من حقهم ولكن !

الدار البيضاء اليوم  -

من حقهم ولكن

بقلم: المهدي حداد

في ظل الهجرة شبه الجماعية للمحترفين المغاربة صوب البطولة السعودية هذا الموسم، وغزو الأسود لرمال الخليج بغثة وبكثافة عددية مهمة، تتباين الآراء وتختلف الرؤى حول قرارات ثوابت الفريق الوطني الفجائية، مع تسجيل نقذ لاذع وسخط عارم من أغلبية المتتبعين، مقابل تقبل الأقلية لهذا السفر الكروي، في حين تلتزم فئة معدودة الحياد وتحاول تفهم الأمر دون تطبيل أو توجيه لسهام النقذ.
 شخصيا أنا مع هذه الفئة التي تتجنب الدخول في سجال عقيم لعدة أسباب أراها منطقية، أولا أن قرار إحتراف هؤلاء الأسود في الخليج وتحديدا السعودية قرار شخصي ناضج ومسؤول يدعو للإحترام، وثانيا أن سنهم يشفع لهم بالتوجه إلى الأمكنة التي يرونها مناسبة لعمرهم الكروي بعد تجاوز عتبة الثلاثين بالقليل أو الكثير، وثالثا رغبتهم في تأمين مستقبل حياتهم وحياة أبنائهم وعائلاتهم، ومن حقهم هذا ولا يحق لأحد أن ينتقذهم، كونهم ببساطة باتوا يفكرون في مصلحتهم الشخصية قبل كل شيء، بعدما ضحوا لسنوات عديدة من أجل تحقيق العديد من الأشياء في مقدمتها خدمة الوطن والفريق الوطني.

المال بمثابة مغناطيس يجذب إليه المرء مهما علا أو دنا شأنه، وطبيعة الإنسان أن يميل لتحسين ظروف عيشه والبحث عن الرفاهية والإستقرار والغنى، والعامل والأجير يغير عمله ويذهب لمن يدفع أكثر، وهذا حال كرة القدم واللاعبين والمدربين وجميع المتدخلين في هذه اللعبة التي صارت لا تتحدث سوى لغة البذخ والأموال المحرّضة على الجنون.
 قمة الأنانية منّا كصحافيين أو مناصرين أو مسؤولين أن نعاتب لاعبا يبلغ 32 عاما إختار النزول من خشبة عصبة الأبطال والبطولات الأوروبية، ليطلب اللجوء بأحد الأندية السعودية والإماراتية والقطرية، وأعلى درجات النرجسية أن ندعوه للبقاء في القارة العجوز لكي يحافظ على مستواه وبالتالي يبقى سخيا ومعطاءا مع الفريق الوطني، وكأننا لا نملك غيره، ولا نتوفر على لاعبين وشباب، وكأن الساحة ستفرغ والأسود سيموتون برحيله أو نزول أدائه.

 العيب ليس أن يذهب الأحمدي، داكوسطا، أمرابط، بوصوفة، بوطيب وحتى بلهندة إلى الخليج أو مصر، وإنما العيب في البكاء عليهم وعدم تجهيز الخلف الذي يحل بديلا عنهم داخل العرين، ومطالبتهم بالتعمير طويلا كفرسان للوطن، في صورة مقيتة تهدم الأمل لدى الناشئين وتعدم الأحلام عند الأشبال الذين لا يقلون موهبة وطموحا عنهم، إن لم يكونوا أفضل منهم في بعض الصفات والمميزات.

 بعض أسود رونار شاخوا ومن حقهم أن يفكروا الآن في المال فقط بعدما دقوا ناقوس الإعتزال، وإن كان من عِتاب صائب ونقذ منطقي يمكن توجيهه، فهو الذي يجب أن يكون بحق الشباب الذين يطيرون شرقا في مقتبل العمر وأوج العطاء، ويفضلون إغناء الرصيد مبكرا وحرق المراحل، بحجة أن الفرص المتاحة قليلة ويُمنع إهدارها، تاركين الأسود والمشوار والألقاب والشهرة لمن يسعى إليها، والأمثلة عديدة بداية بجواد الزاييري وسفيان العلودي وصولا إلى عبد العزيز برادة ومحسن متولي...
 جيل بوصوفة والأحمدي إنتهى كرويا مع نهاية كأس العالم بروسيا، ولو ساعدتهم أجسادهم وإستثمروا ما تبقى في الخزان البدني ليتركوا آخر بصمة مع الفريق الوطني بكان 2019 بمصر، سيكون أفضل ختام لهم على مستوى المسار الدولي، فحضورهم المؤكد بتزكية وعاطفة من رونار قد يخدم الأسود بالتجربة والخبرة والروح القيادية، أما من ناحية الطراوة ومقارعة ديناصورات إفريقيا، فلا أعتقد أنهم سيقدرون على التوقيع على سلسلة من اللقاءات المتتالية بنفس الصورة والقوة، وأتمنى أن يكذب أحدهم تكهني بعد حوالي 6 أشهر.
 الإحتراف في الخليج بعد الثلاثين شيء محبذ ومنطقي وواجب لأولئك الذين يبحثون عن مضاعفة الرصيد المالي وتأمين المستقبل، أما من يفعل ذلك في ريعان الشباب فهو إختيار للمال فقط وعجز عن الإحتراف وتثبيت الذات في أوروبا، وتبقى الحرية لكل لاعب في إختيار طريقه وبلوغ أهدافه الشخصية، لكن الفريق الوطني ملك عمومي للشعب، والشعب يريد من يقدم الإضافة من شباب ومخضرمين، ويرفض أن تُغيّر المبادئ عطفا على من إختاروا المال قبل الكرة بفِكر المتقاعدين. 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من حقهم ولكن من حقهم ولكن



GMT 10:25 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

الدفاع في الريادة

GMT 10:22 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

"وشكون عرف؟"..

GMT 15:07 2019 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

"كلمة حق"..

GMT 13:45 2019 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

منتخبات مجنونة

جورجينا تثير اهتمام الجمهور بعد موافقتها على الزواج وتخطف الأنظار بأجمل إطلالاتها

الرياض - الدار البيضاء اليوم

GMT 18:19 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 18:22 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس

GMT 19:18 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 18:00 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تبحث أمراً مالياً وتركز على بعض الاستثمارات

GMT 12:52 2013 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

هل الدكتور دكتور والمهندس بالفعل مهندس؟

GMT 00:29 2017 الخميس ,26 تشرين الأول / أكتوبر

مشاحنات في جنازة سعيد بونعيلات بين عائلته ورفاقه

GMT 20:49 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 05:23 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

موديلات فساتين للمحجبات من أسبوع الموضة في نيويورك

GMT 22:09 2015 الثلاثاء ,17 شباط / فبراير

افتتاح فرع جديد من "المطعم البلدي" في مراكش

GMT 02:51 2015 الخميس ,08 تشرين الأول / أكتوبر

شاب هندي يعاني من مرض الشيخوخة المبكرة

GMT 23:51 2021 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

تفاصيل "اجتماع الأزمة" بين أبرشان ولاعبي اتحاد طنجة

GMT 20:35 2018 الجمعة ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

تطورات جديدة في قضية لطيفة رأفت ضد رئيس الوزراء المغربي

GMT 09:16 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

بلاك شاينا أنيقة خلال توزيع جوائز "BET Hip Hop"

GMT 08:03 2018 الإثنين ,14 أيار / مايو

طرق وخطوات تطبيق "الأيلاينر الأومبري"

GMT 17:15 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

تدريبات خاصة ليوسف القديوي لاستعادة لياقته البدنية

GMT 22:47 2016 الجمعة ,18 آذار/ مارس

حلم كأس العالم يعود يا إماراتيون

GMT 17:10 2015 الثلاثاء ,20 تشرين الأول / أكتوبر

فجر السعيد تضع حدا للخلاف مع الفنانة الإماراتية أحلام

GMT 03:22 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إلهام البورقادي وصيفة لبطلة العالم في الكيك بوكسينغ

GMT 00:45 2017 الأحد ,24 أيلول / سبتمبر

ياسر المصري يوضح أن شخصية الزعيم ثرية جدا
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
RUE MOHAMED SMIHA,
ETG 6 APPT 602,
ANG DE TOURS,
CASABLANCA,
MOROCCO.
casablanca, Casablanca, Casablanca