الرجاء بطل .. هذا مستحيل!

الدار البيضاء اليوم  -

الرجاء بطل  هذا مستحيل

بقلم - منعم بلمقدم

ليس سوداوية ولا هو حكم بالإعدام على حلم الرجاويين ولا حتى تبخيسا لهذا الحق أو هو تيئيس لأفراد صوت الشعب، إنه الواقع الذي حين يرتفع تغيب كل المداهنات وكل أشكال النفاق الممكنة وكل المحسنات البديعية التي تغازل الرجاء نفاقا وهو المكلوم، المثخن بالجراح.

قدرت أن لا يتوج الرجاء احتكاما لمعايير الواقع، للتناقضات التي يغرق فيها فريق أصبح يلعب كل مباريات بشارات الإحتجاج على أراجيف وكذبات حسبان التي لا تنتهي.
قدرت استحالة انتقال الدرع ليستقر بالخزانة الخضراء لأني سمعت لاعبا يصرح أنه يملك في جيبه 32 درهما ولا يجد ما يتنقل به، وهو قول حين نطق به قهرا اللاعب بنحليب كان رد فعل حسبان بعدها محاولة تلجيمه ومعاقبته.

وصل الأمر بلاعبي العالمي للإقتراض وبطرق مشينة ليسدوا رمقهم، وليعيلوا أسرهم في زمن استقوى فيه حسبان ونجح في هزم شعب رجاوي برمته وفرض فيه منطقه.
قلت وهذا موقف يلزمني أنه يستحيل عمليا على فريق يعاني لاعبوه بهذا الشكل الموحش، على فريق يعيش لاعبوه نير التجويع والقهر أن يصبحوا أبطالا ولو أن إليادات وملاحم وبطولات كثيرة صنعتها المعاناة.

تابعت مباراة الرجاء أمام الحسنية وواكبت ردات فعل لاعبي الفريق المتشنجة مع الحكم الكزاز وكيف خرج بانون في كثير من المرات عن النص وكيف تلونوا بالإنذارات وغلبت عليها الإنفعالات المجانية التي سببها القهر الذي يعيشونه أسبوعيا، وهو الأمر الذي قادني كما يقود كل رجاوي حقيقي من أنصار النادي لبلوغ هذه الحقيقة المرة، وهي أنه كي تكون بطلا نهاية الموسم عليك أن تكون إعجازيا وتتمرد على المنطق وتنتج أدرينالين خاص وخاص جدا يقلب كل هذه الحقائق المرة ويلغيها.

في الشهر المنصرم وكأي حاوي أو ساحر يخرج أرنبا من قبعته في وقت لا تنتظره أن يفعل ذلك في سيرك كبير، دعا حسبان منخرطي الرجاء ليصادقوا له على التقرير المالي ووعدهم بالرحيل وترك جمل الرجاء بما حمل، وما إن نجح في مسعاه حتى قاطع أشغال الجمع العام وافتعل عذرا هو أقبح من زلة، لينهي الجمع وينقلب على وعوده كما هي عادته ويقرر البقاء حتى يقضي الله الأمر المفعول.

أقول أنه يستحيل على الرجاء أن تكون بطلة، لأن بيئة الرجاء ملوثة ولأن المناخ ليس سليما ولأن الهواء الذي يتنفسه اللاعبون ليس صافيا ولأن جسر الثقة مفقود وعنصر الأمان مفصول، فكيف لفريق تغيب فيه هذه المقومات والشروط أن يصبح بطلا؟

في مباراة الحسنية هتفت جماهير الرجاء ضد حسبان كما لم تهتف ضده من قبل، وفي نهائي كأس العرش استغلت الحضور الوازن والرفيع المستوى ونقلت رسالتها لمن يهمهم الأمر على أنهم في قبضة من لا يرحم، ولا أحد أصغى لهذا الأنين وفرض تغيير هذا المنكر الكبير بالفريق.

يستحيل على الرجاء أن تكون بطلة لأن جمهورها مستعد ليقاطع مباريات الفريق ويخسر اللقب شريطة أن يرحل رئيسها.

يستحيل على الرجاء أن تكون بطلة لأنه حين يسمع اللاعبون أن وادي زم وخنيفرة وحتى تطوان الأخيرة منحت لاعبيها منحا ومكافآت مضاعفة مقابل انتصار يتيم ويتيهون هم في أرض الله مطاردين منح الموسم المنصرم ولا من يجيب، فإن الحماس يفتر والعزيمة تموت والإرادة تتلاشى.

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرجاء بطل  هذا مستحيل الرجاء بطل  هذا مستحيل



GMT 13:19 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"خوكم بدون عمل"

GMT 20:05 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

فاقد الشيء لا يعطيه

GMT 20:48 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

إدمان التغيير

GMT 20:16 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طاليب والحلوى المسمومة

GMT 12:48 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

"الكان" في المغرب

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 19:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 19:14 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 15:38 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

انفراجات ومصالحات خلال هذا الشهر

GMT 04:11 2016 الخميس ,20 تشرين الأول / أكتوبر

تقنية جديدة تظهر النصِّ المخفي في المخطوطات القديمة
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca