تطهير المنتخب

الدار البيضاء اليوم  -

تطهير المنتخب

بقلم: محمد الروحلي

لم تكن الأزمة التي تفجرت داخل الفريق الوطني أياما قبل رحيله إلى مصر للمشاركة ال17 بنهائيات كأس أمم أفريقيا، بالمفاجئة أو غير المنتظرة، بالنظر إلى واقع جعل من الفريق ملكية خاصة ومحصنة أمام كل التدخلات، وحتى ولو كانت من طرف الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم نفسها. 

يمكن أن ننطلق من خطأ عبد الرزاق حمد الله بمغادرته معسكر الفريق الوطني، فهذا سلوك مرفوض وهناك طرق أخرى للتعبير عن الاحتجاج، أمام ما تعرض له داخل مركز المعمورة من تهميش، أو ما عايناه خلال مباراة غامبيا، لكن الواقعة تقتضي معالجة متوازنة، تجعل من القضية منطلقا لإعادة الأمور إلى نصابها، داخل منتخب يمثل شعبا بكامله.

خطأ حمد الله سجل كذلك في عدم الوفاء بالاتفاق الذي أبرمه مع إدارة الجامعة وطبيب المنتخب عبد الرزاق هيفتي، بعد أن أصر على المغادرة، رغم تدخل رئيس الجامعة.

وكان الاتفاق يقضي بخضوع اللاعب لفحص دقيق، وتحضير ملف طبي يمكن الجامعة من تعويضه، بلاعب آخر، خدمة لمصلحة الفريق الوطني.

إلا أنه لم يف بوعده ورفض الخضوع للفحص، كما أن الخروج الذي روج له مباشرة من مدينة أسفي، وهو يستعرض عضلاته بإحدى القاعات الخاصة بمسقط رأسه، نسف أي اتفاق، كما فوت على الجامعة أي إمكانية التعويض، وهو سلوك مرفوض، الشيء الذي جعل حمد الله مشاركا في المشكل، أو مذنبا بعدما كان ضحية تعاطف معه الجميع.

إلا أن أصل المشكل الذي أوصل الأمور إلى هذا الحد من التشنج، يكمن في سيطرة لوبي العميد المهدي بنعطية ومن معه، سيطرة أصبحت ظاهرة للعيان، ومن لا يدخل ضمن حسابات أعضاء هذا اللوبي، فلا مكان له داخل النخبة المغربية، أما من تربطه علاقة خاصة، فهو مرحب به، وله كل الضمانات للحضور الدائم، حتى ولو كان يلعب بنصف إمكانياته، أو بدون فريق حتى…

الدليل على ذلك عديد اللاعبين الذين مروا مرور الكرام، أضف إلى ذلك التعامل غير المنصف مع لاعبي البطولة الوطنية، دون ننسى شهادة وليد ازارو الأخيرة، وغيرها من الأمثلة الصادمة التي تعطي المصداقية لما نقوله.

يمكن أن نقبل إنزال عقوبة في حق حمد الله، لكن قبل ذلك لابد من فتح تحقيق في الأسباب والمسببات، وبعد ذلك اتخاذ عقوبات صارمة في حق المخالفين، كيفما كان وزنهم، حتى يستعيد الفريق الوطني هيبته ومناعته أمام كل الاختراقات التي أصبحت متعددة.

الفرصة الآن سانحة أمام الجامعة قصد استعادة السيطرة على شؤون المنتخب، خاصة وأن مجموعة من المؤشرات تؤكد أن مسؤولية الجامعة بدأت تتآكل أمام انفراد لوبي رونار وبنعطية بكل المسؤوليات والصلاحيات.

فما حدث خلال مونديال روسيا، والتصريحات غير المسؤولة لبنعطية (العميد يا حسرة)، خير دليل على أن هناك جهات تدفع في اتجاه تحول الجامعة إلى مجرد ممول لتغطية النفقات، وليست جهازا مسؤولا بكامل المسؤوليات والصلاحيات، ومعرض على هذا الأساس للمساءلة أيضا.

حالة حمد الله تعتبر إذن فرصة عظيمة قد لا تعوض، لاستعادة زمام الأمور كما يجب أن تكون، خدمة لمنتخب يتشكل حوله الإجماع قمة وقاعدة… 

عن جريدة بيان اليوم المغربية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تطهير المنتخب تطهير المنتخب



GMT 10:25 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

الدفاع في الريادة

GMT 10:22 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

"وشكون عرف؟"..

GMT 15:07 2019 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

"كلمة حق"..

GMT 13:45 2019 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

منتخبات مجنونة

GMT 20:11 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تجنب الخيبات والارتباك وحافظ على رباطة جأشك

GMT 09:26 2018 الثلاثاء ,26 حزيران / يونيو

إعادة سلحفاة نادرة إلى مياه خليج السويس بعد علاجها

GMT 01:32 2014 الأحد ,27 تموز / يوليو

طريقه عمل مفركة البطاطا

GMT 08:20 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

منزل بريطاني على طريقة حديقة حيوان يثير الإعجاب في لندن

GMT 06:11 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

أسهل طريقة لإعداد مكياج رائع لجذب الزوج

GMT 00:03 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

قرار بخصوص مشروع ملكي مغربي يُربك حسابات إلياس العماري

GMT 13:59 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

هجرة "النجوم" شرًا لا بد منه

GMT 04:24 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

السجن 10 سنوات للجهادي المرتبط بمهاجمة "مانشستر أريينا"

GMT 16:31 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

فنانة صاعدة تهدد مخرج مغربي بـ"فيديو إباحي"

GMT 10:51 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنان أمير كرارة يفاجئ المعجبين بإطلالة مختلفة تمامًا

GMT 22:31 2015 الإثنين ,09 آذار/ مارس

الأزرق والأخضر أبرز ألوان المطابخ في 2015
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca