي خارج الأسرة والمؤسسات وأماكن العمل



GMT 13:55 2017 الثلاثاء ,25 إبريل / نيسان

التلعثم

GMT 19:27 2016 السبت ,21 أيار / مايو

التبول اللإرادي سببه نفسي

GMT 14:21 2016 الخميس ,05 أيار / مايو

التربية الجنسية للأطفال

GMT 17:50 2015 الجمعة ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

فتاة اعتادت إخفاء وحمة على وجوهها تقرر التخلص من المكياج

GMT 19:00 2015 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار ومواصفات مازدا CX5 2016 في المغرب

GMT 11:23 2016 الثلاثاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

بوكوفا تثني على جهود الملك المغربي في إنجاح فعاليات "كوب 22"

GMT 06:35 2017 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

أجمل 8 مطاعم حول العالم أحدها في دولة عربية

GMT 08:45 2015 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار سيارة مرسيدس -بنز GL 500 في المغرب

GMT 18:09 2017 الجمعة ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلاق النار على مواطن مغربي في معبر سبتة

GMT 22:03 2016 الأحد ,30 تشرين الأول / أكتوبر

رضوان النوينو مستثمر سياحي يفوز بمقعد برلماني

GMT 02:14 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

سلطنة عمان تحتفل بعيدها الوطني في العاصمة الرباط

GMT 15:56 2016 الجمعة ,16 أيلول / سبتمبر

في حب أحلام شلبي

GMT 00:49 2016 الإثنين ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

نغم منير تطلق تصميمات غير تقليدية من "الكيمونو"
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca