جعلوا من الديربي جرثومة

الدار البيضاء اليوم  -

جعلوا من الديربي جرثومة

بقلم: منعم بلمقدم

وكأنه سلعة مهربة أو «كونطربوند» يصادر من إدارة الجمارك، بعد أن يعلن في حقها تفتيش طارئ وهي على خطوط الحدود، هكذا تراءى الديربي الإستعراضي المفترض إجراؤه بالإمارات للجمهور المغربي، أو هكذا سوقوه لغاية الأسف والسبب هو أن الخروج من الخيمة كان مائلا من الأول.

 بل صار هذا الديربي مثل كرة لهب يتقاذفها الجميع، أو حتى جرثومة بها أعراض الجذري والطاعون الذي يتملص ويلقي به كل واحد للطرف الثاني.

. والسبب الذي يبطل العجب هو أن رواد «العنعنة» الذين ينقلون الأخبار بصيغة «عن مصدرنا» ممن تواجدوا في عين المكان، نسبوا لرئيس الجامعة ما لم يقم به ووقعوا نيابة عنه بروتوكول الديربي الذي كان في حل منه.
 إسبانيا المحترفة قدمت خارطة طريق لتنظيم مباريات إستعراضية من هذا النوع، من خلال ما قاله رئيس جامعتها رويبيلاس لوكالة الأنباء الإسبانية من كونه يدرس نقل مقترح للقجع يروم خوض مباراة سوبر مغربية إسبانية، بين حامل الدرع هنا والليغا في الضفة الأخرى.
 رويبيسلاس يحترم إعلام بلاده باسم التعددية والتشاركية، ورمى بورقة المقترح لباقي الصحف الإسبانية وحتى لنظيره المغربي ولم ينم ويستيقظ لنجده بالرباط يحمل معه وثيقة التوقيع .
 ما قام به رويبيلاس هو عين العقل،لأنه بهذه الخطوة يكون قد رمى بهذه الفقاعة ليلامس من خلالها حجم التفاعل معه ويقوم بما يشبه استبيانا أواستفتاء للمبادرة قبل تفعيلها، إن لمس تجاوبا معها واصل وإن استشعر فتورا إكتفى بأجر المجتهد.
الوضع مختلف في حكاية الديربي الإستعراضي بأبو ظبي، وبدا الأمر وكأنه  تهريب لمنتوج أخطر به المقربون ودائرة ضيقة فقط من صاحب الفكرة، ومعهما رئيسا الناديين اللذان لن نصدق رواية أي منهما حين يتحدثان عن كونهما تواجدا تلك الجمعة في منصة التوقيع بشكل مفاجئ بعدما تلقىا دعوة لحضور نهائي كأس آسيا.
 كان سيكون من الحكمة لو جرى الترويج لهذا الديربي بفترة هنا بالمغرب، كان سيكون عين العقل لو سرب المسربون حكاية هذا الديربي الإستعراضي، وكل ذلك حتى لا ينقلب السحر على الساحر ويلمسوا ردة فعل جماهير الوداد وخاصة الرجاء، وكي لا يتورطوا في مستنقع الحرج الذي انتهت إليه القصة..
لا أشكك ولو لذرة واحدة في رواية لقجع أنه لم يوقع بروتوكول الديربي، ولو أن الفطنة والشكليات كانت تفرض إزاحة خلفية «كلاسيكو المغرب» من المنصة التي تواجد فيها رئيس الجامعة وحمد العوني من الجانب الإماراتي. كي لا يعكس التوقيع ما هو خلف الظهر.
 لكن كل العتاب هو التأخرعلى مستوى النفي، هو أن لا تشتغل هياكل وموظفي الجامعة بالدينامية التي توازي إحترافية الجهاز وتواكب التنقل وأوراش الرئيس عبر البوابة الرسمية، بالتأكيد الدامغ والتوضيح الذي يذرأ الإجتهادات حتى لا يقول فتح باب الشبهات والقراءات السبع.
 وإن كنت واثقا ألف بالمائة أن لقجع بالبراغماتية المعروفة عنه، مستحيل أن يتحول لوصي عن الرجاء والوداد في بيع منتوجهما، فإن العقل الذي قادنا لمعرفة كنه هذا الوجود قبل باقي التفاصيل الصغيرة فيه، يؤكد بالمقابل أنه مستحيل إستحالة مطلقة أن ينقل الزيات والناصيري الديربي لأي بلد آخر دون أن يحوزا موافقة الجهاز الوصي عليها.
وكما قلت أعود لأكرر أنه لا تعنيني الخلفيات البعيدة عن كل ما هو رياضي صرف، ولست مؤهلا لتقديم دروس لأي كان في  كيفية قراءة وملاءمة باقي المشاهد مع المشهد الكروي. إلا أن الواقع الذي لا يرتفع ويدركه كل متتبع للجلد المدور هنا، هو أن خلف نفي لقجع وتبرؤه من التوقيع وتناقض موقفي الناصيري والزيات بشأن المواجهة، من أريحية ودادية وتشدد رجاوي في استعراض المطالب يقف أمر ما، الأيام كفيلة بالكشف عنها.
ما يهم في هذا السياق هو أن تستفيد كل الأطراف المتداخلة في هذا الموضوع من الدرس، كي لا يتحول الديربي بحلاوته واحتفاليته من ثمرة  لجمرة تخلص منها الجميع كي لا يُحترق بها..

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جعلوا من الديربي جرثومة جعلوا من الديربي جرثومة



GMT 10:25 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

الدفاع في الريادة

GMT 10:22 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

"وشكون عرف؟"..

GMT 15:07 2019 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

"كلمة حق"..

GMT 13:45 2019 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

منتخبات مجنونة

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 19:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 19:14 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 15:38 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

انفراجات ومصالحات خلال هذا الشهر

GMT 04:11 2016 الخميس ,20 تشرين الأول / أكتوبر

تقنية جديدة تظهر النصِّ المخفي في المخطوطات القديمة

GMT 13:52 2016 الأحد ,20 آذار/ مارس

كريم طبيعي مزيل لرائحة العرق

GMT 08:47 2016 الإثنين ,11 كانون الثاني / يناير

البامية للوقاية من الأمراض المستعصية والاكتئاب
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca