نحن مستهدفون

الدار البيضاء اليوم  -

نحن مستهدفون

بقلم - بدر الدين الإدريسي

لا نية لي أن أختزل كل معاناة وهواجس واختناق الوداد في الوجه الأول لنهائي عصبة الأبطال أمام الترجي التونسي، في الأخطاء التحكيمية المؤثرة جدا جدا على تضاريس المباراة، وليس من عاداتي أن أعلق كل الأخطاء والتجاوزات وفظاعات التدبير التكتيكي لأي مباراة من هذا الوزن الثقيل على شماعة التحكيم، فأحجب عن عمد السحب التكتيكية التي اختنق بها فضاء المباراة وبخاصة الشوط الأول منها تحت تأثير قرارات للمدرب البنزرتي هي اليوم موضع سؤال وموضع استهجان أيضا، إلا أنني ولست الوحيد الذي يفعل ذلك، لا يمكن قطعا أن أمر مرور الكرام على قرارات اتخذها الحكم المصري جهاد جريشة من تلقاء نفسه حينا وباستشارة مع من كانوا يوجهونه من غرفة الفيديو، قرارات كان لها تأثير كبير على نتيجة المباراة، واقتصت عن عمد وبسابق ترصد جهودا مضنية بذلها لاعبو الوداد في مباراتهم تلك.
لا أستطيع أن أجد عذرا واحدا للحكم المصري جهاد جريشة في رفضه لهدف العملود، برغم أن الكرة تعمدت الإرتطام بيد الحداد أكثر ما تعمد هو ذلك، بخاصة وأن البند الذي يعاقب لمس الكرة باليد ملتصقة أو غير ملتصقة بالجسد، باحتساب الخطإ وبضربة الجزاء إن وقع ذلك في منطقة العمليات، لم يصبح إلى الآن ساري المفعول، وسيكون من الضروري أن يعود الحكم جريشة، وهو من يجري الحديث عن أنه أحد أفضل حكام إفريقيا، إلى كراساته ليعرف بنفسه فداحة الخطإ الذي ألغى للوداد البيضاوي هدفا لا غبار عليه، به كان سيتعادل الوداد في الدقائق المحتسبة كوقت بدل ضائع من الشوط الأول.
وإذا ما كان طرد النقاش بتلقيه الورقة الثانية، يبدو معللا بالقانون، فإن ما سيأتي بعده كان من الفداحة بمكان، فهذه كرة تلمس يد شمام مدافع الترجي التونسي داخل منطقة العمليات، طلب جريشة لمعاينتها من خلال عرض كاميرات الفيديو، وبدت يد المدافع التونسي متحركة عن الجسد بما يقول أنها غيرت اتجاه الكرة بشكل قصدي، إلا أن حكم المباراة لم يحتسب للوداد ضربة جزاء، ولو كان احتسبها لوجه لشمام العقوبة الإنضباطية، أي الورقة الحمراء لوجود حالة التعمد، فكيف يعاقب الحداد على لمسة يد غير متعمدة، ويرفض للعملود الهدف ولا يعاقب شمام على لمسة يد فيها صفة العمد، كيف نصدق أن هذه حلال على شمام وحرام على الحداد؟
شخصيا ما كنت أعير اهتماما، لما كان يرمى به من كلام على منصات التواصل الإجتماعي وفي منتديات حوارية كثيرة، يقول كثيره بأن المغرب أحكم سيطرته على القارة الإفريقية، وأنه في طريقه لاحتكار ألقاب النوادي بسبب أنه بات غرفة القرار السرية للكونفدرالية، فقد حسبته كلاما كالزبد الذي يذهب غثاء ولا ينفع الناس، إلا أن ما رصدناه جميعا بعد مباراة النهضة البركانية والصفاقسي التونسي برسم إياب نصف نهائي كأس الكونفدرالية من تلفيقات ومن هلوسات ومن ادعاءات مغرضة، سواء من الصحافة التونسية المناصرة للصفاقسي أو من مرتضى منصور رئيس الزمالك، يجعلني اليوم واثقا من أن هناك استهدافا للمغرب، ممن كانوا يحتكرون الألقاب الإفريقية على مستوى الأندية والمنتخبات على حد سواء بتشكيل لوبيات كانت تشتغل بمهارة فائقة في الكواليس المشبوهة والموصدة.
وإذا كان الوداد قد تحرك في اتجاه التصعيد، لمواجهة هذه السيوف القاطعة التي يحملها أعداء النجاح المغربي، ومعه الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، التي شعرت بأن ظلما وقع فعلا على الوداد، وراسلت الكونفدرالية محتجة ومستنكرة ومطالبة بإعادة ما سلب من الوداد، فإن كل الإشارات الموجهة للكرة المغربية تقصدها بالخير أو بالشر، لابد وأن تكون موضع نقاش عميق تتمخض عنه قرارات جريئة تحمي مصالح كرة القدم الوطنية، لأن اعتبار ما أتى به الحكم جريشة من أخطاء فادحة، مجرد أخطاء تقديرية ليس فيها صفة العمد، فأنا أقول وبحسن نية، أن جريشة لم يأت لإسقاط الوداد عمدا وحرمانه من حقوقه بسبق إصرار، ولكنه جاء إلى المباراة مشحونا من طرف من عينوه لكي لا يترك في المباراة ذرة شك واحدة في أن هناك انحيازا من أي نوع من الكونفدرالية للأندية المغربية، وكما نقول عوض أن «يكحل» جريشة المباراة أعماها.
ليترك الوداديون الكونفدرالية تقوم بعملها، وليتوجهوا بكل ثقلهم لمباراة الجمعة القادم بملعب رادس، فأنا على يقين من أنه لو زالت الغشاوات التكتيكية التي غطت الشوط الأول، وحضرت الروح البطولية في الشوط الثاني، حيث تحدى الفرسان الحمر النقص العددي وتعادلوا وكان بمقدورهم أن يفوزوا، سيتمكن الوداد من العودة من رادس بكأس الأبطال حتى لو كانت المتاعب والمعاناة بطول الجبال.   

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نحن مستهدفون نحن مستهدفون



GMT 10:25 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

الدفاع في الريادة

GMT 10:22 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

"وشكون عرف؟"..

GMT 15:07 2019 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

"كلمة حق"..

GMT 13:45 2019 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

منتخبات مجنونة

GMT 05:41 2015 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

صور لبومة تشبه مارلين مونرو عندما تفرّق ريشها بسبب العواصف

GMT 12:31 2015 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

7 مناورات مشتركة للقوات البرية الروسية في 2016

GMT 12:14 2016 الثلاثاء ,27 أيلول / سبتمبر

بدء أعمال المنتدى الدولي للطاقة في الجزائر

GMT 02:16 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

فرحة عارمة تعم شوارع المغرب بعد فوز فريق الوداد البيضاوي

GMT 17:52 2016 الجمعة ,15 إبريل / نيسان

المجوهرات دليل على حب الرجل للمرأة

GMT 19:26 2017 السبت ,16 أيلول / سبتمبر

"إلعب إلعب" أغنية سناء محمد الجديدة على يوتيوب

GMT 12:50 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة التربية الوطنية المغربية تعلن عن 500 وظيفة جديدة

GMT 12:19 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

هدم منزل عائلة الرئيس الجزائري بوتفليقة في مدينة وجدة

GMT 02:52 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

تجهيزات الفنادق لاستقبال موسم العطلات وعيد الميلاد المجيد

GMT 05:23 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

تخلي عن فرك المعصمين للحصول على عطر يدوم طويلًا
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca