نعاودوها ثاني"...

الدار البيضاء اليوم  -

نعاودوها ثاني

بقلم - يونس الخراشي

بقدر ما يحتاج المنتخب الوطني إلى جمهوره كي يزداد قتالية ورغبة في الفوز والظفر بالألقاب، بقدر ما يحتاجه الجمهور إلى جانبه ليحبه، ويزداد به تعلقا، ويستفيد من الأضواء المسلطة عليه، كي يجد له مكانا في الملعب الكبير، الذي هو الحياة الكريمة.

فأن "تحمل" المنتخب إلى دولة أجنبية ليجري معسكرا إعداديا مغلقا أمر جيد، ولكن الأجود منه أن تذهب به إلى مدينة من مدن المغرب، حتى يكون رهن الجماهير التي تحبه، وحتى يساعد في تنمية بلده، اقتصاديا، واجتماعيا أيضا؛ بما يضفيه حضوره في مكان ما على تلك المدينة من رغبة في تقديم نفسها للغير بأنها تحب بلدها، وتعلن ذلك من خلال حبها منتخبنا الوطني.

قلنا مرارا، ولا بأس من التكرار.
فحين تذهب بالمنتخب الوطني إلى مدينة مغربية ما، كي يجري معسكرا تدريبيا، يعني أنك تقربه من جمهوره، وتجعل لاعبيه يحسون بوطنيتهم أكثر، وهم يلمسون، بأيديهم، وقلوبهم، وجوارحهم، كل يوم، وعن كثب، حب مواطنيهم، مما يزيدهم توقا إلى حمل القميص الوطني، ورغبة في الفوز، وتعطشا لتمثيل البلد مجددا، وفي مناسبات كثيرة.

ليس هذا وحسب، فأنت حين تذهب بالمنتخب الوطني إلى مدينة مغربية ما، ربما تكون من "المغرب غير المنتفع"؛ وليس "غير النافع" كما يشاع، تسهم بذلك في تنميتها، أو على الأقل مساعدتها، بشكل من الأشكال، على تنمية نفسها، بأن تضع اسمها في مقدمة الحدث اليومي عند الناس (google مثلا)، وتروج لها بينهم، فضلا عن ضخ بعض المال في خزينتها، ووسمها بأنها شهدت، في يوم ما من الزمن، معسكرا للمنتخب الوطني، ما يجعلها تدخل التاريخ.

ليس صحيحا بالمرة أن السفر بالمنتخب الوطني إلى دولة أخرى، كي يجري معسكره الإعدادي هناك، يعد "تهريبا له" من شيء ما، لربما يكون هو "التشويش"، غير أن الناس قد لا تفهم بالضرورة أن هناك غايات أخرى، غير رياضية، هي التي تقف وراء هذا النوع من المعسكرات، سيما أن الأمر لا يتعلق بدولة إفريقية، تشبه في طقسها؛ بحرارته، ورطوبته، ومناخه العام؛ الثقافي والمجتمعي، تلك التي ستجري فيها نهائيات كأس إفريقيا لكرة القدم المقبلة.

إن الذين يرون في المنتخب الوطني وسيلة من الوسائل الناجعة لتقوية اللحمة المجتمعية في المغرب محقون جدا، غير أنهم يستعملون، مع كامل الأسف، هذه الوسيلة بطرق قد تجعلها غير مجدية في نهاية المطاف، بل ربما قد تؤدي إلى عكس ما يصبون إليه، فيصبح "أسود الأطلس" شيئا لا يُلتفت إليه، أو يُلتفت إليه بصعوبة، وبعد مغالبة كبيرة.

يا سادة يا كرام، في جامعة الكرة: المنتخب الوطني ملك لكل مغربي أيا كان، ومن حقه عليكم أن تجعلوه رهن إشارته، سواء في المعسكرات، أو في المباريات، بالتساوي، ودون أي انحياز، اللهم إلى الذين هم في حاجة إلى المزيد من الانتباه، حتى يصبحوا على قدر معين من التوازي في مستوى العيش مع غيرهم من أبناء الوطن الواحد.
فرجاء انتبهوا إلى هذا الأمر، إنه مهم جدا، أما أن تنشغلوا بمن قال لهذا الصحافي تلك المعطيات، وتبحثوا في "خصوصياته" حتى تظنوا أنكم وجدتم من قال له، ثم تفرحوا بذلك، وتنطلقوا في بحث جديد، فذلك، لعمري، هو الخسران المبين.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نعاودوها ثاني نعاودوها ثاني



GMT 22:25 2019 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

منتخب وحيد

GMT 12:15 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

التكناوتي.. طعم الجامعة الذي ابتلعه عموتة!!

GMT 15:31 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

دفاعا عن الحق !

GMT 14:38 2019 الثلاثاء ,13 آب / أغسطس

التحقيق الذي...

GMT 17:05 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

الرأي الآخر ليس هو الاتجاه المعاكس .

GMT 04:55 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

إصابة عبد العالي المحمدي لا تدعو إلى القلق

GMT 02:01 2017 الخميس ,15 حزيران / يونيو

جميلة عوض تنتهي من تصوير دورها في "لا تطفئ الشمس"

GMT 20:36 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

رجل أمن يخنق زوجته وينام بجوار جثتها 3 أيام

GMT 09:44 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

كيلى جينر ترفع شعار "الأمومة مش سهلة"

GMT 13:51 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

قصات رالف أند روسو تعرض قصات من وحي الأميرات

GMT 03:10 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

محكمة بريطانية تفرج عن سيدة متهمة بالتطرف لرعاية أطفالها

GMT 02:11 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

9 أفلام يتنافسون على شباك التذاكر في موسم منتصف العام

GMT 09:18 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

20 درهمًا لمتابعة ديربي الشمال الأربعاء

GMT 06:27 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

ساندرا تشوي تبحث أحدث صيحات الموضة مع "جيمي تشو"

GMT 19:31 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشف سيرة حياة محبوبة الجماهير الراحلة شادية الخاصة

GMT 22:16 2015 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

الممثلة التونسية سهير بن عمارة تختتم أيام قرطاج المسرحية
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca